17 نوفمبر، 2024 2:49 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. محي جرمة: الوجود اليمني بكليته يعاني التهميش بالمعنى الانطولوجي

مع كتابات.. محي جرمة: الوجود اليمني بكليته يعاني التهميش بالمعنى الانطولوجي

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“محيي الدين جرمة” كاتب يمني، وهو عضو اتحاد أدباء اليمن، صدر له (غيمة جرحت ماءها) الحائز على جائزة الشارقة للإبداع العربي 1999 عن دائرة الثقافة بالشارقة، و (حافلة تعمل بالدخان والأغاني الرديئة)  ضمن سلسلة مجلة “نقد” اللبنانية 2007، وطبعة ثانية من الحافلة عن مؤسسة الشرق الثقافية بصنعاء 2013. حازت بعض مخطوطاته على عدد من الجوائز العربية والمنح الأدبية من بينها جائزة (المبدعون)  من دار الصدى للصحافة والنشر في دبي 2001، وجائزة دار سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي 2002، ومنحة برنامج “اكتب” عن مجموعته (أنجم عن نجمة وأضيء).

صدرت له في الجزائر عن منشورات البيت: انتلوجيا شعريات يمنية بعنوان (خيال يبلل اليابسة) 2007، حصل على وسام التقدير من الجزائر من قبل المكتبة الوطنية ووزارة الثقافة الجزائرية. ترجم له نص مشترك بعنوان (أصل المرآة الأخيرة) مع الشاعر فتحي أبو النصر إلى الإيطالية من قبل المستعربة كوندانتسوا في جامعة روما تري. تدرس قصيدته “امرأة في الزبيري” منذ أكثر من عقد كمقرر مدرسي في جامعة صنعاء.

ينشر في عدد من المجلات والدوريات الثقافية الورقية بين شهرية وفصلية، إضافة إلى جرائد عربية وملاحق ومواقع شهيرة من أبرزها موقعي “ضفة ثالثة” وكيكا” وغيرها. وحصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 2000.

إلى الحوار:

(كتابات) متى بدأ شغفك بالكتابة وكيف تطور؟

  • بداية التسعينيات كانت هي التجربة العفوية الأولى لإمكانية سؤال الكتابة إن جاز التعبير، وشغف التعلق بسحر لحظاتها المتناقضة بحثا عن وهم الكتابة كفعل حرية. مرورا بالوقوف إزاء شغف أن يغدو المرء كاتبا. وكان ذلك أمرا مرعبا في حالات كثيرة. أن تغدو كاتبا في بيئة لا تعرف تقليد الكتابة كمساق تفاعلي وتأثير، كفعل ثقافي قار في أوساط الادلوجات الملتبسة وعيا وفهما معرفيا في مجتمعات ماقبلية بوجه خاص.

لكن حينما وعيت لاحقا بفعل الكتاب كخطاب وخيار ذاتي المزاج والرؤية. أخذت مسارات تطور تطرأ في سمات بعينها لدي. وهذا ليس كلامي. بل رؤى نقدية لآخرين في نقد تجربتي ومقتربات مدرسية لجوانية وفكر التجربة لنماذج من أعمالي وقصائدي.

(كتابات) حدثنا عن منجزك الأدبي منذ البداية وحتى الآن؟

  • إذا أمكن الحديث عن منجز ما لي فهذا متروك لعين الناقد أو الكاتب من خارج التجربة، كمرآة انعكاسية لأعمال كتبتها أو صدرت لي. هنا أو هناك. أما إذا كان الأمر معني بالإجابة الإحصائية لتعيين أعمال خرجت للضوء ف(غيمة جرحت ماءها) كان أولها. حيث صدر في طبعتين عربية ومحلية. يليه تجربة لي في النشر الرقمي حيث صدرت مجوعتي “آخر قصيدة نثر للمتنبي” لدى موقع عناوين ثقافية في 2006. وكانت محفزة لي كتجربة في النشر عبر وسائط الميديا المتاحة في أفق التواصل في براح الفضاء الأزرق. كما صدر لي (حافلة تعمل بالدخان والأغاني الرديئة) ولدي غير مخطوط وكراس شعري وتجارب جديدة ما تزال تنتظر لحظتها في عالم النشر.

