عندما اجتمعت الاحزاب السياسية في مؤتمر لندن كانت حجتها ان نظام صدام حسين عصي على التغيير وفق امكانيات هذه الاحزاب لذلك لجأت الى الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها لغرض الاطاحة بنظام صدام حسين لغرض وضع عملية سياسية صحيحة ولغرض اشاعة الديمقراطية , وجاءت امريكا وحلفائها واطاحت بصدام وكانت النتيجة ملايين من الضحايا العراقيين وتدمير البنى التحية بالكامل كل هذا من اجل تغيير شخص واحد ونظام , ولكن تحولت هذه المساعدة الى غزو واحتلال وسكتت الطبقة السياسية وكانت حجتها ان امريكا ستخرج حين يطلب منها الخروج , ,وما كان على الطبقة السياسية في ذلك الوقت سوى السكوت لغرض المحافظة على انجاز التغيير وبناء العملية السياسية الجديدة
شُكل مجلس الحكم على اساس مذهبي وعرقي واختير للعراق النموذج اللبناني كنظام حكم ( على اعتبار النظام اللبناني نموذج ناجح !) وعلى هذا الاساس اسست المحاصصة الطائفية وقالوا انها تضمن حقوق الجميع وتساعد على بناء عملية سياسية متينة وتساعد على نشر الديمقراطية! وعملت امريكا على اذكاء نار الفتنة بين العراقيين وانجرت الطبقة السياسية خلف هذه الفتنة بكل طاقتها وكل طائفة راحت تدعي اكثرية العدد والمظلومية واحقيتها بالحكم وانجر الشعب الى الحرب الطائفية التي اضافت رقم جديد للضحايا اضافة لكلفة الغزو الامريكي , ومزقت النسيج العراقي الذي لم يعرف يوما هذه الكراهية , بعدها قالت الطبقة السياسية ان المحاصصة الطائفية اضرت بالعملية السياسية المنشودة ولذلك علينا اعتماد المحاصصة الوطنية او الشراكة الوطنية , ولذلك عملوا على تغيير اسماء الاحزاب فقط اما المضمون بقى على حاله , نفس طائفي وتكتل مذهبي , والمواطن في كل هذا يعاني الامرين القتل وسوء المعيشة ولاشي تحقق له وكل مافعلته الطبقة السياسية هي المحافظة على العملية السياسية هذا الكائن الوهمي الذي اصبح اكبر من الطبقة السياسية نفسها
ولغرض المحافظة على العملية السياسية فأن الطبقة السياسية لاتحاسب الفاسدين الكبار ولاتحاسب القتلة الكبار لأن الدم العراقي والمال العام اقل اهمية من العملية السياسية المبجلة ويبدو ان التغيير جاء من اجل العملية السياسية وليس من اجل الشعب العراقي وهذا يعني ان الاطاحةبالنظام السابق جاء من اجل السياسين لاغير
ولكن حتى هذه السياسية في المحافظة على العملية السياسية غير منصفة لبعض السياسين , فأن السيد طارق الهاشمي وهو نائب رئيس الجمهورية وهو ركن اساسي من العملية السياسية اتهم بالارهاب وحكم بالاعدام !! فلم يخضع للحصانة من اجل المحافظة على العملية السياسية المزعومة وكذلك اتهام السيد رافع العيساوي بالارهاب لم يراعي فيه مبدأ الحفاظ على العملية السياسية !! وكلاهما من الطائفة السنية في حين ان الكثير من السياسين الذين ينتمون الى الطائفة الاخرى متهمين بالارهاب والفساد لم يجري محاكمتهم او اتهامهم بالارهاب او بالفساد وذلك من اجل المحافظة على العملية السياسية , واجتثاث البعث جرى على البعثين الصغار ولم يجري على الكثير من البعثين والذين هم يعملون في الحكومة حفاظاُ على العملية السياسية الموقرة
لو كنا نعرف اسس العملية السياسية التي يجري المحافظة عليها الان لما استغربنا ولكن العملية السياسية تخضع لنزوات الطبقة السياسية فلا شيء ثابت فيها , فهي تخضع ولاتخضع للمرجعية الامريكية وتخضع ولاتخضع للمرجعية الدينية وتخضع ولاتخضع للارادة الوطنية , فلا يوجد استراتيجية واضحة لهذه العملية السياسية فهي في مهب ارادة الطبقة السياسية ومصالحها
نحن مع معاقبة القتلة والفاسدين جميعا بدون تمييز واين ماكانوا وفي اي وقت كان , ونرفض المجاملة على حساب الدم العراقي , كذلك نحن مع العملية السياسية التي تضمن الحرية والعيش الكريم لكل ابناء الشعب العراقي على اختلاف انتمائهم العرقي والمذهبي ومع اقامة دولة مدنية خالية من العقد الدينية والاجتماعية
واخيراً نتمنى للعملية السياسية الصحة والعافية والعمر المديد , وللطبقة السياسية الرخاء والنعيم
اما الشعب العراقي فنقول له كل عملية سياسية وانت سالم