مازال يوم التاسع من نيسان يهيمن علينا شئنا ام ابينا على الرغم من انه احد الايام المختلف عليها بين طوائف الشعب العراقي. وبهذه المناسبة اتمنى ان لا يبلغ الخلاف بشان هذا اليوم ان نخترع له هلالا ويصبح لدينا يومان للتاسع من نيسان على غرار العيدين.. اما اذا تحولنا الى الاقاليم حسب خطة الدكتور احمد العلواني فان الاعياد تصبح على “افى من يشيل”. مع ذلك فان السؤال الذي يبقى ملحا في الذاكرة عن أي شئ يمكن ان يكون صالحا للحديث عن هذا اليوم الخالد عند البعض والاسود عند البعض الاخر والبين بين عند طرف ثالث؟
والسؤال الواحد يستدعي طرح اسئلة اخرى.. هل نتحدث عن 700 مليار دولار هي مجموع موازنات العراق المالية طوال عشر سنوات؟ هل نتحدث عن صفقات الفساد المالي التي يتابط وثائقها يوميا من على شاشات التلفاز نواب باتوا دون سواهم متخصصين بها؟ هل نتحدث عن الخلافات والصراعات والمناكفات السياسية التي خرجت عن كل حدود اللياقة والمنطق بل واللامعقول؟ بصراحة انا شخصيا مشغول جدا بقضية النواب المتخصصين في قضية واحدة “تاكل وتشرب معهم” دون ان يوصلنا أيا منهم الى نتيجة تذكر بشانها.. “عداوة” الشيخ صباح الساعدي للقاضي مدحت المحمود وطارق حرب.. كل اثنين وخميس يحيلهما عبرمؤتمر صحفي الى النزاهة مرة والى الجنائية مرة اخرى و”ديروا بالكم خاف يهربون” .. والمحصلة لا نزاهة ولا جنائية ولا هروب..
“عداوة” السيدة عالية نصيف للكويت.. اذا “عطس” الشيخ صباح تتهم وزارة الخارجية بالتقصير.. واذا اكل “تشريب باقلاء بالدهن” يكون قد استولى على مطعم قدوري.. مع ذلك فلا شيخ صباح اتنازل عن الديون ولا عن ميناء مبارك ولا ام قصر ولا مطعم قدوري. وقد يلحق بها “باجة الحاتي”. “عداوة” السيد ياسين مجيد للسيد اردوغان مرة وللشيخة موزة مرة اخرى واذا عنده وقت فراغ فالبارزاني قريب. “عداوة” احمد العلواني للسيد قاسم سليماني مع ان الرجل لاحس ولاخبر .. مو تمام يابه؟!
مع ذلك وعلى اهمية هذه القضايا فسوف اتخطاها. فمن غير المنطقي والمعقول تخطي يوم التاسع من نيسان الذي كان السبب في كل هذا الحراك والعراك ونذهب الى النتائج. لذلك من باب اولى ان نكرس المقال للكيفية التي احتفل بها اهالي بغداد في يوم التاسع من نيسان. سانقل جزئية احتفالية واحدة كنت طرفا فيها.. الساعة التاسعة صباحا عند بداية دخول شارع مطار المثنى باتجاه علاوي الحلة. تكدست السيارات “عينك وما تحج” .. انتظر الناس على امل ان يكون رتل لاحد المسؤولين و”تفض”.. طال الانتظار و”لاضوة جانة من البعد ولا مسؤول مر على السدة”. بعد ساعة من الانتظار لم نتقدم نحن المحتفلين سوى عشرات الامتار.. ترك الناس السيارات وتوجهوا مشيا على الاقدام كل الى وجهته.
لم يبق في السيارات سوى سائقيها.. وبين كل ثلاثة امتار يهبطون من السيارات ويعقدون مؤتمرات صحفية على الهواء مباشرة. كلهم بدون استثناء .. بشيعتهم وسنتهم وبعربهم وكردهم وتركمانهم.. بمسيحييهم ومسلميهم .. بصابئتهم ويزيديتهم قرروا قراءة الفاتحة “جماعة” .. ناس “مجتفة” وناس “مسبلة” وناس “ترسم علامات” وناس صافنة .. وكل هذه الفواتح بكل الديانات ترحما على ارواح اباء وامهات كبار السادة المسؤولين باستثناء رؤساء الرئاسات الثلاث ووزراء الحقائب الامنية وكبار قادة الكتل السياسية والاحزاب الوطنية .. خطية لم يشملوا .. “عالجايات ان شاء الله”.