طبيعة العلاقة القائمة بين الشعوب العربية وحكامها هي علاقه غير متجانسه في أكثر صورها ,فهي بالأعم الأغلب , علاقة العدو بالعدو , والمتكبر بالمتواضع , والسلطان بالعبد , والمستبد بالمظلوم , ولهذه العلاقة ضريبه يجب ان تدفع عاجلا” أم آجلا” , فكلما أتسعت الفوارق بين الحاكم والمحكوم , فمن اليسر ان تهوي تلك الحكومات برمشة عين, وأنا على يقين أن أمريكا واسرائيل تستثمر تسافل الحكام المخطط له مسبقا” , كي يسهل عليها مستقبلا” ان تفترس تلك الحكومات دون أي مقاومه تذكر , وبالتالي البدء في رسم خارطة جديده للعالم العربي , كما حصل في العراق وليبا ومصر ……….ألخ , لنسمع بعض الاصوات البسيطة من الشعوب العربية وهي تصف أنحراف الأستكبار العالمي ” ان المسلمين ميتة ضمائرهم , والكفار حية قلوبهم ” .
مهما تكن الأمكانات المادية والبشرية لهذه الأنظمه المستبده , فهي لا تمثل رقما” مهما” ,أمام أرادة الشعوب التي تتطلع الى الحياة الحرة الكريمة , كما يصفها فيلسوف العصر الشهيد الخالد السيد محمد باقر الصدر ( قدس ) , الشعوب تصبر لكنها لا تستسلم , وهذه دعوه الضمير الى الضمير , في وقت أصبح الضمير بلا ضمير , عندما فضل الأغلبية رفع الراية البيضاء لا لغرض السلام وانما للأستسلام , بسبب غريزة البقاء والمغانم , للملذات الحاضرة والكرامة النائمة , دعوه للضمائر الحيه التي تتبنى نهج الحسين عليه السلام . بألوانها القومية والطائفية بل وحتى الدينية , لترى النور الساطع الذي يتلألأ على الاوطان العامرة .
ان بعض الشعوب العربية التي استيقظت مؤخرا” بعد نوما” عميق , فكان لثمار صحوتها ربيعا” عربيا” , استطاعت من خلاله ان تحرك المياه الراكده , سرعان ما تحولت الى امواجا” متلاطمة , اهتزت لها عروش الطغاة , لتتحرر من قبضتها الفولاذية التي كانت تحكم بالنار والحديد , وبمساعدة الدول الغربية والأمريكية واشباه العرب ! التي سخرت لهذا التدخل كل الامكانات المادية واللوجستية والعسكرية , اما الفضائيات التي تمجد الطغاة وتبرر قطع الرؤوس , كانت بمستو عالي من المؤامرة في خدمة أسياد أسيادها , ولهذه المساعدات مآرب أخرى , منها تحول الربيع الى خريفا” بقدرة قادر كما يقال , وتسرق الجهود من ثورة الجياع , فاليد التي امتدت للثوار , دس لها سم الكوبرا الذي لا يحمل ضرا” للدمى الكارتونية التي اعلنت ولاءها لهذه الدولة او تلك متناسية هموم شعوبها المحرومة , فأمريكا وإسرائيل لا ترحب بوصول الضمائر الحيه لسدة الحكم , حتى لو كان صندوق الانتخاب هو الفيصل في ذلك , ومصداق ذلك تصريح بوش الخاص بالتجربة العراقية , بعد اعلان نتائج الانتخابات في الدورة البرلمانية السابقة “ان صناديق الانتخاب غير كافيه لبناء بلد ديمقراطي “
والا هل من تفسير لممارسة الولاء المطلق لرجال الازمات في العراق , لبعض الدول الاقليمه والعالمية التي تزعجها التجربة العراقية الجديدة , لتنفذ الاجندات التي يمارسها اعلى هرم بالسلطة ليشرف ويوعز لذيوله بتنفيذ القتل بالكاتم للكفاءات العراقية بكل اختصاصاتها وتفخيخ المساجد والمدارس والاسواق ,فأصحاب الضمائر الميته من حكامنا العرب , تكرم أهل الفسق والفجور , وتدين فيها أهل الجهاد والتضحية
مما يزيد الالم ألما” , هو انتظار الشعوب العربية (المجني عليها) الرأفة من المؤسسات الكبيرة في العنوان والخاوية في المضمون كالجامعة العربية و القمه العربية التي تمارس دور الجاني بصمتها المؤلم , لينطبق على هذه الجهات الكارتونية قول الشاعر ” قتل أمرئ في غابة جريمة لا تغتفر , وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر ” ,فالعزة والكرامة والحرية والامل الذي يتجذر في نفوس الساعين للتغير , لهذه الثوابت الإنسانية التي تهتم بالوطن والمواطن , لم ولن تكون لها الارض محمله بالورد والياسمين من رجال السلطة وان كان لباسها وبرقعها ديمقراطي ؟! فوحدة الكلمة هي السر الذي يحقق الاماني لعراق ينعم بالخير والامان , وبالتالي يكون مثالا” رائعا” يحتذى به في المنطقة , ليقدم الدرس المجاني للشعوب العربية المستسلمة , ولحكامها الجناة