كتب حميد عبد الله : هذا تلخيصٌ لحديث خطير أدلى به مسؤول أمني سابق في جلسة خاصة وأذن لي بنشره. فِي جلسة خاصة ضمتني مع مسؤول امني سابق وعدد محدود جدا من الصحفيين كشف فيه المسؤول عن تفاصيل زيارته للمرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني.
يقول السياسي والمسؤول الامني السابق انه حضر اجتماعا لخلية من كبار السياسيين، وقدم لهم بالأرقام حجم الفساد في وزارة التجارة في عهد الوزير عبدالفلاح السوداني، وقارن أداء الوزارة بين عهدي الوزير في النظام السابق محمد مهدي صالح والوزير عبدالفلاح السوداني، فتبين ان الفساد في عهد السوادني مهول ولا يصدق!.
لم ينس المسؤول السابق أن يذكر ان السوداني كان يؤمه بالصلاة مع عدد كبير من السياسيين المعارضين لنظام صدام آنذاك ، وكان من الصعب ان يصدق أحد من اولئك أن يكون السوادني على علم بما يجري في وزارته من فساد، فكيف يمكن ان يكون طرفا فيه؟. يستطرد فيقول: حين اسقط بيده ولم يصدقه احد من الحاضرين تأبط وسائل الإيضاح نفسها وذهب إلى النجف وعرضها امام السيد السيستاني. حين اكمل إيضاح الحقائق الرقمية سأله المرجع الديني: هل وزير التجارة في عهد صدام كان بعثيا كبيرا؟.
أجابه: لا سيدنا.. انه فني اكثر منه بعثياً!.
علق المرجع قائلا: اقترح إخراجه من السجن وتعيينه بدلا من هذا الوزير، حتى تبيضوا وجوهكم أمام العراقيين!.
لم يستمع أحد لما قاله السيستاني، ومن المؤكد أن الرجل كان يدرك أن صوته لم يعد مسموعاً، وصيحته لم تعد قادرة على ان توقظ اصحاب الكهف من نومهم العميق!. برغم ذلك تظل المرجعية ملاذنا الأخير الذي نحتمي به من الجور والظلم والانحراف.