– قطر الامارة الصغيرة كانت المضيف الرئيس لقوات الغزو الاميركي على العراق ، ومازالت تستضيف مؤتمرات التآمر والعدوان المسلح على الدول العربية وصبحت مقرا يستضيف كل مارق على دولته واصحاب فتاوي حتى وصل هوس الاستضافة الى دفع الرشاوي لاستضافة كأس العالم في كرة القدم . وفي خضم سعيها هذا الذي لا يتلائم وحجمها وتاريخها ، كتب الاعلامي المصري الساخر باسم يوسف مايلي : قطر تتقدم بطلب رسمي الى الامم المتحدة لاستضافة الحرب العالمية الثالثة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية .. وذلك على خلفية الازمة الحالية بين الدولتين .
– يقول كوانتوس اينيوس ” المنتصر لا ينتصر مالم يعترف المهزوم بهزيمته ” ، لذا كان من الواجب على الولايات المتحدة تكرارغزوها للعراق عام 2003 لان صدام حسين لم يعترف بهزيمته عام 1991 لتثبيت انتصارها السابق وكل من يعلل اسباب الغزو بغير ذلك مخطأ .
– عندما كنت في الاتحاد السوفييتي السابق كانت تشاع نكتة قبل كل انتخابات تقول ” أن لصوصا سطوا على وزارة الداخلية وسرقوا نتائج الانتخابات … القادمة . ولعجبي كيف أصبحت هذه النكتة حقيقة في العراق بعد ” تحريره ” من اللصوص السابقين .
– القادة العظام امثال كاسترو وتشافيز كانوا يستقوون على اميركا بشعوبهم ، أما قادة المعارضات في بلداننا العربية فيستقوون باميركا والناتو على شعوبهم ..وهو ما أدى ويؤدي الى خراب أوطاننا .
– يقول أمين الريحاني ” ايها الرب اذا جعلتني اقوى ، فزد من تواضعي ” ، وحكامنا اليوم يقولون : ” ايها الرب اجعلني أقوى لأبيد كل من يختلف معي ” .
– قيل ان اميركا هي الدولة العظمى التي تمتلك ثلثي عدد السيارات في العالم ، ونصف الاسلحة النووية ، وربع الفولاذ ، وتقريبا كل مشاكل العالم . لذا ارتأت ان تتخلص من حملها الثقيل بافراغ نصف مشاكلها في افغانستان والعراق … وماتزال تبحث عن بلدان عربية اخرى لتفريغ ماتبقى .
– كثيرة هي الحقائق والتسريبات عن جرائم جنود الاحتلال الاميركي في العراق ، ولا غرابة في ذلك ، لان الجندي يتم تدريبه وحشوه بالمعلومات والمهارات ليكون آلة قتل مجردة من اية احاسيس انسانية … وقد اتيح لي ان اشترك في دورات خارجية مع ضباط اميركيين ( قبل الحروب معهم ) وربطتني صداقة معهم .. وعندما نخوض جدالا حول اخلاقيات الحرب كانوا يستغربون ويقولون لي بالحرف الواحد : ” اسمع رغم صداقتنا لكن لو خضنا حربا ضدك فسنسعى الى قتلك فهذا واجبنا الذي نستلم راتبنا من أجله ” .. فأين نحن من هكذا ثقافة ؟
– يقول تشرتشل :” في الحرب تصبح الحقيقة ثمينة الى درجة انها يجب ان تحاط بحراس من الاكاذيب”. وهذا ماطبقته اميركا حرفيا بتلفيق اكاذيب الاسلحة وصلات العراق بالقاعدة والارهاب لاخفاء الاسباب الحقيقية للغزو ، وهي اسباب يراها بوش الابن ” ربانية ” ، حيث يقول الرئيس الفرنسي الاسبق شيراك أن بوش اتصل به عدة مرات قبل الحرب لكسب تأييد فرنسا وفي كل مرة كان يبرر غزو العراق برؤية ريانية أو انه مأمور بهذه ” الغزوة ” من الله ويسرد عليه نصوص من الكتاب المقدس ، ويقول شيراك ” لقد كانت مبرراته غير قابلة للتصديق وراودني شك في سلامته العقلية ” . نقول : أين الفرق بين ” غزوات ” الجهاديين المسلمين “الارهابيين” و ” غزوات ” بوش والمحافظين الجدد … فكلاهما يستلمان اوامرهما من ….. الله .
– يقول الجنرال ديغول :”لما كان السياسي لا يؤمن بما يقول فأنه يدهش كثيرا عندما يصدقه الاخرون ” وسياسيونا يبدون في حالة اندهاش دائم في تصور وقع كلماتهم على الناس حتى عندما لا يصدقهم احد …. وبدلا من سكوتهم تراهم يمضون ايغالا في كذبهم لانهم لا يملكون بضاعة بديلة ، وبذلك بزوا اشهر الكذابين في التاريخ … وآخر كذبة لهم هو اعتبار 9 نيسان يوما لتحرير العراق … فنقترح اعتبار 9 نيسان يوما عالميا للكذب بدلا من 1 نيسان .
– نتسائل كيف قيض للقطاء من كل الاجناس جاءوا من كل اصقاع العالم لا يجمع بينهم رابط ، ولا متاع ولا شعارات لهم الا اصرارهم على النجاح وحبهم للوطن الجديد فصنعوا معجزة اسمها اميريكا …. بينما نحن على عراقة جذورنا وكثرة مايربطنا واشعارنا وأناشيدنا .. أخفقنا في صنع اوطان لائقة لنا . هل أخفقنا في حب اوطاننا ، أم لأن اوطاننا أخفقت في حبنا …في كل الاحوال فقدنا الاحساس بالمواطنة فاستسلمنا كالاسرى لاقدارنا .
