المخدرات .. خطر يهدد “الولايات المتحدة” كل 43 ساعة شخص يموت بسبب جرعة زائدة !

المخدرات .. خطر يهدد “الولايات المتحدة” كل 43 ساعة شخص يموت بسبب جرعة زائدة !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

بعيدًا عن الحروب والسياسة والرئيس والتقارير.. قد تكون المواد الأفيونية والمخدرات هي الخطر الأكبر الذي يهدد “الولايات المتحدة الأميركية”، ووصل الأمر في مقاطعة “بينيلاس”، بولاية “فلوريدا”، التي يعيش بها حوالي 970 ألف شخص، أن الشرطة تعثر على شخص فقد وعيه بعد تعاطيه كمية زائدة من المواد المخدرة كل 3 ساعات، بينما تسجل كل 43 ساعة حالة وفاة لنفس السبب.

وتشير البيانات إلى تضاعف أعداد القتلى نتيجة تناول جرعات زائدة 7 مرات خلال العقد الأخير، فبينما كان عددهم ألفين شخص، عام 2007، وصل إلى ما يقارب 16 ألف شخص، خلال عام 2017، ويقدر عدد من يتعاطون “الهيروين” في “الولايات المتحدة” بمليون شخص.

المخدرات لا تأتي من الخارج..

صرحت المديرة التنفيذية لتحالف، “Drug Policy Alliance”، “ماريا مكفارلاند”، لصحيفة (الموندو) الإسبانية؛ بأن: “انتشار المواد الأفيونية في الولايات المتحدة جذب إنتباه وسائل الإعلام نتيجة لارتفاع أعداد القتلى بسبب تعاطيهم مخدرات حصلوا عليها بوصفة طبيب”.

وأضافت “مكفارلاند” أن ما يسمى، بـ”الحرب على المخدرات”، ما هي إلا عذر يبرر اتهام المهاجرين القادمين من “أميركا الجنوبية” وقارة “إفريقيا” بتهريب المواد المخدرة، لكن في الحقيقة “البيركوسيت” و”الأوكسيكونتين” و”الفيكودين”؛ ما هي إلا مواد مخدرة أميركية وتداولها يعد أمرًا مشروعًا، وهو ما يُضحد القول بأن المخدرات مواد تأتي إلينا من الخارج.

ولا يوجد شخص بعيدًا عن الإصابة بداء الإدمان، والخطر لا يهدد المراهقين فقط، فقد أدمنت “سيندي ماكين”، زوجة السيناتور الأميركي، “جون ماكين”، مخدر “بيركوسيت”، في عام 1993، وأقنعت طبيبها بإصدار وصفات بأسماء 3 من الموظفين كي لا يكتشف أمرها.

من السهل الحصول عليها..

لم يعد أمر الحصول على المخدرات صعبًا أو شاقًا، إذ بات من الممكن شراءها عن طريق “الإنترنت”، وإذ لم يتمكن الشاب من الحصول عليها، يكفي فتح الصيدلية الموجودة بالبيت وسرقة بعض حبوب الأدوية المسكنة للآلام، ويوجد في “الولايات المتحدة” 50 مليون مريض بأمراض مزمنة، بحسب بيانات رسمية، 20 مليون منهم يعانون من آلام مبرحة والحل الأسهل أمام الطبيب هو صرف أدوية تحتوي على “الأفيون”، ويتعاطى 66 مليون أميركي أدوية تحتوي على مشتقات “الأفيون”.

ومن الأمور الصعبة للغاية هي التوقف عن تناول الأدوية التي تحتوي على مواد مخدرة بسبب أعراض الانسحاب، بالإضافة إلى أنها باتت متوفرة في كل مكان، سواء في الصيدليات أو من خلال “الإنترنت” أو مع الأصدقاء إلى جانب تجار المخدرات.

طبيبه قتله بالبطيء..

ويعتبر أمر انتشار الأدوية المحتوية على مواد مخدرة صادم في حد ذاته، ومن بين الأشخاص الذين لقوا حتفهم بالبطيء جراء تناول أدوية تحتوي على مواد أفيونية، “ماتيو”، (28 عامًا)، إذ كان يلعب رياضة عنيفة وبدأ يعاني من بعض الآلام؛ فوصف له الطبيب دواء يحتوي على مواد مخدرة، ومنذ ذلك اليوم لم يستطع أبدًا التخلص من الإدمان حتى توفي وفي يده آثار الحبوب المميتة، ويعتبر موته نقطة في بحر الدمار.

وقال والده، “مارك سيرا”، (59 عامًا)، للصحيفة الإسبانية، إنه لن يستطيع نسيان ذلك اليوم عندما طرقت الشرطة باب منزله لتخبره بأن إبنه، “ماتيو”، قد لقي حتفه بعد تعاطيه جرعة زائدة من مادة “الأوكسيكودون” ممزوجه ببعض المواد المخدرة.

يشار إلى أنه بدأ تداول مادة “الهيروين”، منذ عام 1898، حتى اكتشفت مادة “الأوكسيكودون” لأول مرة، في “ألمانيا” عام 1917، إذ كان الصيادلة يبحثون عن بديل قوي لـ”المورفين”، وفي عام 1995؛ بدأت شركة “بيردو” لصناعة الأدوية في إصدار حبوب مهدئة تحتوي في تركيبتها على مادة “الأوكسيكودون” التي اكتشف المدمنون أن لها مفعول قوي قد يصل إلى درجة “المورفين”؛ إذا ما سحقت الحبوب وشمت أو حقنت عن طريق الوريد، فقامت الشركة بعد عقد بإصدار حبوب من نفس الدواء، لكن غير قابلة للكسر، ما دفع المدمنون إلى شراء منتجات أخرى مثل “بيركوسيت” أو ببساطة الاعتماد على “الهيروين”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة