الإمام علي (ع) رئيس هيئة النزاهة في العالم الإنساني يتحدث بصراحة دون قيود وحدود . (ج 1) حاوره ثائرالربيعي
السلام عليك سيدي ومولاي أيها الإنسان … وأنت السلام والأمان
صوت النزاهة المتجسد في الاستقامة والعدالة .
ثقافة المحبة والحب والتسامح والأطمئنان لكل من طرق بابه دون سؤاله عن عنوانه وهويته .
هو الضمير المتجدد العملاق والعطاء المعطاء الذي لايعرف الموت عبر كل العصور .
هو القيم الصادقة والشمائل الشامخة التي لا تعرف الخضوع والخنوع والمهادنة مع الطغاة والسراق والقتلة , والتذلل إلا لله وحده .
هو الحقيقة الساطعة كالشمس التي لا يمكن للظلام أن يطمس نورها ويحجب تلألؤ توهجها.
هو الواقع الذي عرف به محك الحق من الباطل ,فالحق معه وهو مع الحق.
هو ناصر المظلومين ,وسند الضعفاء والفقراء,وكافل والايتام والمحرومين .
هو الانسانية الناطقة عن نفسها من اوسع أبوابها المتجردة من عقد الزمان وهواجس الحرمان,لا يختلف ولا يفرق بين عربي وأعجمي واسود وابيض إلابالتقوى .
هوالجبل الأشم والعنفوان الذي تمرد على محن الزمان وغدره, والصبرعلى المصائب والشدائد.
هو التواضع والبساطة,وهو الأنين في المحراب ليلاً , والضحاك اذا أشتد الضراب .
هو الشجاعة التي تنبذ مقاتلة العراة والمنهزمين ,والوطيس الذي تحسم به معارك الرجال من أشباههم وأقزامهم.
هو العلم الذي لا ينتهي ولا ينضب , والبلاغة والفصاحة , هو النقطة والإلف واللام والسكون بعد الشدة.
كل شيء كنت أتوقعه في حياتي, وأجيد حسابه , إلا أن أكلف بإجراء لقاء وحوار مع من تساقطت أمامه دون منازع كل علوم الحياة وبمختلف أشكالها وأنواعها ,وبعلمه فك طلاسم المشفرة.
من حيث أبتدأ معه لا أعرف ,وأين انتهي منه لا أعرف ؟ أنه الوصي وأبو الأوصياء ,والشهيد وأبو الشهداء,انه الضارب بالرمحين,أنه ابا السبطين,أنه خازن علم الأولين والآخرين ,أنه العنوان الذي استدليت به ومن خلاله على ذاتي ونفسي الضائعة بين زحام القلق والاقنعة المزوجة ,انه الكوكب العملاق الذي يدورحوله الكواكب الصغيرة والنجوم الكبيرة,انه اللون البنفسج ,انه شخصية الانسانية الخالدة الصامدة ,أنه أنت وأنت هو وليس غيرك يستطيع أن يكون غيرك لأنك انت هو,هو أنت ,وأنا أذوب فيك أنت هو .
س: سيدي ماهي النزاهة واستقامة الضمير في نظرك في ظل الأزدواجية الكبيرة والأقنعة الكثيرة التي تنادي بها اليوم ؟
ج: أتقوا معاصي الله في الخلوات فأن الشاهد هو الحاكم ,وأصل المحاسن كلها الكرم ,واصل الكرم نزاهة النفس عن الحرام وسخاؤها بما من الخاصِّ والعامِّ وجميع خصال الخير وفروعه,وثمرة التورع النزاهة,والنزاهة من شيم النفوس الطاهرة ,والنزاهة آية العفة.
س: سيدي الدينا غرورة والدهر ليس له أمان وأنت أين منهما ؟
ج: إليك عنّي يا دنيا , غرِّي غيري ، إليَّ تعرّضت أم إليَّ تشوّقت ؟ هيهات هيهات ! فإنّي قد طلقتك ثلاثاً لا رجعة لي فيك ؛ فعمرك قصير ، وخطرك كبير , وعيشك حقير,إليكِ عنّي يا دنيا ؛ فحبلك على غاربك ، قد انسللت من مخالبك ، وأفلتّ من حبائلك ، واجتنبت الذهاب في مداحظك . أين القرون الذين غررتهم بمداعبك ؟! أين الاُمم الذين فتنتهم بزخارفك ؟! ها هم رهائن القبور ، ومضامين اللحود ! والله لو كنتِ شخصاً مرئياً , وقالباً حسياً , لأقمت عليك حدودَ الله في عباد غررتهم بالأماني , واُمم ألقيتهم في المهاوي , وملوك أسلمتهم إلى التلف , وأوردتهم موارد البلاء ؛ إذ لا ورد ولا صدر . هيهات ! مَن وطئ دحضك زلق , ومَن ركب لُججك غرق , ومَن اُزور عن حبالك وفّق , والسالم منك لا يبالي إن ضاق به مناخه , والدنيا عنده كيوم حال إنسلاحه.
