1 \ إذ يُعتبر الإفتراض ” حلالاً زلالاً ” في السياسة وفي ميدان التحليل الصحفي او الإعلامي , وعطفاً على حديث الساعة حول زيارة ثلاثة وفودٍ نيابيّة وحزبية عراقية الى تل ابيب حسبما نُشرَ وانتشر , وحيث كشفت اسرائيل او وزارة الخارجية الأسرائيلية في صفحتها الرسمية في ” الفيس بوك ” معززّةً ببعض التفاصيل ! من المحلل الأكاديمي ” ايدي كوهين ” عن أسماء 6 اشخاص فقط من الوفود العراقية الثلاث , وتكتّمت وتستّرت على بقية اعضاء الوفود , وهذا بحدّ ذاته قد يدعو للتأمّل , ويدعو ايضاً للتفكّر عن النيّة او الهدف من فضح هؤلاء الستّة .؟
ومع امكانية التوسّع المحدود في التحليل الصحفي والسياسي , فيبدو أنّ الأقرب الذي يكاد يلامس المنطق أنّ اولئك ال 6 شخوص لم يتمكنوا من الوصول او التوصّل على نتائجٍ ما بنسبة 100 % 100< وهي نتائج في غاية السرية > بلا ادنى شكّ مع مسؤولي الخارجية الأسرائيلية او مع ادارة الموساد ” مما طلبوه مقابل ما مطلوبٌ منهم ” , ممّا اضطرّ المسؤولون الصهاينة على إحراجهم وفضحهم ” عسى أن يرعووا ” , وليس أمامهم بالطبع سوى النفي وإنكارهم للزيارة , بينما يبدو أنّ زيارة اعضاء الوفود الأخرى كانت مثمرة لهم وللأسرائيليين . ويبقى كلّ ذلك مجرّداً من كلّ ادوات الجزم .
2 \ آخر ما إطّلعتُ عليه مساء اليوم , نقلاً عن ” وكالة الفرات نيوز ” وتحت عنوان : < اسرائيل تشطب اسم العراق من قائمة الدول المعادية > , ونقلت الوكالة عن وزير المالية الأسرائيلي ” موشيه كحلون ” عن توقيعه لمرسوم وزاريٍّ يجيز التبادل والتداول التجاري مع بغداد حتى نهاية شهر آذار لسنة 2019 .. < ولعلّ تحديد مدّة التبادل التجاري هذه يتعلّق بمدى التزام الوفود السياسية والنيابية التي زارت اسرائيل بتنفيذ ما جرى الأتفاق عليه بينهم وبين المسؤولين الصهاينة > !
3 \ إذ كانت الخارجية الإسرائيلية دقيقةً ” الى حدٍّ ما ” في تحرير وصياغة مفرداتها عبر نشر خبر زيارة وفود عراقية الى الكيان الصهيوني , فأنّ المدعو ” ايدي كوهين ” قد فشلَ فشلاً اكثر من ذريعٍ في إجادة اللعبة ! فقد زعم وادّعى ” نصّاً ” أنّ الوفود العراقية فاوضت ” ايضاً ” على بشأن حلّ الأحزاب الشيعية في ” العراق , سوريا , لبنان , وحتى في دول الخليج ! ” , وهنا اذا ما كان نقل الخبر ” عن المحلل كوهين ” غير محرّفٍ ولم يجرِ التلاعب به من قدميه الى رأسه , فعلى صاحبه التزام الصمت الأعلامي المطبق طوال حياته .! , وتتملّكنا شكوكٌ عظمى بصحّة الخبر الفاقد للصحّة والعافية .!
4 \ لعلّ او من المؤكد أنّ اولى الفوائد المترتّبة والتي افرزها الكشف عن هذا ” الحج المفترض ” الى اسرائيل التي جنتها حكومة تل ابيب مجاناً , هو الشروع بعمليات التسقيط والتسقيط المتبادل بين قياديين ومسؤولين حزبيين , حول الأتهام بالتعامل مع الكيان الصهيوني .
5 \ ملفتٌ للنظرِ كذلك , أنّ التوقيت الذي إختير بعناية عن فضح زيارة سياسيين ونواب الى اسرائيل , قد جاء بعد زيارة ترامب الى قواته في قاعدة ” عين الأسد ” غرب العراق , والتي اعقبتها وما انفكّت تعقبها احداثٌ ومفاجآتٌ بنحوٍ يوميّ .!