عشرة ايام فقط مرت على زيارة الرئيس الامريكي المفاجأة ترامب للعراق وزيارته قاعدة الاسد في محافظة الانبار اخذت مااخذت من حيز اعلامي ربما وصل الى تهديد البعض له لاستباحته حرمة الاراضي العراقية ودخوله اليها عنوة وبدون استئذان وكان العراق هو الولاية 52 التابع للولايات الامريكية بعد ولاية السعودية ” البقرة الحلوب ” بالنسبة لهم لما لها من فضل في الدعم المادي الكبير بالنسبة لامريكا ، هذا بالتحديد ما صرح به ترامب في لقاء مباشر مع الشعب الامريكي .
واليوم وبكل وقاحة نتفاجأ بزيارة أوستن رينفورث نائب قائد القوات الامريكية في العراق وظهوره يوم الجمعة في اسواق بغداد وتجواله في شوارع العاصمة بصحبة قائد عمليات بغداد جليل الربيعي من اجل جعل شرعية بحجة انه يتجول بصحبة القيادات الامنية العراقية وبكل أريحية وكأن الدار داره ونحن ضيوفه … يااوستن ، نحن الضيوف وانت رب المنزل !!!
وما يثير الاستغراب اكثر هو اننا نشاهد المواطن العراقي الذي كان يقول ان امريكا هي قوات محتلة نشاهده اليوم يأخذ صور السيلفي مع الجنود الامريكان وقائدهم ، هل يشعر المواطن العراقي ان امريكا هي ليست محتلة مثلا او ان امريكا هي صاحبة الفضل على العراقيين بسقوط الهدام ، متناسين ان صدام هودمية من مسلسل دمى رؤساء العرب واطاحتهم بحجة الربيع العربي ؟ ام هي رسالة اراد ترامب ايصالها للشعب العراقي بان بلدكم هو قرية صغير وليست ولاية كما يتمنى البعض من اتباع للولايات المتحدة والدليل على ذلك هو دخوله وخروجه كان بدون استئذان لا من رئيس الحكومة العراقي ولا حتى من رئيس الوزراء العراقي ، ولم نشاهد الى الان اي تعليق من الحكومة العراقية اتجاه زيارة ترامب لقاعدة الاسد في الانبار .
واليوم يتكرر نفس السيناريو بزيارة نائب قائد القوات الامريكية في شوراع بغداد واختياره شارع المتنبي مكانا لتجواله ربما يحاول ان ينقل رسالة للحكومة العراقية باننا في بلدنا نجول كيفما نشاء شئتم ام ابيتم وندخلها عنوة ورغما عن انوفكم ونتجول في شوارعكم وطبعا هذا كله كان بسبب الاتفاقية الامنية التي ابرمت في زمن السيد المالكي مع القوات الامريكية ، حيث ضمت الاتفاقية الامنية مع القوات الامريكية في فقرة المخاطر الامنية :
” عند نشوء أي خطر خارجي أو داخلي ضد العراق أو وقوع عدوان ما عليه، من شأنه انتهاك سيادته أو أستقلاله السياسي أو وحدة أراضيه أو مياهه أو أجوائه، أو تهديد نظامه الديمقراطي أو مؤسساته المنتخبة، ويقوم الطرفان، بناء على طلب من حكومة العراق، بالشروع فوراً في مداولات ستراتيجية، وفقاً لما قد يتفقان عليه فيما بينهما، وتتخذ الولايات المتحدة الاجراءات المناسبة، والتي تشمل الاجراءات الدبلوماسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو أي اجراء اخر، للتعامل مع مثل هذا التهديد ” .
والتهديد الذي يتعرض له العراق الان ” وهو حجة طبعا لشرعنة تواجدهم ” هو التدخل الايراني في العراق اضافة الى خطر داعش على الاراضي العراقية من الجانب السوري
ترامب يزور العراق ويعلن سحب قواته من سوريا وهو في العراق وبعدها بعشرة ايام تتجول القوات الامريكية في الشارع العراقي وخصوصا في العاصمة العراقية بغداد ، حركة امريكية تحمل في طياتها رسائل عدة ، ومع شديد الاسف ان بعض العراقيين ردوا على تجوالهم في شوارع العاصمة بان ” نحن الضيوف وانت رب المنزل ” متناسين ان ما وصل اليه العراق هو ثمار ما زرعته امريكا في العراق من فتن طائفية وزعزعة الامن في العراق وان داعش هو سيناريو امريكي من اخراج هوليود .