خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
نشرت صحيفة (إسرائيل اليوم) العبرية مقالاً تحليليًا للكاتب والمحلل الإستراتيجي الإسرائيلي، “إيال زيسر”، أوضح فيه أن “إيران” تمتلك العديد من الوسائل التي تساعدها على ممارسة التهديد والإرهاب في أرجاء الشرق الأوسط.
ولذا فإن مهمة “الولايات المتحدة”، لإنهاء الخطر الإيراني، لن تكون سهلة، بل ستتطلب مزيدًا من الوقت والجهد.
أثر العقوبات على النظام في طهران..
يقول “زيسر”: يزداد تأثير الحصار الاقتصادي المفروض على “طهران”، وتزداد معه العزلة السياسية للإيرانيين. وفي لحظة نادرة من الصراحة، اعترف، الأسبوع الماضي، المرشد الأعلى الإيراني، “علي خامنئي”، بأن “العقوبات الأميركية” غير المسبوقة تؤثر بشكل كبير على الحكومة في “طهران” وعلى الشعب الإيراني.
لكن بحسب “زيسر”؛ لا يزال بمقدور “الولايات المتحدة” فعل المزيد، وقريبًا ستعقد “واشنطن” مؤتمرًا دوليًا في “بولندا”؛ لبحث فرض إجراءات أخرى للحد من تهديد “إيران” للاستقرار والأمن العالميين.
سياسة “أوباما” شجعت التطرف..
جدير بالذكر؛ أن “إيران” قد إستحوزت على جزء كبير من خطاب وزير الخارجية الأميركية، “مايك بومبيو”، الذي ألقاه، الأسبوع الماضي، في “القاهرة”.
وكان الهدف من ذلك الخطاب هو تصحيح الإنطباع الذي تركه الرئيس الأميركي السابق، “باراك أوباما”، عندما خطب في “القاهرة”، قبل قرابة عشر سنوات، ووعد بفتح صفحة جديدة في علاقات “الولايات المتحدة” مع دول المنطقة.
لكن – وفقًا لزعم “بومبيو” – هناك من أعتبر أن سياسة “أوباما” كانت دليلاً على ضعف “الولايات المتحدة”، وهذا ما شجع العناصر المتطرفة في الشرق الأوسط، وعلى رأسهم “إيران”.
أضاف “بومبيو” أن “الولايات المتحدة” مصممة الآن على الدفاع عن حلفائها، وعلى إنهاء التدخل الإيراني في “سوريا”، بالإضافة إلى محاربة تنظيم “حزب الله” في “لبنان”.
الجيش اللبناني توأم “حزب الله” !
يرى المحلل الإسرائيلي أن وزير الخارجية، “بومبيو”، ربما لم يكن يود فقط تصحيح المفاهيم الموروثة للرئيس السابق، “أوباما”، ولكنه أراد أيضًا تصحيح الإنطباع الذي خلفه تصريح الرئيس، “دونالد ترامب”، عندما قال، الأسبوع الماضي، إن “إيران” يمكنها أن تفعل ما تشاء في “سوريا”.
وأشار “زيسر” إلى ضرورة، أن يقوم “بومبيو” بلفت الإنتباه أيضًا إلى ما يدور داخل “وزارة الخارجية” التي يرأسها بنفسه.
ففي الوقت الذي يهاجم فيه تنظيم “حزب الله” اللبناني ويتعهد بمحاربته، فإن الإدارة الأميركية تسعى للتعاون مع الحكومة اللبنانية وتخطط لتقديم مساعدات مالية وأسلحة لـ”الجيش اللبناني”، الذي يُعد بمثابة الأخ التوأم لتنظيم “حزب الله”.
المواجهة مع إيران تشبه محاربة الأخطبوط ..
إن “الولايات المتحدة” تبدي إصرارًا شديدًا على محاربة “إيران” اقتصاديًا، وهي تحقق نجاحات في هذا المجال. وربما يكون الرئيس، “ترامب”، قد بالغ عندما قال إن: “إيران لم تعد كما كانت عليه في السابق، بسبب العقوبات”، وأنها باتت مُضطرة إلى سحب قواتها من “سوريا” و”اليمن”. لكن التقارير الواردة من “طهران” تؤكد على أن الأزمة الاقتصادية متفاقمة بالفعل، ولذلك يضطر الإيرانيون إلى الحد من نشاطهم التآمري، على الأقل بشكل مؤقت.
ومع ذلك؛ يجب على الأميركيين، الذين يحللون تطورات الأحداث في الشرق الأوسط وفقًا للقيم والمفاهيم الغربية، أن يدركوا أن حملة التصدي لـ”إيران” ستكون طويلة الأمد، ولن يتم حسمها عبر المجال الاقتصادي وحده. لأن المواجهة مع “إيران” تشبه محاربة “الأخطبوط”، الذي لديه العديد من الأذرع.
أذرع إيران المتعددة..
إحدى تلك الأذرع، التي تمتلكها “طهران”، هو الوجود العسكري الإيراني، سواء “الحرس الثوري”، أو الميليشيات الشيعية، من “أفغانستان” و”باكستان” و”العراق”، التي يمولها الإيرانيون ويستخدمونها في جميع أرجاء الشرق الأوسط، بالإضافة إلى الوكلاء المحليين مثل مقاتلي تنظيم “حزب الله” في “لبنان”، و”الحوثيين” في “اليمن”؛ وحتى مقاتلي “حركة حماس” في “قطاع غزة”.
هناك ذراع أُخرى متمثلة في شبكة الإرهاب العالمية، التي تم كشف القليل عنها مؤخرًا في “أوروبا”؛ بفضل المعلومات التي قدمتها “إسرائيل”. ولقد أعلن “الاتحاد الأوروبي” عن فرض عقوبات على جهاز الاستخبارات الإيراني و”الحرس الثوري”، بعد اتهامهما بالتخطيط لاغتيال معارضي النظام الإيراني في “هولندا والدنمارك وفرنسا”.
وهناك ذراع أُخرى أيضًا؛ متمثلة في مجموعة الصواريخ بعيدة المدى، والأقمار الصناعية والسلاح النووي الذي تقوم “إيران” بتطويره.
فقبل بضعة أيام، أعلن الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، أن بلاده ستُطلق قمرين صناعيين إلى الفضاء باستخدام صواريخ إطلاق إيرانية الصنع. ومن المعلوم أن “طهران” في حاجة إلى التكنولوجيا اللازمة لإنتاج صواريخ إطلاق الأقمار الصناعية؛ حتى تتمكن من تصنيع الصواريخ بعيدة المدى القادرة على الوصول إلى “أوروبا”، ثم الوصول مستقبلاً إلى “الولايات المتحدة”، مع حمل رؤوس نووية.
يجب بتر جميع الأذرع..
ختامًا؛ يقول “زيسر”: إذا كانت “واشنطن” تسعى لإنهاء الخطر الإيراني، الذي يهدد السلام الإقليمي والعالمي، فينبغي عليها أن تقطع جميع أذرع “الأخطبوط”، التي تنطلق من “طهران” إلى أرجاء الشرق الأوسط والعالم، وألا تحاول التعامل مع ذراع واحدة فقط، مثلما فعلت إدارة الرئيس السابق، “أوباما”.