19 ديسمبر، 2024 1:58 ص

حديثٌ ذو خصوصية عن الجيش العراقي .!

حديثٌ ذو خصوصية عن الجيش العراقي .!

A \ لسنا هنا بصدد إبداء أيّ ثناءٍ او إشادةٍ بالجيش العراقي ومنذ تأسيسه , والذي لا يحتاج لهكذا إشادةٍ وثناء , وتكفي شهادات الأعداء والكتب الأجنبية التي اصدورها عن معارك هذا الجيش , ومن المؤسف أنّ العديد من تلكم الكتب لم تصل الى العراق ولمْ تجرِ ترجمتها للعربية .!

ثمّ , بغضّ النظر عن السياسة وبعيدا عن نظام الحكم السابق , وبأشارةٍ عابرة الى حرب عام 1991 , وإذ دونما دواعٍ للإشارة او للإعادة بأنّ الجيش العراقي هو الوحيد في دول العالم وعبر مراحل التأريخ , الذي واجه 33 دولة وكبّدها خسائر فادحة من المحال إفصاحهم عنها , لكنّ الغالبية العظمى من العراقيين تجهل وتغفل أنّ كافة تلك الجيوش المجيّشة من كافة الأصقاع كانت تعجز حتى من الإقتراب من بغداد , وكانت قيادة التحالف الدولي على دراية كافية أنّ الأحتياط الستراتيجي والسوقي لقوات الحرس الجمهوري وفرقٌ آليّة ومدرعة اخرى ” تابعة الى وزارة الدفاع ” قد جرى سحبها منذ الأيام الأولى لدخول الكويت , وجرى التمويه والإخفاء عليها بوسائلٍ تقنية حديثة في وبالقرب من العاصمة , ولا نتطرّق ولا نشير هنا الى اقتحام القوات العراقية لمدينة الخفجي السعودية وانتزاعها من كلّ تلك الجيوش المتوحشة , وكان ذلك حدثٌ فريدٌ ووحيد في التأريخ العسكري لدول العالم

B \ بعيداً ونقيضاً لكلّ ما في الفقرة السابقة A , فلابدّ من التعرّض للملابسات الدموية المنشقّة عن المبادئ الإنسانية عن ماهيّة دور الجيش العراقي في القضاء على نظام الحكم الملكي وتغييره الى النظام الجمهوري وبتلك الطريقة المشينة وغير المشرّفة في إعدام العائلة المالكة , والتي كانت معظمها من النساء والفتيات الى جانب الملك الشاب ذو ال 22 عاماً ومعه الوصي الأمير عبد الأله , ففي هذا الصدد تنبغي إعادة الإشارة الى أنّ الرئيسين الراحلين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف , لم يخططا ولم يفكّرا ولم يكترثا لتحديد مصير او عزل نساء العائلة المالكة وحتى الملك فيصل ” على اقل تقدير ” , كما من المؤسف أنّ اعضاء حركة الضباط الأحرار التي كانا الرئيسين ” عارف ” آخر مَن جرى انتماؤهما او ضمّهما اليها , فلم تخالجهم اية افكارٍ او تصورات عن تحديد مصيرٍ مسبق للعائلة المالكة بطريقةٍ سلميةٍ ومشرّفة كما جرى للتوديع الرسمي للملك فاروق في مصر على ايدي الضباط الأحرار بقيادة اللواء محمد نجيب والمقدّم جمال عبد الناصر .. وعلى الرغم من أنَّ عملية الإعدام الجماعي تلك التي نفذها النقيب عبد الستار سبع العبوسي وبمعيته اثنان من الضباط الآخرين , وبمشاركةٍ إجباريةٍ من الضباط والمراتب والجنود في إطلاق قذائف مدفع 106 ملّم على الطوابق الثلاثة لقصرالرحاب وحرقها , لكنّه مثارَ دهشة وإستغرابٍ أنَّ أيّاً من ضباط الفوج 19 او السرّيتين اللتين هاجم بهما عبد السلام عارف قصر الرحاب, أنْ لم يعترض أيّ من هؤلاء الضباط عن عزل نساء العائلة المالكة عن المستسلمين من الملك والوصي ورجالٍ آخرين ” كالطباخ التركي وخدمٍ آخرين غير عراقيين ” .!

وعلى الرغم منْ أنّ ما حدثَ في يوم 14 \ 7 \ 1958 هو نقطة تحوّلٍ جذريّةٍ – حادّة في تأريخ كلا المجتمع والدولة العراقية وما برح دفع ثمنها الى الآن .! , كما أنّ كلّ الإنقلابات العسكرية او الثورات التي جرى تنفيذها خلال العهد الجمهوري من قِبل ضباطٍ ما من القوات المسلحة ” وبقدر مشروعية بعضها ” المفترضة ” , وعدم شرعيّةِ بعضها الأخرى , فلا ريب أنَّ تدخّل الجيش < او ضباطٍ ما ! من الجيش > في تغيير المعادلة السياسية للحكم , فهو خروجٌ وإنشقاقٌ عن المهنية العسكرية وعقيدتها , إنما له ما له مسوغاته او حتى مبرراته المحددّة , لكنّه في الأساس فأنّ عموم الجيش العراقي بقطعاته ووحداته وبمنتسبيه , فأنّه بريْ من سفكِ أيّة دماءٍ عراقية ” قد ” جرى فرض إطلاق الرصاص والمدافع عليها او على اهدافٍ تتعدّى وتتجاوز على سيادة وكرامة الوطن والقوات المسلّحة المسلّحة في مجال الأخلاق والمبادئ و سلامة كلّ المواطنين ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات