بعد وصولها لحائط مسدود .. واشنطن تحشد العالم ضد إيران في قمة “بولندا” !

بعد وصولها لحائط مسدود .. واشنطن تحشد العالم ضد إيران في قمة “بولندا” !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تستمر “واشنطن” في الحشد الدولي ضد “إيران”، وكان آخر محاولاتها، ما أعلنت عنه “وزارة الخارجية” الأميركية، يوم الجمعة، إن “الولايات المتحدة” تعتزم المشاركة في استضافة قمة دولية تركز على الشرق الأوسط، وتحديدًا “إيران”، في الشهر المقبل في “بولندا”.

وقالت، في بيان، إن القمة ستعقد يومي 13 و14 شباط/فبراير 2019، في العاصمة، “وارسو”.

وقال وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، لمحطة (فوكس نيوز) التليفزيونية، في مقابلة تذاع في وقت لاحق؛ إن القمة “ستركز على الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام والحرية والأمن في هذه المنطقة، وهذا يشمل عنصرًا مهمًا، وهو ضمان ألا يكون لإيران تأثير مزعزع للاستقرار”.

موضحًا إن الاجتماع “سيضم عشرات الدول من كل أنحاء العالم، من آسيا، من إفريقيا، من دول النصف الغربي، أوروبا أيضًا، والشرق الأوسط بالطبع”.

واشنطن تضاعف جهودها للضغط على إيران..

“بومبيو”؛ يقوم الآن بجولة بالشرق الأوسط تستمر حتى، 15 كانون ثان/يناير 2019. وقال أثناء الجولة إن الولايات المتحدة “تضاعف” جهودها للضغط على “إيران”؛ وتسعى لإقناع حلفائها في المنطقة بأنها ملتزمة بمحاربة “تنظيم الدولة الإسلامية”، على الرغم من قرار “ترامب”، في الآونة الأخيرة، سحب القوات الأميركية من “سوريا”.

وسحب “ترامب” بلاده، العام الماضي، من “الاتفاق النووي” الإيراني المبرم عام 2015؛ وقام بإعادة فرض عقوبات على “طهران”. وسعى الشركاء الآخرون في الاتفاق، وهم “بريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين”، إلى الحفاظ على الاتفاق من الإنهيار، وذلك رغم حدث تحول في الأسبوع الماضي؛ عندما تحرك “الاتحاد الأوروبي” لفرض بعض العقوبات على “إيران”.

آمال بتقارب المواقف “الأميركية-الأوروبية”..

وقال وزير الخارجية البولندي، “ياتسيك تشابوتوفيتش”، في بيان، إنه على الرغم من دعم بلاده لجهود “الاتحاد الأوروبي” للحفاظ على “الاتفاق النووي”؛ فإن الاتفاق “لا يمنع إيران من الأنشطة المزعزعة لاستقرار المنطقة”، مبديًا أمله أن يسفر المؤتمر عن تقريب المواقف الأميركية والأوروبية.

وأضاف أنه تم توجيه الدعوة لأكثر من 70 دولة لحضور المؤتمر، من بينها كل دول “الاتحاد الأوروبي”.

إيران تنذر المستجيبين للمبادرة..

وردًا على التحرك الأميركي؛ وجه وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، إنذارًا إلى من سيستجيب للمبادرة.

وفي معرض تعليقه على المبادرة؛ نشر “ظريف”، على حسابه في، (تويتر)، صورة تُظهر المشاركين في القمة الدولية بشأن التسوية الشرق أوسطية ومحاربة الإرهاب، والتي عُقدت في مدينة “شرم الشيخ” المصرية، عام 1996، بمن فيهم الرؤساء السابقون للولايات المتحدة، “بيل كلينتون”، وروسيا، “بوريس يلتسين”، ومصر، “حسني مبارك”، وإسرائيل، “شيمون بيريز”.

وكتب “ظريف” تحت تلك الصور: “أذكّر من سيستضيف وسيشارك في المؤتمر ضد إيران: هؤلاء الذين حضروا العرض الأميركي الأخير الموجه ضد إيران؛ إما ماتوا أو وُصموا بالعار أو هُمّشوا، في وقت أصبحت فيه إيران أقوى من أي وقت مضى”.

كما نشر “ظريف” صورًا تُظهر لاجئين بولنديين فارين من النازيين، إبان الحرب العالمية الثانية، وجدوا مأوى في مخيم بمحافظة “أصفهان” الإيرانية، وصليبًا تذكاريًا لضحايا الجرائم النازية، وذكر: “بولندا لن تمحو عارها: هي تستضيف سيركًا موجهًا ضد إيران، فيما كانت إيران تنقذ بولنديين إبان الحرب العالمية الثانية”.

