العراق يفتش طائرة ايرانية لسوريا : وجدنا معدات طبية‏

العراق يفتش طائرة ايرانية لسوريا : وجدنا معدات طبية‏

اجبرت السلطات العراقية الاثنين طائرة شحن ايرانية كانت متجهة الى دمشق على الهبوط في مطار ‏بغداد للتحقق من شحنتها، لكن تبين انها لا تحمل سوى مواد طبية واسعافات اولية.‏

وتعد هذه اول عملية تفتيش يجريها العراق بعد اعلانه تشديد اجراءات التفتيش على الرحلات ‏المتوجهة الى دمشق الشهر الماضي، والتي جاءت نتيجة انتقادات وجهها وزير الخارجية الاميركي ‏جون كيري اتهم فيها بغداد بغض الطرف عن شحنات اسلحة لدعم نظام بشار الاسد.‏
وقال رئيس سلطة الطيران المدني ناصر بندر لفرانس برس “اوعزنا اليوم الى طائرة شحن تابعة ‏لشركة مهان اير الايرانية، واستجابت الطائرة وهبطت في مطار بغداد وتم تفتيش الطائرة”. واضاف ‏‏”لم نجد على متنها اي من المحظورات وكانت تحمل مواد واسعافات اولية وتم السماح للطائرة ‏بمغادرة بغداد”.‏
واشار بندر الى “ان توجيه رئيس الوزراء  نوري المالكي هو الاستمرار بالوقوف على بعد واحد من ‏النزاع في سوريا” مشيرا الى ان “التوجيه يلزمنا بتفتيش اي شحنة مشكوك فيها متوجهة الى سوريا”.‏
وكانت السلطات العراقية اعلنت في 30 اذار/مارس انها ستشدد عمليات التفتيش للرحلات الجوية ‏الايرانية المتوجهة الى سوريا، نتيجة لضغوط اميركية بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الاميركية ‏جون كيري.‏
‏ وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد اكد خلال زيارته الى بغداد في الرابع والعشرين من ‏الشهر الماضي استياء بلاده من عبور اسلحة ايرانية الى سوريا عبر العراق بالشكل الذي يبقي الاسد ‏في الحكم داعيا بغداد الى المساعدة على تنحيه .  ‏
وخلال اجتماع مع رئيس الوزراء نوري المالكي قال كيري انه ابلغ رئيس الوزراء العراقي بان ‏الرحلات الجوية من ايران الى سوريا عبر العراق والتي تحمل على ما يبدو معدات عسكرية تساعد ‏نظام الرئيس السوري بشار الاسد “على الصمود”. واضاف “لقد اوضحت بصورة جيدة لرئيس ‏الوزراء بان الرحلات التي تمر عبر العراق من ايران، هي في الحقيقة تساعد الرئيس بشار ونظامه ‏على الصمود” مشددا على انه ابلغ المالكي “بان اي شيء يدعم الرئيس الاسد، يطرح مشاكل”.   ‏
واشار كيري الى أن “المسؤولين في الحكومة الاميركية والكونغرس يتابعون عن كثب ما يفعله ‏العراق في هذا المجال”. وقال “لقد اوضحت للمالكي أن هولاء المسؤولين يتساءلون كيف يكون لنا ‏شريك في الديمقراطية يحاول مساعدة نظام الاسد وكيف يفعل هذا البلد شيئا يجعل من الصعب تحقيق ‏الاهداف المشتركة، فيما يتعلق بسوريا”. واعرب عن امله بأن يتمن الجانبين العراقي والأميركي من ‏‏”تحقيق تقدم في هذا الموضوع” . واشار الى انه دعا المالكي الى المساعدة في عملية تنحي الرئيس ‏السوري بشار الاسد من منصبه .‏
وتتهم واشنطن بغداد على وجه الخصوص بغض الطرف عن ايران التي تقوم بارسال معدات عسكرية ‏الى سوريا لدعم نظامها عبر المجال الجوي العراقي بواسطة رحلات طيران مدنية. كما مارست ‏الولايات المتحدة ضغطا على بغداد للوفاء بتعهداتها في منع رحلات طائرات ايرانية فوق اراضيها ‏خشية ان تكون محملة بالاسلحة للنظام في سوريا.‏
لكن المالكي اكد في وقت سابق “لا اسلحة يتم تهريبها الى سوريا عبر العراق” البالغ طولها 600 كلم ‏مع جارته التي تشهد نزاعا مسلحا. واضاف “وضعنا الجيش على الحدود لمنع ايصال اسلحة الى ‏سوريا” داعيا الدول التي تقوم بتزويد الاسلحة الى سوريا “بالبحث عن حلول ايجابية” عوضا عن ذلك. ‏وشدد على أن العراق يرفض أن يكون ممراً للسلاح في أي اتجاه ومن أي مصدر كان مبيناً انه تم ‏وضع آلية للتفتيش والتحقق من أن الشحنات المارة في أرض العراق وسمائه تحمل بضائع وسلعاً ‏إنسانية وليس سلاحاً، كما أعلنت الحكومة أنها أبلغت إيران رفضها السماح لها باستخدام أراضي ‏العراق وأجوائه لنقل أسلحة أو مقاتلين إلى سوريا.‏
وكانت بغداد أمرت في 28 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي للمرة الثانية في غضون شهر طائرة شحن ‏إيرانية متوجهة الى سوريا بالهبوط وفتشتها للتأكد من أنها لا تنقل أسلحة قبل السماح لها بمواصلة ‏طريقها. وسبق هذا الإجراء عملية مشابهة تمت في الثاني من الشهر نفسه تبين للسلطات العراقية بعد ‏تفتيش الطائرة انها لم تكن تنقل أسلحة على حد قول السلطات العراقية.
وكان السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر أعلن في الثامن من تشرين الأول الماضي أن بلاده ‏احتجت لدى وزارة الخارجية العراقية على تفتيش الطائرات الإيرانية المتوجهة إلى سوريا معتبرا هذا ‏الإجراء “مخالفا” للاتفاقيات بين البلدين.
وكانت الولايات المتحدة، أعربت، في 16 شباط (فبراير) الماضي عن قلقها بشأن رحلات الشحن ‏الجوي الإيرانية التي تمر عبر العراق إلى سوريا، لافتة إلى أنها حذرت العراق من أن تلك الشحنات ‏قد تحتوي على أسلحة ربما تستخدمها دمشق لقمع الاحتجاجات الشعبية ضد النظام.
ولا تزال ايران حليفا ثابتا لنظام بشار الاسد على الرغم من ارتفاع عدد ضحايا النزاع في سوريا الى ‏اكثر من سبعين الف قتيل، بحسب تقديرات الامم المتحدة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة