23 ديسمبر، 2024 9:33 م

ليس هناك من غريب بيننا , كنا نتحدث عن أمور كثيرة , البعض منها نخشى الولوج فيه , والبعض الأخر نتناوله سطحيا أو بالشفرة كما يقولون , تفخخت عقولنا بسبب التخويف المستمر والتحذير من قول فكرة ما أو الخوض في حديث ما ربما يمس النظام , وحين كان النظام يمسك بزمام كل شيء دون استثناء , و يحكم قبضته حتى على أنفاسنا ويعد علينا خطواتنا وما يدخل ويخرج من جيوبنا , اختلف الأمر اليوم , وجاء التغيير واعتقد الكثير منا أن التغيير بمفهومه العام هو شمولية البناء وإعادة تنظيم الحياة و الأشياء وترتيبها وفق منظور عقلي جديد ووفق مفاهيم بعيدة عن تصورات الماضي , ,  لا ارغب بالعودة إلى الوراء حيث أن الماضي الذي عشناه يكفي لخلق شعورا مزمنا بالرعب مدى الحياة , لكني أتحدث اليوم عن عشرة أعوام من التغيير وأفكر كثيرا عما يمكن له أن يتغير فعلا على ارض الواقع , في السابق كانت الأمور هادئة جدا ترافقها حالة من التوازن المفروض على الحياة بأكملها بالقوة , القتل مبرمج والتخويف مبرمج والتجويع أيضا مبرمج , كل شيء كان مخططا ومبرمجا بعقلية عالية بدقة السيطرة والتسلط , لتبقى النار تحت الرماد , اليوم اختلفت القضية , الصراع صار له أوجه مختلفة وغايات بعيدة عما كنا نتصور أو نعتقد من إن التغيير سيأتي ليعيد ترتيب الأمور من جديد , وما حصل العكس , برزت نوايا جديدة تريد خلق حالة من الرعب العقلي وتصدير الأفكار المفخخة والمجهزة بالكراهية والعداء وتفعيل الرغبة بالقتل والانتقام والاستحواذ على كل شيء , المشكلة ليست بالية القتل الجديدة والتي تتجسد بالعجلات المفخخة والعبوات والكواتم وهدم الكنائس والمساجد والأبنية وتعطيل الحياة بأكملها ,,, ليست هنا المشكلة الحقيقية , إنما القضية تكمن في زرع الأفكار وتفخيخ العقول وتخويف الكل من الكل , وحقن عقول الناس بحقن فكرية جاهزة من خلال وسائل الإعلام وقنوات الانترنت وخلق صورة هي بالواقع ليست حقيقية من إن السنة يكرهون الشيعة وبالعكس , والإرهاب والقتل اليومي يصدر باسم الإسلام وبعناوين مختلفة وبفتاوى تخرج من بيوت المسلمين وكان بيوتهم صارت مصدرا لإرسال كل توجهات الحقد والكراهية ومن ثم تترجم كل هذه بالهجمات اليومية التي تحصد أرواح الطرفين , ولا يخلو بيت من بيوت المسلمين من مواكب العزاء , كما لا يخلو بيت مسيحي من لافتات العزاء , ولا تخلو كنيسة أو تنجو من هجمات المجهولين الذين يدعون الإسلام ويقتلون باسمه ويرفعونه راية عمياء لإحلال السلام , وبالتالي نجد الموت مفروشا على أرصفة الجميع , فلا المسلمين بشيعتهم وسنتهم ولا المسيحيين نجوا من مقصلة الموت أيضا , فمن القاتل إذن , ألا يمكن أن نتوقف لحظة لنسال عن الآلية ومن وراء كل ذلك ؟ ؟؟ بالأمس استمرت الهجمات حتى ساعات متأخرة من الليل ولم تستثني أحدا لا سني ولا كردي ولا مسيحي ولا شيعي , يعني الجميع مشمولون بالة الموت المبرمج , فمن إذا مستثنى من كل ذلك ؟ أريد القول من كل ما تقدم إننا بحاجة إلى  تنظيف عقولنا من كل التصورات الخاطئة التي جعلت الكثير منا يعتقد بان عدونا هو منا ومن داخل تكويننا , والتخويف المستمر للكل من الكل هو مشروع بعيد المدى خطير النهايات ولا يتوقف عند حد معين إلا بدمار الإسلام والقضاء على فكرته الأساسية من انه دين رحمة وتسامح ومودة بين المسلمين  والعالم , والهجمات التي وقعت بالأمس بكى على شهداءها الجميع وتألم الجميع وسبيت فيها بيوت الجميع , كل هذه شواهد تثبت بان القاتل الحقيقي لا يسكن بيننا ولا في بيوتنا وان كان موجودا بيننا فهو ليس منا ولا يدين بملتنا حتى وان ادعى الإسلام إمام الملأ , فالقضية ابعد مما نعتقد ونتصور , ولعلي اختم قولي بان المخطط ليس بالجديد وان حكماء صهيون كتبوا ذلك ربما قبل أكثر من مئة عام , والبروتوكولات لحكماء صهيون كانت ومازالت قائمة على فكرة التفتيت والتفرقة والتشويه لكل ما هو مسلم , لتحقيق سيادة كبرى على الجميع , بعد ان تمكنوا من السيطرة التامة الغرب صارت توجهاتهم إلى الشرق لإكمال آخر بروتوكولاتهم في السيطرة على عقول الناس وتفخيخها بأفكار العداء من خلال جميع وسائل الاتصال الحديثة والتي هي في متناول القاصي والداني .
[email protected]