18 نوفمبر، 2024 4:26 ص
Search
Close this search box.

تنافسوا لتتعاونوا !

تنافسوا لتتعاونوا !

شهد العراق بعد العام 2003 وسقوط صنم الاستبداد الهدام اللعين تجارب ديمقراطية عديدة, منها حق الاعتراض وحرية التفكير بصوت عالي واستخدام الانترنيت والانفتاح على العالم الخارجي وشرب قواطي البيبسي (ان صح التعبير). وكانت من اهم تلك التجارب التي لاتعد ولا تحصى هي التجربة الانتخابية التي مثلت الديمقراطية الحقيقية لكل الشعوب, لكن هذه التجربة لم تكن ناضجة بالمستوى الحقيقي في كينونة المواطن العراقي , فكانت الانتخابات  العراقية في بدايتها الاولى عاطفية وليست عقلية ونتجت عنها ولادات عقيمة لأنظمة سياسية تعاني من بعض العاهات الفكرية .
قبل ايام شهدت جميع المدن العراقية مارثون الانتخابات  ليتنافس المتنافسون ويتأمر المتأمرون  للوصول  الى النهاية وقص شريط الفوز .
انتخابات مجالس المحافظات في العشرين من الشهر الماضي كانت تجربة حقيقية للديمقراطية, حيث نمت وتطورت لتتحول العاطفية الى العقلية لدى الناخب العراقي, لأنه عرف من هو اهلاً للثقة ومن هو ليس اهلاً لها وابتعد في اختياره عن الدين او المذهب او القومية او الانتماءات العرقية واختار من كان يراه الاجدر والاصلح لتمثيله.
انتهت مرحلة التنافس وبدأت مرحلة التعاون من اجل بناء البلد , ومن المعروف ان هذه الانتخابات هي خدمية اي ان من وصل الى النهاية في هذا المارثون عليه ان يعي انه  كسب ثقة المواطن العراقي ,وعليه ان يكون على قدر هذه المسؤولية التي اعطاها له الناخب ليصون حقوقه مقابل السلطة الممنوحة له .
لا نريد ان يكون السابقون مثال يحتذى به لانهم لم يقدموا شيء للوطن والمواطن لهذا شرع المواطن الى التغيير من خلال صناديق الاقتراع التي كانت هي الفيصل الاساس في ديمقراطية العراق الجديد.
على الرغم من ان الاحلام قد حظرت في بلداً اصبح فيه حظر التجوال ليلاً قانون مستمر , نتأمل من القادمون الجدد ان يكون هنالك بنى تحتية لمدينتي التي تنتحب غرقاً شتاءً, وتغبر تراباً صيفاً, ومدارساً حضارية وليست من طين لأحفاد من اخترع الكتابة ومستشفيات يحيى بها المريض لا يموت .
وفي الختام لا نريد البدايات العتيدة والنهايات التعيسة نريد البدايات العتيدة والنهايات السعيدة .

أحدث المقالات