( 3 – 4 )
جرائه في التوجه واحباط في النتيجة
ويضيف الملك الراحل في رسالته التأريخية التي وجهها إلى المسؤولين الكبار القريبين منه طالبا منهم دراستها و ابداء رايهم قائلا : ( في العراق افكار ومنازع متباينة جداً وتنقسم الى اقسام : الشبان المتجددون ‘‘ المتعصبون ‘‘ السنة ‘‘ الشيعة ‘‘ الكرد ‘‘ الاقليات غير المسلمة ‘‘ العشائر ‘‘ الشيوخ ) ويؤكد ان ضمن هذه التشكيلة ( السواد الاعظم الجاهل المستعد لقبول كل فكرة سيئة بدون مناقشة او محاكمة …..!!!) ويعترف الملك باخطر ظاهرة حقيقية عن الناس جمعهم حدود دولة العراق بقوله ( …وفي هذا الصدد وباختصار اقول وقلبي ملأن اسى إنه في اعتقادي لايوجد في العراق شعب عراقي بعد ..! بل توجد كتلات بشرية خالية من اي فكرة وطنية مشبعة بتقاليد واباطيل دينية لاتجمع بينهم جامعه ‘ سماعون للسوء ميالون للفوضى مستعدون دائما للانتفاض على اي حكومة كانت .. فنحن نريد والحالة هذه ان نشكل من هذه الكتل شعبا نهديه وندربه ونعلمه ومن يعلم صعوبة تشكيل وتكوين شعب في مثل هذه الظرف يجب ان يعلم ايضا عظم الجهود التي يجب صرفها لاتمام هذا التكوين وهذا التشكيل ) ‘ ضمن جهد البحث عن ردود المقربين من الملك الراحل ‘ لم نحصل الا على رد احد ابرز قادة العراقيين بذل جهدا وطنيا متميزا لبناء دولة العراق الحديثة بداءه بتاسيس جيش العراقي وهو الراحل ( جعفر العسكري ) يبداء بتوضيح بدايات تشكيل العراق الحديث قائلا : ( انا ايضا ارى ان البلاد المترامية الاطراف التي كانت منقسمة فيما مضى الى ولايات ثلاث متباعدة والتي جمعت اخيرا تحت عنوان العراق لتكون وحدة سياسية مستقلة ينقصها العامل الاساسي الاكبر من اجل السير باطمئنان الى تثبيت دعائم الحكم فيها وهو العنصرالغالب ذو الاحساس والثقافة والفكرة الموحدة ‘ فكان العراق عدا انقسامهم الى مختلف العناصر والطوائف فان العنصر الغالب فيه نفسه يسبب الدعايات المذهبيه او الاجتماعيه السابقه ينقسم على نفسه الى سنه وشيعه والى عشائر وحضر والى شبان متعلمين متجددين واخرين محافظين او مرتجعين الى اخر ذلك من الميول والنزعات المتنوعه ‘ فهذه الحقيقه البارزه تحتم على القائمين بالامر لزوم التفكير في وسائل مؤديه الى بناء شعب عراقي جديد يتقارب في الحس والشعور وفي الميل والرغبه في وقاية الفوائد والمصالح التي تؤمنها له الحكومه وفي الدفاع عن اسباب الرفاء والسعاده التي يقتطفها من نتائج مساعيها ‘ تلك الحكومه التي يجب ان تظهر امامه في جميع اعمالها بانها منه واليه وانه شريك معها في الحكم .
ان الشعب العراقي على اختلاف نزعاته كالشعوب الاخرى لابد وانه يكره التعنت في الحكم والاستبداد من قبل الموظفين الذين لهم صله مباشره بشؤونه ومقدراته ‘ وان الشئ الذي تصبو اليه النفوس والذي اظهر الناس رغبتهم فيه في مواقف عديده هو تأسيس الحكومه على اساس تجعلهم يعتقدون بانهم شركاء معها في الحكم وانهم اصبحوا يحكمون انفسهم بأنفسهم وهذا لايتم الا اذا ظهرت الحكومه بالصفه العراقيه المحضه وكانت اعمالها ومظاهرها الرسميه خاليه من طابع قوم او دين او مذهب او تأثير خارجي مع الاعتراف بان هذا سوف لايمنع الدوله من ممارسة مراسيمه الدينيه والقوميه بحسب معتقداتهم او قومياتهم الشخصيه ) ( 2 ).