 (كتابات) هل واجهت صعوبات في النشر وما تقييمك للنشر في اليمن والعالم العربي؟

  • لا توجد أية علاقة لي بدور النشر العربية. وما تزال كثير من هذه الدور وتلك أقرب إلى الظاهرة الدكاكينية الصرفة. بعيدا عن قيم وغايات النشر والناشر الثقافي بأصالة معنى التنوير وصناعة الكتاب. استثني بالطبع دار نشر عربية ألمانية راكزة المعرفة والأسلوب في التعاطي مع الإبداع وتصدر خطابها من المهجر في بلغاريا وهي دار الدراويش للنشر والترجمة. إنها الاستثناء الذي. يفرض عليك احترام وتقدير جهود ما يقدمه من منجز وعطاء نشري فائق المعنى رغم حداثة الفكرة في الانطلاق والتأسيس.

(كتابات) ما شعورك حين درست قصيدتك (امرأة في الزبيري) في جامعة صنعاء؟

  • سعدت بذلك بالطبع. رغم أنني لم أعلم بذلك سوى بعد قرابة عامين من تدريسها لطلاب وطالبات كلية التربية بجامعة صنعاء مستوى رابع. وكان ذلك ضمن المنهج الاختياري للطلبة واختياراتهم من الشعر العربي الحديث والمعاصر. وكانت جهود البروفيسور والشاعر السوري الراحل “إبراهيم الجرادي” ضمن من أرسو هذا المعطى في بنية التعليم الجامعي واشراع ذائقة جديدة لاختيار الشعر كنص مقررات التمدرس وعلاقة وشغف التلقي الجديد المتسائل.

(كتابات) احكي لنا عن الجوائز التي حصلت عليها أعمالك؟

  • حازت بعض أعمالي على عدد من الجوائز العربية من أبرزها جائزة الشارقة للإبداع العربي وجائزة الدولة التشجيعية للشباب وجائزة (المبدعون) من دار الصدى للصحافة والنشر في دبي 2001. وجائزة دار سعاد الصباح للإبداع الفكري والأدبي 2002. ومنحة برنامج ” اكتب” عن مجموعة بعنوان ( أنجم عن نجمة وأضيء). كما صدرت لي في الجزائر عن منشورات البيت: انتلوجيا شعريات يمنية بعنوان (خيال يبلل اليابسة) 2007

(كتابات) ماذا تمثل لك الجوائز وكيف تدعمك ككاتب؟

  • ليست أكثر من كونها حافز للإبداع وفي أحايين بعينها قد ترفع من معيشة الكاتب وتدعمه نفسيا لكنها فائدتها لا تستمر طويلا.لتشعر المبدعين بالاستقرار، وبخاصة في ظل غياب أي تقليد مؤسسي للاهتمام بمنح التفرغ. وتحفيز الإبداع والكتابة كفعل حرية.

 

(كتابات) كتبت قصيدة النثر.. في رأيك هل استقرت قصيدة النثر في المنطقة العربية أم ما زال الجدل يثار حولها؟

  • قصيدة النثر خيار ذاتي وجمالي بالنسبة للشاعر. أو الشاعرة. والشاعر لا يكتب بالمعنى الإيديولوجي بل يكتب خارج التصورات المسبقة. وشخصيا أرى بأن الشعر أو الشاعر كليهما لا يحتاج إلى شهادة تسنين من أحد. وما قيل وكتب واشبع كلاما حول دياليكتيك مست قصيدة النثر منذ الخمسينيات حتى اللحظة. غدا أمرا يدعو إلى الإشفاق. وصار ضمن الجدل المندرج حول ما غدا ماضيا وفلكلورا. حتى في النقد الرسمي للمؤسسة التي صارت اليوم هي المهمش لا الهامش كما دأبت في تهميش ما عدا تحالفاتها من عسكرتاريا الثقافة العربية منذ عقود طويلة مازالت آثارها السلبية حتى الآن جراء سطوة وتسلط مليشيا الثقافة والسلطة.

(كتابات) في رأيك هل هناك تهميش متعمد للأدب اليمني أم أن الظروف الاجتماعية والسياسية ساهمت في اختفاءه من الساحة الثقافية العربية؟

  • اليوم سيكون من غير الطبيعي القول ابتسارا بأن الأدب اليمني مهمش. ذلك أن الوجود اليمني بكليته يعاني التهميش بالمعنى الانطولوجي. إن لم أقل أنه يتعرض للظلم والحذف اليومي لشخصية سياديته كأرض وإنسان بالمعني الوطني والإنساني. جراء الحروب وماكينة الصراعات المستدامة. كمنتج داخلي وخارجي. المستفيد مصنع السلاح. وسماسرة الحروب. وعرابي التراجيديات المستمرة؟!

