23 نوفمبر، 2024 6:26 ص
Search
Close this search box.

امريكا وحلم الحكومة العالمية

امريكا وحلم الحكومة العالمية

تواصل امريكا سواء الادارة او المؤسسة العميقة، نصب نفسها الحامي للديمقراطية والحرية والحاكم الفعلي لدول العالم وهنا المقصود دول العالم الثالث وحتى الدول متوسطة القوة، وربما دول اخرى، من الدول الكبرى. هذه السياسة الامريكية الراسخة والمتجذرة في العقل والتفكير الاستعماري الامبريالي، تأخذ شرعيتها الموهومة او التى توهم بها العالم وكذا الامريكيين من غير ارباب الشركات العملاقة؛ من عملها لنشر الديمقراطية في دول العالم او مسنادتها لأنتفاضات شعبية والتى هي وفي الاصل منها وفي حركتها وفي المبتدأ؛ وهنا نعني الجماهير التواقة الى الحياة الكريمة والحرية..، هي حركات في الاعم الاغلب، انتفاضات شعبية، مطلبية، حقيقية وواقعية وموضوعية، وهي السعي، لحياة افضل وعلى مختلف الصعد، هذا الواقع وشظف العيش، امريكا من خلقته، مع سوء ادارة الصراع مع الثور الامبريالي الامريكي المتجبر من قبل تلك الحكومات والتى تجنح ربما تحت ضغط الواقع الاقتصادي والسياسي، المتخلقان امريكيا، او وفي احايين اخرى، البنية التكوينية للنظام، والذي يريد أدلجة الشعب بالمنظور الفكري الذي يؤمن به، مما يعطي الفرصة الذهبية لبلدوزر المال الامريكي بالهيمنة والسيطرة (بالانابة..) او بالاجتياح المباشر. في اغلب دول الهدف اي التى تستهدفها امريكا بالعقوبات الاقتصادية المتواشجة مع العمل المخباراتي، كون حكومتها ذات إرادة مستقلة، خارج الهيمنة الامريكية، وان عجزا الاخيرين، تغزوها وتحتلها تحت الحجة الواهية والبعيدة كليا عن الواقع والحقيقية، نشر الديمقراطية والحرية. في هذا السياق وعلى هدي تلك السياسية الامريكية؛ اعلن ترامب اعتراف امريكا بخوان غوايدو رئيس موقت لفينزولا وعدم اعتراف امريكا بالرئيس مادورا. الكثير يعتبر السياسية الامريكية الحالية هي نتيجية لحماقة وغباء ترامب السياسي، وهذا امر غير صحيح، ربما تختلف عن الحكومة العميقة، في الاجراء والوقت والطريقة، لكنها وفي النهاية هي ستراتيجية امريكية، ترسمها المؤسسة الامريكية العميقة سواء في وزارة الدفاع او البيت الابيض او الخارجية او في غيرها في امكنة صياغة واعداد الستراتيجيات..فينزولا فيها اكبر احتياطي من النفط في العالم بالاضافة الى الفحم والحديد والذهب وكذلك الموقع الاستراتيجي في القارة التى طالما اعتبرتها امريكا الحدائق الخلفية لها. الحكومة الاشتراكية في فينزولا، شكلت ومن عقدين وجع مستمر في الراس الامريكي وقلق في هذا العقل اللصوصي. لذا ناصبتها العداء واصدرت الكثير من العقوبات الاقتصادية وكان اخرها وليس هو الاخير، عقوبات مالية في عام 2017والتى قال عنها مستشار الامن القومي الامريكي السابق، ماكماستر: من انها سوف تساعد الشعب الفينزولي من التخلص من حكومة مادروا المستبدة. هذه العقوبات اثرت تاثيرا شديد الوطأة على الاقتصاد الفينزولي وبالتالي وبالنتيجة على حياة الناس. ان اخذ حياة الناس وعيشهم كرهينة او مادة او اداة لأحداث تغيير سياسي في البلد المستهدف امريكيا؛ يعتبر وفي كل المقايس الانسانية، خرق لحقوق الانسان والغاء لحق من حقوقه، حق الحياة والعيش..تلك العقوبات الامريكية والتى قال عنها وفي حينها وزير خارجية فينزولا من انها الاقسى منذ اكثر من 200عام. المنظمة الامريكية والتى مقرها في واشنطن، هي الاخرى اعترفت بخوان رئيسا موقتا لفينزولا ونزعت او سحبت اعترافها بمادورا. اغلب الدول الامريكية لم تحذوا حذو امريكا إلا ثلاث دول وهي كولوبيا والبرازيل والارغواي بالاضافة الى كندا، هذه الدول هي دول تسير في الفلك الامريكي. ان امريكا وهي تسعى لأيجاد حكومات تجعل من دولها وشعوبها مناطق نفوذ امريكية، لايقف في وجهها، حطوط حمر او سود او قانون دولي، ان ارادت ودقت ساعة الحقيقة والتغير الذي تريده وتخطط له، في دولة ما، مع ان التوجهات السياسية هذه في عالم اليوم فيها او تواجهها، صعوبة غاية في الصعوبة. امريكا وبعد تصريح ترامب، اصدرت عقوبات اقتصادية اخرى، قالت عنها هي الاشد. وزير الخارجية الامريكي بومبيو، وصف العقوبات الاخبرة، بأنها جاءت لمساعدة الشعب الفينزولي للتخلص من حكومة مادروا المستبدة. وفي هذا السياق وفي وقت سبق هذا الوقت، وفي محاولة لهز العصا الامريكية الغليظة في وجه الحكومة الاشتراكية الفينزولية واخافتها، لم يستبعد ترامب الخيار العسكري.حكومة مادورا الاشتراكية وقفت بقوة وصلابة في وجه هذه التدخلات والتهديدات، فقد امهلت الدبلوماسيين الامريكيين 72لمغادرة الاراضي الفينزولية. امريكا تستخدم مختلف الوسائل الغير اخلاقية والتى وفي مجلمها تشكل تجاوز على القانون الدولي والعلاقات بين الدول والتى يتحكم بها، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى، فقد دعا وزير خارجية امريكا، الجيش الفينزولي الى مساندة الشعب في التخلص من حكومة مادورا، وهذه دعوة صريحة وواضحة لأستعمال القوة في احداث التغيير الذي تريده امريكا. ان سحب الاعتراف من قبل امريكا بحكومة مادورا والاعتراف بخوان رئيسا موقتا للبلاد وهو الذي يشغل موقع رئيس البرلمان، يقود الى تخندق الحكومة والمعارضة مع التغذية الامريكية لهذا التخندق ألا يدفع هذا التمترس الى الاضطراب والاقتتال الداخلي في وقت لاحق، وان حصل هذا الاقتتال ألا تعتبر امريكا هي المسبب الاساس فيه؟. وهنا من المسؤول عن الدم الذي سوف يراق وما يرافق هذا من دمار في بلد يعاني الكثير من الفقر والتدهور الاقتصادي بسبب العقوبات الامريكية عليه ومنذعقدين من الزمن. تلك هي اساس وجوهر السياسية الامريكية في المحيط الاقرب لها، في امريكا اللاتينية وغيرها من دول امريكا الوسطى والى حد ما امريكا الشمالية، وفي اسيا وافريقا والمنطقة العربية.

أحدث المقالات

أحدث المقالات