وللتاريخ ‘ يتذكر الناس الصادقيين و الوثائق الموثوقة منذ نهاية ثلاثينيات القرن الماضي ‘ أن الحكم في العراق ومن خلال القادة الاذكياء والوطنيين الحقيقين يدل ان كل اعمال الدولة تتجة باتجاه بناء امة عراقية خالصه‘ وكانت مظاهرها الرسمية خالية من عنتريات القوميين وتتطرف الافكار الفوضوية الدينية او الفكرية تحت تاثير خارجي ‘ ولكن المشكلة التاريخيه انه عندما تطالع نشاطات الاحزاب المعادية للحكم وادبياتهم لايخلو من ظاهرة التى تؤشر الملك الراحل فيصل اليها وهو تحريض الناس : ( قبول كل فكرة سيئة بدون مناقشة او محاكمة ) ودون ذلك كان تهمة ( العمالة والتخوين …. ) من قبل تلك الاحزاب الى ان شجع هذا التطرف الاعمى لمعنى المعارضة مجموعة ضباط الى تقليد ( ضباط الاحرار في مصر ) ويقومون بانقلاب فتح الباب لسفك الدماء على العراقين عندما اسقطوا كل دلائل العمل للحكم في العراق لبناء دولة التي كان يتمناه الوطنيين في الحكم وذلك بقيامهم بتصفية كل الرموز بدا بالعائلة المالكة الى سحل رموز الحكم الاخرين بل هدموا حتى بيوتهم و سرقوا ثرواتهم ولم يمر على هذا التغيير الماسوي ذلك اكثر من خمسة اعوام حتى ذبح وسحل وقتل واعدم خمسة اضعاف القتلى في العراق منذ 35 عام من عمر ( الحكومة العميله…!!! ) من خلال الحروب و الاصطدامات العشائرية والانتفاضات و المحاكمات الحكومية للمعارضة ….!! واخر صفحه مأساوية في تلك المرحلة كان رمي جثة ( الرجل الطيب عبدالكريم قاسم ) في نهر ( ديالى ) لكي لايبقى له اي اثر..الا كرمز للخراب المستمر ..
في العراق قادة او طامعين في الحكم ؟
ان بناء امة عراقية ماكان صعبا لو لم تعمل الاحزاب المعارضة بروح ( السواد الاعظم الجاهل المستعد لقبول كل فكرة سيئة بدون مناقشة او محاكمة …..!!!) فهم ‘ اختاروا استغلال كل الظواهر السلبية في المجتمع العراقي ( السواد الاعظم الجاهل المستعد لقبول كل فكرة سيئة بدون مناقشة او محاكمة …..!!!) تحت عنوان الوطنية والاستقلال ….ألخ دون عمل اولا لتوعية الناس ‘ ونحن امامنا تجارب الشعوب تؤكد ان ماطرحة ملك العراق لبناء شعب موحد بروح الوطنية ليس من المستحيلات لو دعمت الاحزاب ذلك التوجة بدل التركيز على التحريض ضد الحكم بروح الحقد والانتقام فقط للوصول الى الحكم ‘ فهذا مثال مايسمى بـ ( الامة الامريكية ) التى تشكلت من مجاميع من المهاجرين من انحاء العالم و هذه دولة الهند العظيمه وشعبها الموحد فيما متعلق بااستقلالية وطنهم وارادتهم ( كما هو معلوم توجد في دولة الهند عشرات الاعراق و الطوائف ويتحدثون بعشرات اللغات جمعهم رجل طيب ماكان يملك غير فكره النير اقنع كل هؤلاء ان يوحدوا واستجابوا له و بنوا الهند النووي المستقل ) .
