18 نوفمبر، 2024 5:53 ص
Search
Close this search box.

خذوها  عبرة ممن فنوا!

خذوها  عبرة ممن فنوا!

من روائع صُنع الخالقِ جَلَ وعلا أنهُ خَلَقَ الحياة كنظام قائم على التنوع والاختلاف, في كل الموجودات سواء كانت  اشياء ملموسة , كالعذب والمالح, والشمس والقمر, والليل والنهار, أو مفاهيمٌ مدركة, كالحق والباطل, والخير والشر, وغير ذلك من الامثلة الكثيرة, فهذا التنوع يضفي على الوجود نوعا” من التناغم ليدرك الناس الاختلاف وليستخدموا عقولهم لأجل التمييز بين كل هذه التناقضات ,فأصل الوجود وغايته ان يختار الناس طريق الهداية أو طريق الضلال وهذا هو الاختبار الاكبر الذي وجدت لأجله الحياة , ووفقا” لهذا الاساس فقد اختلفت اصناف البشر واهدافهم ,وانطباعاتهم, وآراؤهم فنجد في اغلب الاحيان تختلف الاراء عند نقطة معينة أيا” كان محتواها سواء كانت موضوع نقاش سياسي, اوفكرة اقتصادية,  او تأييد حزب معين دون اخر,فنجد ان البعض يتقبل الآراء والانتقادات, حتى يعرف مواطن الصح والخطأ لديه فيعزز ما هو ايجابي ويقوم ويصحح ما هو سلبي منها, والبعض الاخر قد يعترض وبشكل نمطي متكرر ويرفض التغيير فيتمسك بكل ما قال وفعل,  وهناك قسم اخر فهو يرى نفسه فوق الجميع, فلا رأي ولانقاش, ولاحتى مشورة اونصيحة, اقواله احكام تطبق, واراؤه كتاب منزل, وتصريحاته لاتناقش ومايراه ينفد دون  قيد اوشرط, ودائما هذا الصنف من الناس يجد من يصفق له ويؤيده على الخطأ,حتى تغرق السفينة ببطئ واول من يتخلى عنه في ذلك الحين من صفق له سابقا”, والامثلة على ذلك أكثر من أن تورد من رؤساء الدول الذين اختاروا من الدكتاتورية طريقا”  ممن وضعوا داخل انفسهم اصناما” لهم قبل ان يضعوها في الشوارع والطرقات ,  لتحطهما بعد ذلك الشعوب الثائرة, مع ان لهم في فرعون مثلا” وعبرة فقد تناول القران الكريم قصته كأحد الطغاة واعتاهم, حتى اهلكه الله وترك جسده من باب التذكير للعباد بأن نهاية المتكبرين هي الهاوية ,  اذن لمذا التفرد والتجبر وقد اوصى الخالق عباده بالمشورة ؟حتى انه وصف المؤمنين  منهم بأن امرهم شورى بينهم, فاختلاف الآراء لا يفسد للود قضية بل على العكس  فالناس كل منهم يُسدي النصحَ للأخر, ويكملُ بعضهمُ الاخر, كيف لا وان ديننا الحنيف والاديان السماوية قائمة على النصح, كما قال رسول الله عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام ( الدين النصيحة), فلم الاقدام على الانفراد بالآراء وخصوصا” لصناع القرار ومن بيدهم امور الرعية؟ الايجب ان يستمعوا لبعضهم حتى لا تغرق السفينة بمن عليها؟ ولم لا يأخذون عبرة وعظة ممن سبقوهم و انفردوا بالقرار واضاعوا عليهم فرص الاستماع للغير؟ فالله سبحانه يعرف ان البشر ليسوا معصومين من الخطأ بل ان العصمة للمختارين من عباده  المقربين, كالرسول الكريم وال بيته الابرار (عليه وعليهم افضل الصلاة والسلام), لذلك اوصى عبادهِ بالمشورةِ والاخذِ بالنصح , ووفقا” لهذا المنطلق فليبادر كل من أستبد برأيه ليسمع الاخر, وليسمحوا لمعاول الفكر والنقاش ان تحطم اصنام الكِبر والعناد والتَجَبُر, فالخيرُ يأتي .. عندما تُكسَر الأصنام

أحدث المقالات