دعوة لوقف الأنشطة المتعلقة بالصواريخ “الباليستية”..

ويبدو أن الأمر أصبح إجماع دولي، حيث دعت “وزارة الخارجية” الفرنسية، “إيران”، في نفس التوقيت إلى الوقف الفوري لجميع أنشطتها المتعلقة بالصواريخ (الباليستية) القادرة على حمل رؤوس نووية.

المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، “أغنيس فون دير مول”، ذكرت أن برنامج “إيران” الصاروخي لا يتطابق مع قرار “مجلس الأمن الدولي” رقم (2231)، قائلة أن: “فرنسا تدعو إيران إلى التوقف فورًا عن جميع الأنشطة المتعلقة بالصواريخ (الباليستية) المخصصة لحمل رؤوس نووية، بما في ذلك اختبار تكنولوجيات صاروخية”.

وجاءت هذه التصريحات على لسان الدبلوماسية الفرنسية؛ تعليقًا على إعلان الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، الخميس الماضي، أن “طهران” ستطلق خلال الأسابيع المقبلة قمرين اصطناعيين بواسطة صواريخ محلية الصنع، وذلك في تحدٍ لتحذير أميركي موجه إلى “طهران” من إطلاق مركبات فضائية وإجراء اختبارات صاروخية.

عقوبات أوروبية على إيران..

وسبق ذلك التحرك الأوروبي، ضد “طهران”، حيث فرض “الاتحاد الأوروبي” مؤخرًا عقوبات على جهاز الاستخبارات الإيراني، وإيرانيين، على خلفية خلايا لاغتيال المعارضين في دول أوروبية، وهو ما ردت عليه “إيران”، بأنها ستتخذ هي الأخرى إجراءات للرد على تلك العقوبات، منها احتمالية الانسحاب من “الاتفاق النووي”.

ومن جانبها؛ قالت “هولندا” إن “إيران” لجأت إلى عصابات الجريمة المنظمة في اغتيال أثنين من المعارضين الإيرانيين المقيمين على أراضيها.

وقال وزير الخارجية الهولندي، “ستيف بلوك”، في خطاب إلى البرلمان؛ إن الاستخبارات الهولندية “لديها أدلة قوية على ضلوع إيران في اغتيال شخصين من أصول إيرانية يحملان الجنسية الهولندية، أحدهما في ألميري، في 2015، والآخر في لاهاي، في 2017”.

مضيفًا في خطابه، الذي وقعه أيضًا وزير الداخلية الهولندي، “كايسا أولونغيرين”: “كان الشخصان معارضان للنظام الإيراني”، وهما “أحمد مولى نيسي” و”علي معتمد كولاهي”.

وقالت الحكومة الهولندية إن أسلوب تنفيذ عملية إغتيال “نيسي”، عام 2017، مطابقة تمامًا لعملية إغتيال معارض إيراني آخر في هولندا، “محمد رضا كولاهي”، الذي قُتل أيضًا أمام منزله بمسدس كاتم للصوت في مدينة “أمستردام”.

وطردت “هولندا” دبلوماسين إيرانيين أثنين، العام الماضي، دون أن تكشف عن السبب وما إذا كان ذلك له علاقة بإغتيال المعارضين الإيرانيين.

أميركا وصلت إلى حائط مسدود..

تعليقًا على الخطوات الأميركية تجاه “إيران”؛ يقول الخبير في الشؤون الإقليمية، “علي المعشني”، أن: “الولايات المتحدة كانت تضع إيران على الدوام تحت مجهر العدائية، رغم أنها كانت يمكن أن تجعلها ربع عدو، أو نصف عدو”.

ورأى “المعشني” أن “الولايات المتحدة” وصلت إلى حائط مسدود؛ بعد سنوات من التهديدات والضغوطات ومحاولات التركيع التي مارستها ضد “إيران”، لكنها لم تؤتي أكلها.

وأعتبر أن تلك الممارسات تحديدًا أتت بنتائج معكوسة، وزادت من قوة “إيران” بدلاً من إضعافها.

ولفت إلى أن الانسحاب الأميركي من “سوريا”؛ كان من ضمن أسبابه عدم وقوع الجنود الأميركيين في دائرة النيران الإيرانية، فيما لو أختارت “واشنطن” الدخول في مغامرة ضدها.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة