18 نوفمبر، 2024 2:51 ص
Search
Close this search box.

انتخابات مجالس المحافظات .. والنوايا الطيبة

انتخابات مجالس المحافظات .. والنوايا الطيبة

تكتسب انتخابات مجالس المحافظات يوم 20/4/2013 أهمية كبيرة لدى الرأي العام في العراق ، وترجع هذه الأهمية أساسا إلى كون إجراء هذه الانتخابات تمثل اختبار عملي لنوايا كثيرة طيبة وخاصة بعد قناعة معظم الأطراف على ضرورة المشاركة والمضي من أجل العملية الديمقراطية. وكان بودنا أن تجري في نفس الوقت انتخابات محافظتي الأنبار ونينوى ليكتمل العرس الانتخابي ولكن !!
إن حقوق الممارسة الديمقراطية والسياسية يتوقف نجاحها في الاختبار على شكل وأنماط الممارسة خلال السنوات الأربعة القادمة، واستطيع القول وبدون مبالغة إن الانتخابات ستكون هي المعيار الحقيقي والأساسي للعملية السياسية في العراق والمنطقة ، ولست احسبني مبالغاً إذا تصورت انه قد يتوقف على نتيجة هذه الانتخابات مستوى ونمط السلام الاجتماعي الذي سوف يظلل هذا المجتمع، بل وقد يتحدد على أساس التزام قوى اجتماعية كثيرة بالأساليب الديمقراطية كوسائل للتقدم في العراق.
وازعم من جهتي، إن المعيار الحقيقي للنجاح أن تتمخض هذه التجربة عن تمثيل حقيقي وعادل للقوى السياسية والاجتماعية المتواجدة في الساحة العراقية، مع تمكين هذه القوى من القيام بأدوار جادة وفعالة في تشكيل أنماط الحكم والإدارة والتشريع.
إن الفترة التي تعقب الانتخابات القادمة وبعد ظهور النتائج المرتقبة فتعتبر صمام الأمان للشعب واكتساب صفة المشروعية الدستورية، والنأي بها بعيداً عن التفسيرات التي قد تجذبها إلى مهاوي التراجع أو تدفعها إلى منزلقات المخاطرة غير المسؤولة.
ان اشراف المفوضية المستقلة ومنظمات المجتمع الدولي على الانتخابات هو صمام الأمان، بل هو أمر ضروري من اجل دعم العملية الديمقراطية والنأي بها بعيدا عن الاتهامات التي قد توجه من هذا الطرف أو ذاك و يعطي القوى السياسية المختلفة فرصاً عادلة في مجال الممارسة الديمقراطية ، كما انه يرتب لكل كيان أو كتلة أو ائتلاف  فرصاً تمثيلية تتناسب مع الكم الجماهيري الذي تعبر عنه والأكثر من هذا إن الانتخابات هي الفرصة الحقيقية للمرشحين لخوض المعارك الانتخابية، حيث يقوم الناخب باختيار من يرى في المرشح مقومات شغل المقعد المخصص له في مجلس المحافظة … حيث القناعة التي على أساسها يتم الاختيار للفوز بالمقعد  ، وبالممارسة أصبحت للناخب خيارات كثيرة ،  لأنه سبق وان انتخب في الدورة السابقة وعرف الغشاوة  التي جعلته ينتخب عنصرا غير كفء  للمجلس السابق ،والآن  يعرف كيف  يتعامل مع حقيقة وتاريخ المرشح  الذي سينتخبه ، وبالتالي فأنه يحقق واحداً من الشروط الأساسية للانتخابات 0 ومن هنا ستتضح لنا  إن هناك نوايا طيبة يمكن أن تسير فوقها الانتخابات القادمة0

أحدث المقالات