اتهم عراقي القوات البريطانية بتعذيب ابن شقيقه وقتله شنقاً من دون وجه حق، لدى إدلائه بشهادته أمام لجنة تحقيق في لندن حول مزاعم تعرّض مدنيين عراقيين للانتهاكات والقتل على يد جنود بريطانيين عام 2004.
وقالت صحيفة (اندبندانت) الصادرة اليوم الجمعة، إن خضر السويدي، أبلغ التحقيق المسمى “تحقيق السويدي”، نسبة إلى ابن شقيقه حميد السويدي (19 عاماً) وهو أحد العراقيين الذين زُعم أنهم قُتلوا على يد القوات البريطانية، أنه كان حاضراً حين تم نقل جثث موضوعة في أكياس من البلاستيك إلى المستشفى بعد أن سلمتها القوات البريطانية، واصفاً المشهد بأنه “كارثة إنسانية”،
وقال خضر السويدي، البالغ من العمر 48 عاماً، إنه غسل جثة ابن شقيقه حميد في إحدى المستشفيات العراقية حيث عمل في قسم علم الأحياء المجهري، ووجد عليها آثار تعذيب، بما في ذلك كدمة على شكل حذاء على جبينه، وكسراً في الذراع وطلقات رصاص وعلامات على أنه مات شنقاً.
وأشار إلى أنه توجه مع أشخاص آخرين إلى بلدة المجر الكبير جنوب العراق، حيث دارت معركة بين القوات البريطانية ومسلّحين في أيار/مايو 2004، وعثروا على بعض الجثث.
وأضاف السويدي في إفادته أمام “تحقيق السويدي” أنه “شاهد سيارات إسعاف تابعة للجيش البريطاني كانت تنقل أشياء إلى مستشفى الصدر، تبيّن لاحقاً أنها جثث موضوعة في أكياس بلاستيكية، وشهد كارثة إنسانية بعد فتح الأكياس البلاستيكية”.
وقال إن الإصابات التي شاهدها على جثث العراقيين “شملت جروحاً ناجمة عن أعيره نارية، وأعيناً مفقودة وجثة من دون أعضاء تناسلية، وقام بتسجيل أسماء الذين تمكن من التعرّف عليهم على أكياس الجثث، وكان بعضهم مشوّهاً”.
وأشارت (اندبندانت) إلى أن وزارة الدفاع البريطانية نفت بشدة هذه المزاعم، وأصرّت على أن العراقيين ماتوا قتلاً في ساحة المعركة.
وكان شهود عراقيون بدأوا الشهر الماضي تقديم إفاداتهم أمام “تحقيق السويدي” حول مزاعم إساءة معاملة القوات البريطانية لمحتجزين عراقيين، وقيامها بقتل بعضهم بعد مواجهة مسلّحة، وسيستمع إلى إفادات 60 شاهداً عراقياً تم نقل 15 واحداً منهم جواً إلى لندن، وشهادات 45 عراقياً آخرين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة اللبنانية بيروت، إلى جانب ما يصل إلى 200 جندي بريطاني ابتداءً من أيلول/سبتمبر المقبل.
وبدأ “تحقيق السويدي” أعماله في آذار/مارس الماضي، بعد 3 سنوات على قرار إجرائه، للنظر في ملابسات مقتل 20 عراقياً خلال معركة مع القوات البريطانية في جنوب العراق قبل 9 سنوات، وتعرّض عراقيين آخرين لسوء المعاملة اعتقلتهم القوات البريطانية خلال المعركة نفسها في بلدة المجر الكبير في أيار/مايو 2004.