زيارة “صالح” للدوحة .. تكسر حصار “قطر” وتدعم المحور المناويء للمملكة السعودية !

زيارة “صالح” للدوحة .. تكسر حصار “قطر” وتدعم المحور المناويء للمملكة السعودية !

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

شهدت العلاقات “العراقية-القطرية” تحسنًا كبيرًا؛ لا سيما بعد إعلان انتصار “بغداد” على تنظيم (داعش)، وسعي “العراق” إلى الانفتاح على المحيط العربي.

كما أن العقوبات الاقتصادية الأميركية المفروضة على “إيران” – التي تهيمن منذ سنوات طويلة على السوق والمشاريع في “العراق” – قد دفعت النظام العراقي لتوطيد علاقاته السياسية والاقتصادية مع “قطر” وباقي الدول الخليجية السُنية.

على الجانب الآخر؛ فإن الحصار الذي تفرضه كل من “السعودية والإمارات والبحرين” على “قطر”، يدفع النظام في “الدوحة” لتقوية علاقاته مع “بغداد”.

في هذا السياق؛ تأتي زيارة الرئيس العراقي، “برهم صالح”، غدًا الخميس، لدولة “قطر”، وهي الزيارة الأولى لـ”الدوحة” منذ توليه السلطة في بلاده .

تنشيط دور العراق إقليميًا..

قالت الرئاسة العراقية، في بيان لها، إن رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، يتوجه إلى “الدوحة”، غدًا الخميس، في زيارة رسمية تلبية لدعوة تلقاها من أمير دولة قطر. وأوضحت الرئاسة بأن “صالح ” سيعقد مباحثات ولقاءات مع كبار المسؤولين القطريين؛ بهدف تعزيز علاقات الأخوة بين البلدين والإرتقاء بها على الأصعد كافة، إضافة إلى بحث تطورات الأوضاع السياسية على الساحتين العربية والدولية.

وتابع البيان؛ أن هذه “الزيارة تأتي إستكمالاً لزيارات رئيس الجمهورية الهادفة إلى تنشيط دور العراق إقليميًا ودوليًا وتعزيزًا لمكانته بين الأشقاء والأصدقاء”.

كما تأتي الزيارة إستكمالاً لجولة إقليمية قام بها، “صالح”، خلال الأسابيع الماضية؛ وشملت كل من “الكويت والإمارات والأردن وإيران والمملكة العربية السعودية وتركيا”.

يُذكر أن “صالح” قد اختتم، قبل بضعة أيام، زيارة إلى “تركيا”، بحث خلالها مع الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، تطوير آفاق التعاون بين البلدين وقضايا المياه والتسليح والتعاون الأمني المشترك.

تطوير التعاون المشترك..

وفقًا لمصادر عراقية؛ فإن الرئيس، “صالح”، سيبحث خلال الزيارة سُبل تطوير العلاقات بين “العراق” و”قطر”، وملف مشاركة “الدوحة” في جهود إعمار المناطق المتضررة من الحرب على تنظيم (داعش)، بالإضافة إلى توسيع نطاق الاستثمارات القطرية في “العراق”، مشيرةً إلى أن الوفد المرافق لرئيس الجمهورية سيتكون من عدد من الوزراء والمحافظين.

تدشين خط ملاحي جديد..

فيما ذكرت مصادر قطرية؛ أن “زيارة الرئيس العراقي سيتخللها الإعلان عن تدشين خط ملاحي جديد بين ميناء حمد في قطر وأم قصر العراقي، والذي سيساهم في نقل بضائع كل من الأردن والكويت وتركيا وإيران عبر الأراضي العراقية إلى قطر”.

يأتي ذلك، في وقت كشف فيه وزير الخارجية العراقي، “محمد علي الحكيم”، أن دولة “قطر” عرضت على العراق، “مشروع ترانزيت”، لنقل البضائع من “تركيا” وإليها مرورًا بميناء “أم قصر”، في محافظة “البصرة”.

وقال “الحكیم”، في تصريحات خلال لقائه عدد من الإعلاميين، إن وزیر خارجیة “قطر” زار “العراق”؛ وعرض المساھمة في إعادة الإعمار والاستثمار، كما طلب إمكانیة مساھمة “بغداد” في عبور السلع التي تستوردھا “الدوحة” بكثافة من “تركیا” لتمر عبر “البصرة” إلى “قطر” في طریق قصیر.

وأشار الوزیر العراقي إلى أن المشكلة التي كانت تواجه “بغداد” ھي عدم توحید الرسوم الجمركیة مع باقي الدول المجاورة، موضحًا أن ھذه الخطوة تمت، وأنه سیبحث مشروع “الترانزیت” تفصیلاً في زیارته إلى “الدوحة”.

وأضاف “الحكيم”، أن “قطر مستعدة للعمل مع العراق، ودعمه في مجالات إعادة الإعمار والاستثمار”، مبينًا أنه سيبحث هذه القضايا خلال الزيارة المنتظرة لـ”قطر”، وذلك وفقًا لصحيفة (الصباح) العراقية.

الدوحة تدعم حكومة “عبدالمهدي”..

جدير بالذكر؛ أن وزير الخارجية القطري، “محمد بن عبدالرحمن آل ثاني”، كان قد زار “بغداد”، في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، وكانت تلك أول زيارة لمسؤول خليجي إلى “بغداد” بعد تولي “عادل عبدالمهدي” رئاسة الوزراء في “العراق”.