(كتابات) ما تقييمك لحال الثقافة في اليمن وهل أثرت عليها ظروف الحرب؟

  • الحرب أكلت الأخضر واليابس وليس الثقافة فحسب حتى أنه لم يتبق من الثقافة نفسها سوى الحرب. وصناعة الكراهية كفلكلور شعبوي.

(كتابات) هل واجهتك صعوبات ككاتب وما هو جديدك؟

  • في البدايات كنا نشعر ب” نقص حنان” النقد تجاه تجاربنا ومع السنين الشعرية تأكد لي كم كان مجرد الشكوى من غياب النقد والنقد محض سذاجة وليس فطنة لدى الشاعر.

وفيما يتعلق بالأعمال لدي تحت الطبع كشكول مجاميع شعرية هي: ” آخر قصيدة نثر للمتنبي”، “غالبا في الغرفة جنوبا”، “شارع دفء الدلافين”، “حطاب الأمكنة “، “أنجم عن نجمة وأضيء”.

نصوص لمحي جرمة..

وخُذ خزعة من هواء نقِي لتنسى كآبة عُمركَ

في مدنِ عسكرتها الضباع. وهاجِر إلى البر والبحر في الأهل

والدفء والأرخبيل السماوي. وأسكن جمال الأسى/ليس يُوجد في الحلم إلاك

حدِّق إلى غيمةٍ في المساء تهاطل من كرمها فستق

الشعر في سلة الجاذبية/ حدِّق إلى فمها يا غروبُ

وخذ نَفساً من عصافير

من زفرة الطفل في الحي/

والطير في الجو

من زهرة امرأةٍ

في طبيعتها الساحلية

لا مِن جبال يشيخ بها الطفل

قبل الآوان

ولا من دخان سجائر مُطفأة في مسامات

ما خلفتهُ الحُرُوبُ.

خذ بلادا من الريح

واترك لها فسحة لإحتضان البنفسج

كي تستريح/ كما تشتهي

علها في الطريق

إلى عشب ظلٍ هُنا/لِكَ

تبصر سُكّرَها

في شِفاهٍ: يذُوبُ

خذ الريح من نفسها

الشمس من شمسها

واللياليَ من أمسها في غدِ البحر

سِر في خيالِ خُطىً لا تسير عليها طريقٌ

ويختال ظل من الشوكِ في ظلها

حين تخسر أشجارها.

بُح لماء النوارس بالسِّر في الفجر

و – إن شئتَ – كُن موجةً كلما أستودعتكَ

الشواطئ مِرآتها

يا حبيبُ.

وإن سألوكَ

إلى أين ؟!

  • قُل: أن وجهتي البحر

والأكسجين

دعوني فقلبي جهات بلادي

وقبلتي الحب لا الحرب

لِي (رئتين) :

شَمالٌ

جنُوب

————-

ظلال تغدو شموسا

ظلال تتندى,

بنفسها. تلتحف الوجود الذي يتذكر.

من ثم تغدو شموسا

لإحساس التعب العمومي. تُجفف المعنى المبتذل. على حجارة لا تقسو

لعل يرق تحت سوط الانتظارات.

كهدوء صمت أعزل.

الليل يجلس وحيدا في زوايا أمكنة كثيرة.

ليل مختلف عن النهار

في جهات ومدن لا تعرف النوم.

يمر بنجوم غافيات

في مقاصير كوكبية.

بضوء يتوضأ.

متيمما بغبار متخيل.

ليل يتطاير من نهار.

شظايا حلويات تصيب المياه

بعمق الأعماق.

لا يبتسم سوى لظلاله

في الكتب.

ليل كهدوء صمت اعزل.

كجدل الجدول.

كقطرة

ما سقطت من سماء

بعض الشموس تقسو على ظلال داخل نتوء الضوء نفسه لا تصلها

اتسخت ظلالي

لفرط ما مشيت.

الأطفال الذين من. فرط جوعهم

أكلوا الزهور:

صاروا حديقة .

لفرط رقتك

تفوضك الورود للتفتح

بدلا منها

ديمقراطية :

أقدامي وحدها

من يتداول سلميا

أحذيتي

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة