طرد الشيطان من الرحمة الإلهية لأنه رفض طاعة خالقه، وانزل نبينا أدم ” عليه وعلى نبينا وأله الصلاة والسلام” من الجنة، لأنه خالف أمره، فيما أدخل نبي الله يونس في بطن الحوت، لأنه أستعجل وخرج من قريته، قبل أن يأذن له، فيما بقي الصديق يوسف في السجن عدة سنين، لأنه لم يتوكل عليه، وطلب من سجين كان معه أن يذكره عند فرعون، وقصص كثيرة أخرى حدثت مع انبياء ورسل اخرين.
رب العالمين عاقب الشيطان، وأستمر بعقابه لأنه عاند وتكبر، فيما أبتلى انبياء ورسل بابتلاء او عقوبة لفترة محددة، لأنهم لم يختاروا الافصل، وندموا لاحقا على خيارهم وتابوا.
يمكن القول ان الله عاقب وأستمر في العقاب أحيانا، وعاقب وعفى لحالات أخرى، فلا عفو دون عقاب، حتى مع الخواص من الخلق.
ماذا لو طبقت هذه القاعدة الإلهية في مجتمعنا العراقي، هل سيصل فينا الحال لما نحن عليه اليوم؟
منذ التغيير ولغاية الان رفع شعار ” لا معصوم الا المعصوم “وسيظل.. وهذا الشعار يستخدمه نفس رافعيه بطريقتين.
الأولى: لتسقيط خصومهم الذين يتمتعون بحصانة “عرفية “اجتماعية ودينية معينة، فيتهجمون عليهم، وينالون منهم، بحجة أن لا عصمة لأحد سوى الأنبياء والائمة، وقد نجحوا الى حد كبير في ذلك.
كثير من الشخصيات أفل نجمها وتقلص دورها نتيجة الإشاعات والتسقيط الذي نالها من هؤلاء، بل حتى مراجع الدين لم يسلموا من الاتهام والقذف!
الثانية: تستخدم لتبرير عودة القتلة والفاسدين لمسك زمام الأمور في إدارة البلد، بحجة انهم أخطأوا وندموا!
يقال “من أمن العقاب اساء الأدب” وهذا ما يحصل بالضبط، أناس سيئوا الادب، أمنون من العقاب .. اذن لا حل وتحسن في أي مستوى من مستويات البلد.
سياسي سارق بالجرم المشهود، يبرء ويعود ليمارس عمله السابق، شخص نكرة يخرج على القنوات ليصف داعش “بالمجاهدين” ويتبنى دعمه لهم، وبعد انتهاء الحرب، وموت ” أولاد الخايبة” يأتي من يدعي الجهاد ليصافحه، ويقول له أهلا بك تفضل، المكان لك، ورقاب العراقيين المعدمين تحت قدميك.
الرجل يقوم بدوره على أكمل وجه، مرة يقدم لنا وزيرة، هي نفسها لم تنكر تورط أخيها وزوجها مع داعش، وأخرى يبيع ويشتري بالمناصب كيف يشاء ومثلما يشاء.
لو كان هؤلاء وامثالهم يعلمون أن هناك قضاء سيلاحقهم، وقانونا صارما سيطبق عليهم، هل سيتجرأ أحد منهم، ويعود ليعبث بالبلد؟
لكن القضاء .. قضية تحتاج لقضاء
يقال: إذا فسد القضاء، فسدت الدولة، وأن فسدت الدولة، فسد المجتمع، وأن فسد المجتمع، ضاع الوطن.