وقال المتحدث باسم الخارجية العراقية، “أحمد محجوب”، حينها، إن: “الضيف القطري أجرى مباحثات مع الرئاسات الثلاث بشأن تعزيز التعاون بين البلدين، وتأكيد دعم الدوحة للحكومة العراقية الجديدة”.

وفي تشرين ثان/نوفمبر 2017، زار الدكتور “إبراهيم الجعفري”، وزير الخارجية العراقي السابق، “الدوحة” والتقى أمير قطر، الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، وكبار المسؤولين القطريين، وبحث معهم تطورات الأوضاع في المنطقة العربية، وتعزيز العلاقات “العراقية-القطرية”.

“الحلبوسي” يدعو قطر لإعادة إعمار العراق..

كان رئيس مجلس النواب العراقي، “محمد الحلبوسي”، قد وجه، منذ قرابة شهرين، الدعوة إلى “قطر” للمساهمة بإعادة إعمار وتفعيل الجانب الاستثماري مع “العراق”، مؤكدًا سعي البرلمان العراقي لتوفير كافة التسهيلات، من خلال القوانين والتشريعات التي من شأنها توفير بيئة استثمارية آمنة. كما دعا رئيس مجلس النواب إلى “توفير الأولوية في تشغيل الأيدي العاملة العراقية ضمن الاستثمارات القطرية المزمع إنشاؤها في العراق”.

وأكد “الحلبوسي” حرص “العراق” على تعزيز وتطوير علاقاته الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وسعيه إلى بناء علاقات دولية متوازنة مبنية على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.

بغداد ضد حصار قطر..

إن زيارة الرئيس العراقي إلى “الدوحة” تشكل تحديًا واضحًا للحصار الذي تفرضه “السعودية”، ودول خليجية أخرى، على دولة “قطر”. بل أن زيارة “صالح” تُشكل في نظر الكثيرين، دعمًا لمحور “الدوحة-طهران-أنقرة” المناويء لـ”المملكة السعودية”.

يُذكر أن رئيس الوزراء العراقي السابق، “حيدر العبادي”، كان قد أكد معارضته للعزلة التي تفرضها “السعودية”، ودول عربية أخرى، على “قطر”؛ لأنها تُضر المواطنين العاديين. وقال “العبادي” للصحافيين في “بغداد”، إن الأنظمة لا تتأثر بالحصار، وإن الحصار يضُر الشعوب. وأضاف “العبادي” أنه سيسعى للحصول على توضيحات من “السعودية” بشأن الاتهامات التي وجهتها لـ”قطر”.

الدعم القطري للعراق بديل عن الدعم الإيراني..

يؤكد بعض المسؤولين العراقيين أهمية توطيد العلاقات بين “بغداد” و”الدوحة”، حيث قالت النائبة في مجلس النواب العراقي، “انتصار الجبوري”: إن “عودة العلاقات العراقية القطرية ستساهم في نهوض العراق في مجالات عديدة، ولا سيما في مجال الاستثمار”. وترى عضوة “النواب العراقي” أن “قطر” ستكون لها مساهمة في “إعمار العراق”، لا سيما المناطق المحررة من سيطرة “تنظيم الدولة”.

وكانت “الجبوري” قد وصفت الزيارة السابقة لوزير خارجية قطر لـ”العراق”؛ بأنها: “ذات طابع اقتصادي، وبعيدة كل البُعد عن ملفات السياسة والتدخلات السياسية”.

كما رأت “الجبوري” أن “العقوبات الأميركية” المفروضة على إيران “أثرت بشكل كبير على الجانب الاقتصادي في العراق”، مشيرةً إلى أن: “وقوف قطر مع العراق وانفتاح الأخير على أشقائه العرب سيمكنه من إيجاد البدائل عن إيران في كل المجالات، سواء كانت اقتصادية أو تجارية أو خدمية”.

العلاقات “العراقية-القطرية” تعافت من أزمتها..

جدير بالذكر؛ أن العلاقات “العراقية-القطرية” مرت بأزمة دبلوماسية في السنوات الماضية؛ على خلفية الاتهامات التي وجهتها حكومة “بغداد” برئاسة، “نوري المالكي”، لـ”الدوحة” بأنها تتدخل في الشأن العراقي.

وكان “إياد علاوي”، نائب الرئيس العراقي السابق، قد اتهم “قطر” بتبني مشروع لتقسيم “العراق” والتدخل في الشقاق الفلسطيني وتشجيع قوى متطرفة في إعتداءات على “مصر”.

ودعا “علاوي” إلى “حديث مباشر” بين “قطر” والدول العربية؛ يتطرق إلى “تعريف الوقائع وماذا عملت قطر، وماذا لم تعمل وبعدها المصارحة والمصالحة، أو المصارحة والعزل.. عزل الدولة التي تريد أن تؤذي الآخرين أيًا كانت هذه الدولة”.

لكن الأزمة بين البلدين انخفضت وتيرتها عقب تحرير الصيادين القطريين، في نيسان/أبريل 2017، الذين كانوا محتجزين لدى إحدى الميليشيات المتنفذة في “العراق”، بعد عامين من اختطافهم من بادية “السماوة” في محافظة “المثنى” جنوب غربي “العراق”.

وزيارة “صالح” غدًا لـ”الدوحة”؛ تؤكد أن “العراق” و”قطر” قد بدءا بالفعل صفحة جديدة ومشرقة في العلاقات الواعدة بين الدولتين.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة