17 نوفمبر، 2024 2:19 م
Search
Close this search box.

الفيليون و سباق العودة الى الذات

الفيليون و سباق العودة الى الذات

متى يتحرك المكون الفيلي ليرتقي الى التكامل والتنظيم والانسجام . لانه لايمكن ان يبقى ساكنا وهو المكون المهم في العراق دون الوصول الى الدرجات التي يستحقها في الحراك الجاري على الساحة السياسية وهو يجمع في طياته طاقات كبيرة موجودة ” سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية …الخ “والاستفادة منها من اجل رفد المسيرة وتنظيم انفسهم بدل التبعثر الذي يعيشونه ولايمكن ان نقول ليست هناك جهود في الوسط ولكن اقولها بمرارة انها جهود مشتتة لا تجتمع على كلمة واحدة وتحارب بعضها الاخر واصبحت نتائج العمل ضائعة لعدم وجود استراتيجية تمكنهم من خلق دور وموقع قدم لهم طيلة المرحلة الماضية مؤثرة على الرغم من وجود تلك الطاقات المتميزة والمتعشطة لتقديم اي خدمة لهذا المجتمع المظلوم .

لقد غمرت المكون الفيلي الفرحة العارمة كباقي المكونات العراقية بعد تغيير النظام وزوال حزب البعث الذي جثم على صدورهم طيلة اربعون عاما وامنيات واحلام عريضة رسموها في دواخلهم النقية ضاعت في لحظة وياحنين الأمهات المشتاقات والزوجات الفاقدات لازواجهن واولادهن ، الغصة تطعن في قلوبهن ..وطعم الفراق في حلوقهن امُر من المر، سرعان ما ذهبت الفرحة ادراج الرياح لعدم اكتراث الاحزاب السياسية التي تسابقت في استلام السلطة و كانت على رأس الدولة وبيدها زمام الامور والتشتت الذي اصاب التيارات التي تحدثت بأسمهم وابتعادهم عن التوجه لحل مشاكلهم وهمومهم وعدم تلبية طموحاتهم بشكل كامل وإعادة حقوقهم المسلوبة أسوة ببقية المكونات العراقية الأخرى وقد مل المكون الفيلي الصابر المتعب في الشتات وبعيونٍ باكيةٍ وقلوبٍ مكلومةٍ موجوعة فكل دموع الدنيا لن تطفئ نار الفقد الأليم وحرقة الحشا .، ونفوسٍ تمسي حسيرة تصارع العيش تكسو ملامح وجوههم الأسى لا أرادة إلا قوة ضئيلة بجانب قوى الحياة و كسيرةٍ القلوب ولكن زاخرة بالامل والظفر وطيب النفوس ، وكلهم رجاءٌ في انتظار المنقذ وفي غياب الممثل الواقعي لهم وتمضي الأعوام تترى، وينطوى الزمان وتسارعت الأيام عجلى، وتتالت الليالي بالمصائب والأنواء حبلى، الفيليون على حالهم البئيس وواقعهم المر الأليم، في مكانهم لا يتحركون، ومع ظلم المصائب يقاسون، وفي انفسهم يتألمون، ويعانون، وسياسيوهم مع تخبطهم يتصارعون يمضون ، وفي اختلافاتهم يصحون ويمسون ، يزيدون على مناكفاتهم حين يلتقون غير مبالين بما اتتهم الظروف من فرصة لخدمة مكونهم المهم لقطع الاثمار ، ولبعضهم يكيدون، ويفرطون بحقوق امتهم للاخرين ، ويلمعون صور غيرهم ويشوهون صور بعضهم البعض و يلوثون تاريخهم ويضيعون هويتهم هوساً بالمناصب والمسؤوليات الشقية بعد ان صعدوها بأسمهم ، وهم بما لديهم فرحون ،متى ينتهون من القطيعة والانقسام، وينقلبون على الضغينة ، فقد يأس ابناء المكون من سلوكهم وملوا من اختلافاتهم، بعد ان كانوا يأملون فيهم أن يكونوا بوابة الأمل ومفتاح الفرج، والسبيل الناجع لرفع الغمة عنهم ، ، بدل ان يضمدو جراح الامهات الثكالى ، وابنائهم يعمقون جذور الانقسامات الموحلة،ليطبق عليهم قوله سبحانه وتعالى : ﴿ أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ * وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ * وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ * فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ * وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ * أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ * وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [الشعراء: 128 – 135
