انفجرت نحو عشر قنابل صغيرة وسقطت قذائف مورتر قرب مراكز الاقتراع في العراق اليوم السبت ما أدى الى اصابة اربعة اشخاص على الاقل اثناء التصويت في اول انتخابات محلية منذ رحيل القوات الامريكية.
وتسببت قذيفتا مورتر في اصابة ثلاثة ناخبين وشرطي بجروح في مدرسة استخدمت مركزا للاقتراع في اللطيفية التي تقع الى الجنوب من بغداد بعد بدء التصويت في الانتخابات التي ستقيس قوة الاحزاب السياسية قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجري في عام 2014 .
وتصاعدت أعمال العنف والتفجيرات الانتحارية منذ بداية العام حيث تعهد الجناح المحلي لتنظيم القاعدة باذكاء مواجهات واسعة النطاق بين المزيج العرقي والطائفي القابل للاشتعال الذي تتكون منه البلاد.
وقالت الشرطة ان قنابل صغيرة انفجرت في طوز خورماتو وتكريت وسامراء في الشمال وسقطت ست قذائف مورتر اخرى في بلدة قريبة من مدينة الحلة دون ان تسبب أي اصابات.
وتشهد الساحة السياسية العراقية انقساما شديدا وفقا للخطوط الطائفية حيث تغرق حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي في أزمة بشأن كيفية اقتسام السلطة . وبالنسبة للمالكي فان الاداء القوي لائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه قد يعزز توليه فترة ثالثة في الانتخابات التي ستجري عام 2014 حيث لمح الى خطط للتخلي عن اتفاق اقتسام السلطة لتشكيل حكومة اغلبية.
والاجراءات الامنية مشددة في انحاء العراق حيث يشارك أكثر من 8000 مرشح في الانتخابات التي تجري لشغل نحو 450 مقعدا في المجالس المحلية في انحاء البلاد. وقتل أكثر من عشرة مرشحين معظمهم من السنة اثناء الحملة الانتخابية.
وكان الاقبال على التصويت في البداية في مراكز الاقتراع في بغداد ومدن مثل البصرة وتكريت وبعقوبة خفيفا فيما يبدو حسبما افاد مراسلو رويترز.
ويشعر كثير من العراقيين بالاحباط ازاء عدم الامان والبطالة والفساد المتفشي ونقص الخدمات الاساسية بعد عقد من الغزو الذي اطاح بالرئيس الراحل صدام حسين وساعد في تفجر قتال طائفي قتل فيه عشرات الالاف في عامي 2006 و2007 .
وأسفر هجومان على مسجدين للسنة والشيعة امس عن مقتل ثمانية اشخاص على الاقل. وقتل مهاجم انتحاري 32 شخصا في انفجار بمقهى شعبي بأحد الاحياء التي يغلب السنة على سكانها في بغداد في اليوم السابق.
ومنذ ان انسحبت القوات الامريكية في ديسمبر كانون الاول عام 2011 اصيبت الساحة السياسية العراقية بالشلل نتيجة للاقتتال الداخلي بشأن اتفاقات اقتسام السلطة حيث يتهم منافسو المالكي رئيس الوزراء الشيعي بتعزيز سلطته على حساب الشركاء السنة والاكراد.
وقال ناخب يدعى علي حسين الشارقي وهو يدلي بصوته في البصرة “شاركت في انتخابات سابقة لكن جميع الذين تم انتخابهم لم يفعلوا شيئا للشعب. وأضاف انهم يريدون اشخاصا يقدمون وظائف للعاطلين.
ولن تشارك في الانتخابات التي تجري اليوم السبت ثلاث محافظات في الاقليم الكردي شبه المستقل الذي يديره الأكراد منذ عام 1991 ومدينة كركوك المتنازع عليها التي يعيش فيها مزيج عرقي.
وبحثت واشنطن العملية الانتخابية وطلبت من الحكومة عدم تنفير الناخبين السنة بعد ان أرجأت الحكومة التصويت في محافظتين يغلب على سكانهما السنة بعد أن حذر مسؤولون محليون من انهم لا يمكنهم توفير الامن هناك.
ومنذ ديسمبر كانون الاول نزل عشرات الآلاف من المحتجين السنة الى الشوارع للتظاهر كل أسبوع ضد ما يقولون انه تهميش لطائفتهم من جانب حكومة المالكي التي يتزعمها الشيعة.
وتقول سلطات الانتخاب ان التصويت الذي تم تعليقه في محافظتي الانبار ونينوى قد تجري في الشهر القادم.
لكن بعد عشر سنوات من الغزو يشعر كثير من العراقيين بأنه تم تهميشهم من جانب القيادة الشيعية -ويمثل الشيعة أغلبية سكان البلاد- والتمييز ضدهم من جانب قوات الامن وقوانين مكافحة الارهاب الصارمة.
وقال ميثم جلال وهو طالب جامعي بمحافظة الانبار “تعليق الانتخابات كان رصاصة الرحمة للمظاهرات. لقد فقدنا كل شيء… الانتخابات حق مشروع انتزعته الحكومة دون أي خوف.”