ان التجارب المرة التي مرت بها العراق والعراقيين ليس لانهم عند تشكيل دولتهم الحديثة كانوا ( المتعصبون من العرب السنة والشيعة و الكرد و الاقليات غير المسلمة و العشائر ) وان هذه الصفات او الظواهر كما يعلم الجميع ‘ ليس الان ولا في التاريخ القديم صفات خاصة بالعراقيين فقط دون غيرهم ‘ بل ظواهر وصفات الكثير من الجماعات و كتلات بشرية على الكرة الارضيه ‘ ولكن في العراق وعند تأسيس دولتهم الحديثة ‘من اخذ موقع القيادة لم ياتهم فرصة ‘ وعندما اتهم فشلوا او افشلوا ‘لم يستثمر بناء الدولة من اجل بناء الانسان ايضا وان الحكام جائوا للحكم بعد 14 تموز 1958 ‘ بدل التوجه الى معالجة الازمات توجهوا الى تأجيج كل تلك الصفات السلبية اثناء الازمات وعملوا بشكل منظم من اجل بقاءهم بالسلطة ‘ وبنفس الروحية من كان معارض كان يستغلة من اجل الوصول الى السلطة ‘ وكلنا رأ ينا كيف ان تلك الحكومات ( بما فيها حكومة المحاصصة الماركة الامريكية ) عندما كانوا ولايزال يواجهون المشاكل يلجؤن الى تحريك المشاعر الدينية من جانبها الطائفي وكيف ظهر بينهم قادة بداءة بالماركسية وتحول الى القومية المتطرفة و تولى الثالث اللجوء الى الطائفة بل ان بعضهم دعم احياء حل المشاكل عشائريا بدل عدالة حكم الدولة رغم انه درس في ارقى الجامعات التي اسست لنشر معنى الحرية وبناء المجتمع العصري في العالم ……!!!!
من هنا ربح قادة الاحزاب وخسر الناس انخدعوا بالنضال وبالولاء لقضية الامة والوطن ‘ مرت ايام ‘ حكموا العراقيين من قبل حزب طرح نفسه من خلال الشعارات العلمانية واصدر القرار بمنع استعمال الالقاب و الانتماء للعشائر والطوائف وسمح للملاهي ونوادي للمشروبات الروحية في رمضان ‘ وعندما داهمه خطورة المنافسة في الحكم سلح العشاثر و منع كل مظاهر الانفتاح الاجتماعي بالقوة تحت عنوان ( حملة ايمانية ..! )
ندعو القراء في هذه المرحلة ان يطالعوا مامر به العراق خلال العقدين
( 1958 – 1991 ) ومن ( 2003 الى الان ) ويتوقفوا على التحولات والاحداث ‘ وبعد ذلك يتفكروا بعمق عن ( وجود اوعدم وجود ) اسس الوعي الديمقراطي بين من قادوا الامور في تلك المراحل ‘ حتى ولو من خلال شواهد و مظاهر بسيطة :
عندما حدث التغير في 14 تموز 1958 (دون انشغال من اصدر القرار ) تم تصفية بشعه للعائلة المالكة جميعهم دون ان يحصل من قبلهم اي مقاومة بوجه القوة التي اقتحمت مكانهم ‘ بعد ماحدث في القصر الملكي لم يرى احد اي وثيقة او اي ممتلكات في القصر ‘ ليبقى شواهد لمرحلة الحكم الملكي .
تم اغتيال السياسين الكبار بطريقة بشعة لايقرها اي مبادىء انسانية دون ان يبادر احد من ( الثوار ) الى التوجه بان الاحتفاظ بهولاء الشخصيات يعني الاحتفاظ بثروة من المعلومات حتى لو حصل علية عن طريق القضاء
وعندما نشب الخلاف بين ( الثوار ضد العملاء ….!!!) انتهى الصراع بابشع صراع دموي كل الاشارات والوثائق تؤكد فتح الباب لما حدث في 9 نيسان 2003 …!
وللبحث صلة