ذكرنا في أكثر من مرة أن العرب والمسلمين وبالذات العراقيين لا يفهمون معنى الديمقراطية ، نعم يفهمون منها الاطار لكن لا يفهمون النص ، وإن فهم أحدهم النص يبقى متمسكا بالاطار الخارجي لان النص لا يخدم توجهات العقل العربي والعقل الإسلامي ، العقل العربي والإسلامي لا يؤمن بفكرة ( التداول السلطة السلمي ) بل يفهم أن الكرسي لا يذهب إلا بإحدى الطريقتين إما الموت أو الانقلاب ولهذا نجد أن من يجلس على كرسي السلطة يتعامل مع الكل من مفهوم نظرية الانقلاب والمؤامرة والخوف من الكل ، لوعدنا لتاريخ المسلمين لوجدنا أن الخلفاء أو الأمراء أو الحاكم باسم المسلمين لا يترك الكرسي إلا بانقلاب وحينها يقتل أو بالموت الطبيعي ولنا أمثلة كثيرة من يوم أول خليفة للمسلمين بعد الصادق الأمين (ص) ولحد آخر خليفة عباسي .
السيد المالكي لا يختلف عن بقية القادة والرؤساء العرب والمسلمين لان التربية الدينية في كل المجتمعات العربية والإسلامية لا تعرف ماهية الديمقراطية ، نعم تعرف ماهية الولاء الأعمى لمن يجلس على كرسي السلطة سواء كانت سلطة ( دينية أو سياسية أو حتى عشائرية ) فلو فرضنا أن شيخ العشيرة الفلاني كان أقرب إلى الاهوج ( نص عاقل ) ولكن هو النجل الأكبر للشيخ المتوفي ( العاقل ) فهو لا محال سيكون قائدا العشيرة ، وهنا سيقع على رؤوس أبناء العشيرة كل الحيف والظلم لأن القائد أهوج وشبه مجنون وهذا ما ينطبق على القادة المسلمين والسياسيين المعاصرين .
لقد حذر أغلب الساسة والمحللين من أن الانتخابات ستزور بكل الوسائل وفعلا هنالك إشارات واضحة لعملية التزوير قبل الانتخابات ومنها ما صرح به النائب جواد الشهيلي ( الصدري ) بخصوص طرد أي قائد فرقة عسكرية تكون نتائج الانتخابات داخل فرقته أقل من نسبة (80%) وهذا يعني بالمنطق أن بحدود ( 800) الف صوت زورا وخوفا سيكون في جعبة المالكي شاء أم أبى الشعب لأننا نعلم أن عدد القوات المسلحة بحدود مليون مقاتل ، السبب بالتأكيد لان فكرة الديمقراطية لا نفهمها كما يجب أن يفهمها المواطن الغربي بل إننا نأخذ القشور ونترك اللب ، برأيكم هل تعتقدون أن رجل ينتمي لحزب إسلامي مثل ( المالكي ، الصدر ، الحكيم ، الهاشمي ، العيساوي ) وغيره يفهم لغة المنطق الديمقراطي أو التداول السلمي للسطلة ، نعم هم ماهرون في التنظير وفي تزويق المفردات ولكن الغاية هنا ليست الأقوال بل الأفعال ونحن مع الأفعال في خصام أزلي لأننا متشبعون بفكرة ( البقاء للكرسي ) وهذا يعني أن من يستلم الكرسي لا يتزحزح إلا بإحدى الطريقتين ( الانقلاب أو الموت ) وبما أن السيد المالكي محصن من فكرة الانقلاب لان خلف ظهره دولتان مارقتان تحميه بكل الوسائل ( أميركا وإيران ) وهذا يعني أن فكرة الانقلاب بعيدة عن الواقع في هذه المرحلة على أقل تقدير ، الفقرة الثانية هو الموت أو الاغتيال وبما أن المالكي لا يشكو من مرض عضال ولا يخرج إلا بعد تامين ( لواء عسكري ) يقدر عدد مقاتليه بحدود 5000 مقاتل مع مئات العجلات المدرعة مع قطع الطرق والشوارع والطائرات المروحية تؤمن الحماية الجوية مع تفتيش حتى ملابس النساء الداخلية إن فكرت إحداهن أن تقف بجوار المالكي فهذا يعني أنه محصن من الاغتيال ناهيكم عن أن لو جرت في منطقة العلاوي مشاجرة بين ( سائقي كيا ) يخرج لواء بغداد مطوقا المنطقة الخضراء وتمنع الاجازات في كل وحدات العاصمة بغداد ، إذن من أين يأتي الاغتيال .
نصيحتي لكوني عراقي أتأسف على هدر الأموال تحت مسميات سخيفة لا فائدة منها ( الانتخابات البلدية والنيابية ) لذا علينا أن نذخر هذه الأموال الهائلة ( المصروفة ) والتي تكفي لبناء عشرات المجمعات السكنية بدلا من مسرحية الانتخابات ويكون السيد المالكي رئيسنا لحين ما يشاء ربنا بإحدى الفكرتين إما الموت الطبيعي أو انقلاب الدولتين المارقتين على السيد المالكي حينها سيتغير المالكي في يوم وليلة وبمسرحية هزلية بطلها ممثل جديد يعيش لفترة جديدة وسيناريو جديد …. هكذا هي سيرورة السياسة في البلدان العربية والإسلامية فكلهم عملاء وأحسن عمالة هو عميل بالفطرة واتعسهم عمالة هم رجال الدين السياسي .
[email protected]