– يقول جوزيف سيزو : ” في خضم الركض امام العيش ، كثيرون لا يتركون في حياتهم مجالا للعيش ” وهذا صحيح ..ففي سبيل السلطة والجاه والمال يركض حكامنا ونوابنا ومحازبينا وكل الطفيليات العالقة بهم بحيث لم يتركوا مجالا للحياة لنا .. نحن الغلابة من عامة الشعب .
– أتذكر قول احد اساتذتي من الاجانب أن ” الحروب يصنعها عسكريون طموحهم تحويل ذكرياتهم عنها الى أفلام وكتب ” . وتحقق ذلك لقادة حرب العراق في 1991 و2003 امثال المقبور بلا رحمة شوارزكوف وتابعه على الطريق كولن باول ، فالاثنان ربحوا عشرات ملايين الدولارات من كتب وخطب ومحاضرات تحكي عن ” بطولاتهم وتجاربهم العسكرية ” ضد العراق ” الخايب ” . وهكذا صرنا علكة بفم اللي يسوى واللي لا يسوى …الله لا ينطي من جعلنا كذلك .
– للابقار صلة مع السياسة .. فالشاعر المصري أحمد فؤاد نجم دخل السجن بعد حرب 1967 بسبب قصيدته ” بقرة حاحا النطاحة ” تهكما على اسباب الهزيمة . والرئيس السابق مبارك كان الشعب يسميه ” البقرة الضاحكة ” ، والرئيس بوش – باعتباره راعي بقر اصلي من ولاية تكساس اعترف بأنه “يتطلع الى مشاهدة الابقار التي تتحدث معي لاني مستمع جيد ” “. واغلب الظن ان هذه العلاقة اصابته كما اصابت كل حاشيته ( بالعدوى ) بمرض جنون البقر ودفعته الى خوض حربه المجنونة ضد العراق … ودفع العراقيون ثمنا غاليا لهذا الجنون حتى قبل ان يصل المرض الينا . على المؤرخين أن يأخذوا عامل البقر وجنونه الذي يصيب بعض الحكام بنظر الاعتبار عند وضعهم تاريخ الحروب الكبرى في التاريخ .
– الفيلسوف البريطاني (برنارد راسل ) وفي معرض انتقاده للعصبيات القومية يقول :” الوطنية هي الاستعداد لان تقتل وتّقتل لأسباب تافهة ” . ولم نكن كعراقيين نعرف هذا النوع من الوطنية القاتلةالى ان جاءنا الاحتلال وأدخل مفهوم جديد للوطنية ( وطنية المحاصصة العرقية والمذهبية ) التي تتيح التقاتل والذبح والذبح المضاد بين الطوائف والقوميات نصرة للدين والمذهب وتقربا من الله ورسوله وائمته … وهذه حسنة تحسب للاحتلال وبئس من قال ان الاحتلال لم يكن له حسنات .
– يشكو العراقيون معاناتهم متعددة الجوانب من نقص الامن والامان الى نقص الخدمات وعدم المساواة والاعتقالات العشوائية وسطوة الميليشيات والفساد ووو… في حين تراهم يبصمون في الانتخابات لنفس الجلادين الذين اوصلوهم الى هذه الحالة المزرية ، لا بل ويرفعون صورهم تباهيا واغاضة للخصوم ( من المكون الاخر بالطبع ) … وبذلك نستحق كشعب قول داعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ : ” لا أحد يستطيع ركوب ظهرك الا اذا احنيته ” .
– يقال ان الحرب عندما تجتاح بلدا ما تخلف فيه ثلاثة جيوش : جيش من القتلى والجرحى والمعاقين وجيش من اليتامى والارامل واللاجئين ، وجيش من اللصوص والمنافقين الصاعدين على اشلاء الحطام … وفي الوقت الذي ما زال الجيش الاخير يواصل نجاحه وانتصاراته الباهرة في العراق بعد عشر سنين من الحرب ، فقد اضفنا لهذه الجيوش– وهذا خاص بالتجربة العراقية – جيش الناحبين واللطامين في مناسبة ودون مناسبة وطيلة ايام السنة .
– أميركا عظيمة لان مكمن قوتها في هيمنة التكنولوجيا والبحوث العلمية وتقديس المؤسسات الاكاديمية والباحثين والاساتذة الجامعيين والمبدعين …. ونقلت تجربتها الرائدة هذه لنا… لكن بالمقلوب : قتل واعتقال واهانة وتشريد لعلماء العراق واساتذته واكاديمييه وفسح المجال للموساد والميليشيات لمساعدتها بهذه المهمة المقدسة … وقد سارت التجربة العراقية الجديدة على نفس الخط.. كي ينعم الجهلة بما غنموا بدون منافس .
– واخيرا نقول …أن في كل بلاد الدنيا يلقون بالقتلة واللصوص والفاسدين والفارين في السجون…الا عندنا فقد ابتدعنا نظاما مبدعا يمّكن هؤلاء من قضاء مدة عقوباتهم كرؤساء ووزراء ونواب تحت قبة البرلمان كي يعرفوا معنى الخدمة العامة …. انه انجاز كبير من انجازات الاحتلال الاميركي تعجز عنه حتى الديمقراطيات الكبرى في العالم ومنها الاميركية والبريطانية ..فالتلميذ بزّ استاذه حقا .