س: الصبر وآهاته وآلامه وأنت صابرٌ عليه محتسباً لله فيه ماذا تقول فيه؟
ج: سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري ، سأصبر حتى ينظر الرحمن في أمري ، سأصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمرّ من الصبر, والصبر ثلاثه : الصبر على المصيبه والصبر على الطاعه والصبر عن المعصيه, الصبر من الايمان كالرأس من الجسد ولاخير في جسد ولا رأس معه ولافي ايمان لاصبر معه, والصبر على الفقر من العز واجمل الغنى مع الذل,والصبر ملاك .
س: ماهي النفس التي تحرك الانسان وتصنع منه العقد والهواجس والامراض ؟
ج: لقد اجبت كميل عندما سالني ,عنها ياكميل إنما هي أربع: النامية النباتية ، والحسية الحيوانية ، والناطقة القدسية ، والكلية الإلهية ، ولكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان.
فالنامية النباتية لها خمس قوى: جاذبة وماسكة وهاضمة ودافعة ومربية، ولها
خاصيتان، الزيادة والنقصان وانبعاثهما من الكبد وهي أشبه الأشياء بنفس الحيوان.
والحسية الحيوانية لها خمس قوى: سمع وبصر وشم وذوق ولمس، ولها
خاصيتان، الشهوة والغضب، وانبعاثهما من القلب، وهي أشبه الأشياء بنفس السباع.
والناطقة القدسية: ولها خمس قوى، فكر وذكر وعلم وحلم ونباهة، وليس لها
انبعاث، وهي أشبه الأشياء بالنفوس الملكية، ولها خاصيتان، النزاهة والحكمة.
والكلية الإلهية ولها خمس قوى: بقاء في فناء، ونعيم في شقاء، وعز في ذل،
وغنى في فقر، وصبر في بلاء، ولها خاصيتان، الرضا والتسليم، وهذه هي التي
مبدؤها من الله، واليه تعود.
س: الصدق والكذب صفتان كلاهما أرتبط وجودهما مع وجود الانسان وأنت قد شخصت الخلل بينهما ؟
ج: الصدق نجاة وكرامة , والصدق أنجح دليل , والصدق خير منبئ ,والصدق ينجيك وان خفته ,والصدق صلاح كل شيئ ,ورأس الإيمان لزوم الصدق,وأحسن الصدق الوفاء بالعهد، وأفضل الجود بذل الجهد,وأقبح الصدق ثناء الرجل نفسه ,وثلاث هن زين المؤمن: تقوى الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة ,,لكل شيء حيلة، وحيلة المنطق الصدق
شيئان هما ملاك الدين الصدق واليقين , وأعظمُ الخطايا عند الله،اللسان الكذوب ,والكذب مهانة وخيانة من عُرف بالكذب قلت الثقة به ,لاتحدث عن غير ثقة فتكون كذاباً,وثمرة الكذب المهانة في الدنيا، والعذاب في الآخرة ,والكذب يرديك وان امنته,الكذب فساد كل شيئ ,الكذب شين اللسان .
س: من هو المؤمن ؟
ج: المؤمن دائم الذكر ، كثير الفكر”.
س: ما هي فضائل ذكر الله عز وجلّ؟
ج: الذكر نور العقول ، وحياة النفوس ، وجلاء الصدور.
س: ماهو النور وما هي الظلمة؟
ج: الذكر نور ورشد ، النسيان ظلمة وفقد.
س: ما هو رأس الجهل؟
ج : رأس الجهل معاداة الناس .
س: كيف تعيش حرا سعيدا كل عمرك؟
ج : من اراد ان يعيش حرا ايام حياته فلا يسكن الطمع قلبه .
س: كيف نتقي الذنوب التي تنزل البلاء؟
ج : وهي ثلاثة: اغاثة المكروب ، وعدم خذلان المظلوم ،وعدم ترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
س: كيف نعرف محبة الله تبارك وتعالى ؟
ج : اذا احب الله عبدا الهمه حسن العبادة وحبب اليه الامانة، وزينه بالسكينة والحلم،والهمه الصدق ، والهمه رشده ووفقه لطاعته ، ووعظه بالعبر، وابغض اليه المال وقصر منه الامال ، ورزقه قلبا سليما وخلقا قويما وشغله بمحبته.
س: كيف ندعو الله تعالى؟
ج: اللهم اسألك ان تصلي على محمد وآل محمد وان تجعلني ممن يديم ذكرك ولا ينقض عهدك اللهم اني اسألك بحقك وقدسك واعظم صفاتك واسمائك ان تجعل اوقاتي في الليل والنهار بذكرك معمورة وبخدمتك موصوله واعمالي عندك مقبولة حتى تكون اعمالي وأورادي كلها وردا واحدا وحالي في خدمتك سرمدا.
س: كيف نتقي حذر الجزع والخوف ؟
ج : اياك والجزع فانه يقطع الامل ويضعف العمل ويورث الهم .