الحريصون على مستقبل المكون عليهم مسؤولية نزع الغشاوة عن عيونهم واعادة الثقة المفقودة بينهم ، اليوم ليس في بلدهم أشقى ولا أنكى جرحاً مثلهم ،ويزيدون تربة الاختلافات القاحلة فيما بينهم على اساس العشيرة والمدينة والحزب مع اعتزازنا بكل هذه المسميات وتعظيم تضحياتهم ،بدل ان يكونوا سنداً وعوناً، وعمقاً وحضناً لاخواتهم واخوانهم ، فأين الاذن الواعية وأين وعي المثقفين، وشبابنا الذي عليهم ان يفهموا الحياة و يعرفوا الاختيار،والحريصون على المكون عليهم مسؤولية كبيرة في إصلاح المؤسسات الثقافية المعنية بالنشر والإبداع ، والتركيز على إطلاق الطاقات، ودفع الشباب للإبداع فيما يفيد المجتمع، ويصلح أحواله، ويبني قيمه، فالأديب يستطيع أن يكون أهم مدرسة لبناء الإنسان والمجتمع و تنمية الذات من مكوّنات التنميّة البشريّة والتي هي أوسع في شموليتها ودلالتها من تنمية الذات، ويقصد بتنمية الذات بأنّها تنمية مهارات الحياة العمليّة، مثل: مهارة الاتصال والتواصل، والقيادة، وفن إدارة الوقت، وهناك محددات لتنمية الذات تتمحور حول مدى تناسقها مع أصول المكون، وعاداته وتقاليده، وكذلك مدى صحة أساليب تنمية الذات،و حاجة المكون الى حفظ المثل العليا والقيم الرفيعة والمبادئ الراسخة والاعتقاد الديني الصحيح، أمّا فيما يتعلق بنظرة المجتمع إلى تنمية الذات فيحث على التطوير المستمر، بل جعله من معاني مفهوم الخلافة للبناء والتعمير بعيداً عن الإفساد والتخريب… المطلوب منهم تشكيل تحركات واعدة منسجمة حريصة و من الممثلين الحقيقيين لهم ووجوه تستطيع الاعتماد عليها متفانية في سبيل رفع المعاناة لا ابواق اعلامية تريد عبور المرحلة على حساب هذا المكون وعليه ان يتعض من الماضي لبناء المستقبل ويمكن كذلك ان يتعض من نتائج الانتخابات الاخيرة التي لم يحضى المكون حتى بنائب واحد حقيقي يمثلهم لعدم توحيد الرؤية والاستراتيجية والصراعات على الاولويات في المكاسب . من الضروري بل من الحتمي أن تكون هناك سياسة واضحة و خالصة لمصالح وأهداف مستقبلية سواء المتوقع أو المأمول عندهم، وهذا بصرف النظر عن مؤشرات الواقع والصعوبات التي قد تواجه هذا المستقبل إلى آخر العوامل والاعتبارات التي غالبا ما تُتخذ ذرائع للتنصل من الالتزامات أو الطموحات وهم امام مواجهة ضروسة مع من لا يريد الخير له من داخل المكون وخارجه ، وحاله مثل الذي ينام في بيته بدون أبواب وحراسه في غفلة ، فحتماُ لا يملك زمام المبادرة ، على كل حال ان المكون امام مسؤولية يجب ان لا يؤدي به إلى الاستسلام وفقدان الأمل واللامبالاة بل عليه العكس بالتفكير الجدي بعيدا عن العواطف لتشخيص ألاخطاء والنواقص ومعالجة نقاط الضعف لنيل المطالب والابتعاد عن التهميش والأقصاء المتعمد ،لقد اصبح واضحاُ من الضروري إبتكار أدوات ومفاهيم متطورة للرتق بدل الفتق وإستخدام أساليب جديدة من أجل الدفاع عن حقوقه المسلوبة وأن يتحفز على تواصل جهوده بأساليب مختلفة وأن يثابر أكثر من السابق إلى أن يتم إحقاق حقوقه وانصافه بجهود الخيرين .ان وحدة الصف ووحدة الصوت والكلمة وتشكيل قيادة موحدة ولملمت الشتات وترميم التصدعات الطفيفة في المكون الفيلي، بحسهم الوطني العالي و بعراقيتهم اولاً وكونهم جزء مهم لا يتجزء عن الشعب الكوردي الاصيل ثانياً وبما يتلائم مع تركيبتهم التاريخية والأجتماعية والثقافية بإيجابياتها وترك سلبياتها جانباً وعدم التعكز عليها بحجة المشاكل والازمات والدفاع عن الامور التى يملكها الانسان من الحرية والحياه الكريمة والتعامل كانسان على الرغم من اختلاف الحقوق باختلاف طبيعة الامور التى تواجهه وهي الحالة المثلة التي يستطيع المكون بها مواجهة المصاعب والمطالبة بحقوقهم المشروعة مهما كانت محاولات الغير لاقصائهم عن المسيرة وابتلاع وهظم تلك الحقوق المقررة ضمن القانون والدستور.

أحدث المقالات