تعددت اشكال وصنوف واساليب العنف وتنوعت ادواته ودرجات توحشه وبشاعته بتنوع الاماكن والمجتمعات والاشخاص والضحايا .ومنها :
العنف الاسري ؛العنف ضد المرأة؛العنف ضد الاطفال ؛العنف ضد المختلف ؛ العنف ضد التلاميذ؛ عنف الانظمة الحاكمة ؛ عنف الاعراف العشائرية …واشكال اخرى.
ومع ان العنف نشأ مصاحبا لوجود المجتمعات الا ان لكل نوع منه اسبابه ونتائجه وفقا لعادات واعراف وسلوكيات وتقاليد كل مجتمع شخصها المختصون في علم النفس والاجتماع وقدمو الدراسات الموسعة فيها . تشخيص المختصين؛ودراساتهم؛وبحوثهم؛وحلولهم ؛ومعالجاتهم لم تصل الى الحد الادنى من اجتثاث ومعالجة هذا الداء المزمن والقضاء عليه ؛بل اوكل امر الحد من تفشيه والتخفيف من وطأته الى القوانين الصارمة التي تقرها الحكومات في كل دولة وجدية وقوة فرضها ومدى تطبيقها .
الدول الاوربية – وبفعل القوانين التي سنتها لحماية الطفل والمرأة والاسرة – حققت نجاحا بارزا ظهرت نتائجه في الاجيال الحديثة؛كون الطفل- ذكرا كان او انثى – الذي نشأ محميا من التعنيف ؛تربى على اسس علمية .. ترعرع مكفول الكرامة ؛ مكتمل الشخصية؛لايشعر بعقدة الدونية والاحتقار اللتان تدفعانه للحقد والانتقام والثأر والجريمة .ولذا سيشب انسانا ناضجا واعيا يمارس دوره في الحياة مستقيم السلوك في التعامل مع اسرته ومع المجتمع بما فيه من اطياف تخالفه في القومية والدين والعرق والتوجهات السياسية .كذلك قضت تلك الدول – بتطبيق القوانين الصارمة –عل جميع انواع التخلف القبلي والاساليب الهمجية في فض النزاعات العشائرية والخصومات الفردية ؛كما انهاتعاملت مع التظاهرات المناوئة باسلوب وطرق حضارية شريطة التزامها بالنظام وعدم اعتدائها على الممتلكات العامة والخاصة وعدم مساسها او اخلالها بالامن القومي للبلاد . ولا ندعي انها وصلت حالة الكمال ؛ولا ننكر حصول حالات كثيرة من الجرائم والعنف بانواعه في تلك المجتمعات ؛وهذا امر طبيعي اذ لايوجد مجتمع ملائكي محض ؛ كما انه ناشئ نتيجة هجرة وتغلغل الوف الافراد من مجتمعات مختلفة – محملين بما تشبعوا به من تخلف وهمجية وعقد ودونية في مجتمعاتهم الاصلية – وعيشهم في تلك البلدان مصابين بازدواجية الشخصية يعانون من صعوبة التطبع بسلوكيات المجتمع الجديد .اما المجتمعات العربية فمازلت تعاني اشد انواع العنف ضد الطفولة والمرأة والمخالف نتيجة رزوحها تحت تسلط الحكومات الاستبدادية بدءا من شيوخ العشائر الاقطاعيين المستبدين ؛ومرورا بالولاة القساة وانتهاءا بالسلاطين والامراء والملوك والرؤساء من ساعة تشكل المجتمعات الى اليوم .تداعيات ذلك الاستبداد والقهر والظلم تتحول الى شحنات غضب يفجرها الاب في اسرته ؛وتفرغها الام في ابنائها وبناتها والذين يبحثون عما يفرغونها فيه ؛وتستمر دائرة العنف هذه يشب عليها عليها الصغير ويهرم فيها الكبير .في المجتمعات القروية تكون الحالة اسوئ بكثير بفعل الجهل المضاف لتسلط الشيوخ وظلمهم فتترجم حالات العنف الى ثارات جماعية او انتقام فردي لاتفه الاسباب . الحكومات العربية المعاصرة لم تعر لهذه الظواهر الاهتمام الفاعل بل ربما شجعتها لاشغال الناس بها وعدم التفاتهم الى مشاريع المسؤولين المشبوهة وفساد الحكام المرتبطين بالاجندة الاستعمارية .