كان يتجاذب أطراف الحديث مع زوجته وكان مدار حديثهما حول وطنهما العراق وذكرياتهما فيه والحنين إليه
فوردت خلال الحديث كلمات مثل (البنكة) و(الصوبة) و(المبردة) و(الصوغة) وسواهن من مفردات يختص بها أهل العراق
وكان ابنهما ذي التسع سنوات على مقربة منهما منشغل بألعابه.
لكن ما إن كان احد والديه ينطق بأحد تلك المفردات، العراقية البحتة
حتى كان الطفل يترك ما بين يديه ويسألهما: شنو يعني بنكة؟! شنو يعني صوبة؟! وشنو يعني… الخ…
وكانا يشرحان له معنى كل مفردة…
ثم سأل الطفل والده: زين بابا وليش ما نستعمل هذه الأسماء هنا؟
أجابه الاب: حبيبي هذي كلمات عراقية بس بالعراق نحجيها، ومو مفهومة هنا ببلاد الغربة…
فسأله الطفل: “غربة”؟ شنو يعني “غربة”؟! هذي هم كلمة عراقية؟!
الاب: أوووووه هذي الكلمة بالذات صارت حيييل عراقية…
ثم أردف الأب وكأنه يحدث نفس قائلاً: بس ما أكدر أشرحلك معناها لأن آني نفسي مامستوعبها لحد هسة… حيبي عود من تكبر راح تفهم معناها…
ثم قال الاب في سره: الحمد لله لأن إبني ما سألني ليش تركنا العراق وليش عايشين بالغربة؟… شجان أكوله؟! دفع الله ما كان أعظم… قدر ولطف!!!