“اعتقال” الدوري يفضح تهالك احزاب في سباق انتخابي‏  

“اعتقال” الدوري يفضح تهالك احزاب في سباق انتخابي‏  

لم تكد وسيلة اخبارية عراقية نشر خبر عن اعتقال عزة الدوري نائب الرئيس السابق صدام حسين حتى ‏بدأ سياسيون وانصار احزاب يروجون للخبر لصالح احزابهم في محاولة كل منهم لتجييره لصالح ‏حزبه في الساعات القليلة التي تسبق الانتخابات عسى ان يؤمن له ذلك اصواتا يبحث عنها.‏
ففيما سارع مؤيدون لقائمة دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي باعتبار الاعتقال مكسب ‏يحققه المالكي للعراقيين فقد انبرى رئيس كتلىة التيار الصدري بهاء الارجي الى الادعاء بان عناصر ‏التيار قاموا بعمليات بحث عن الدوري في محافظة صلاح الدين.‏
فقد ارتدت كذبة الاعتقال على مروجيها وفضحت اهدافهم منها ولم يحققوا اي مكسب وانما حصدوا ‏الخذلان بالشكل الذي سيكرس مواقف العراقيين السلبية منهم ومن سلوكياتهم.‏
وعلى الفور نفى مكتب القائد العام للقوات المسلحةالأنباء التي تحدثت عن اعتقال عزت الدوري نائب ‏الرئيس العراقي السابق وأكد أن “عمليات البحث عنه ما زالت مستمرة”.وبثت قناة العراقية شبه ‏الرسمية بُعيد منتصف ليلة الجمعة خبرا عاجلا  ذكرت فيه أن “مكتب القائد العام للقوات المسلحة يؤكد ‏أن عمليات الدهم والتفتيش ما زالت مستمرة للبحث عن المجرم عزي الدوري”.‏
ويأتي نفي مكتب المالكي العسكري خبر اعتقال الدوري بعدما روجت وسائل إعلام محلية مساء اليوم ‏خبرا مقتضبا مفاده أن قوة من مكافحة الإرهاب نفذت عملية أمنية مساء الجمعة في مدينة الموصل، ‏أسفرت عن اعتقال الأمين العام لحزب البعث عزة الدوري” ولم تكشف تلك الوسائل عن أي تفاصيل ‏أخرى.‏
وكان قائد الشرطة الاتحادية في الموصل اللواء الركن مهدي صبيح الغراوي أكد أن “الأنباء التي ‏تحدث عن اعتقال عزت الدوري في عملية أمنية مساء اليوم في الموصل عارية من الصحة ونحن ‏ننفي نفيا قاطعا هذا الأمر”، مؤكدا لم تجر أي عملية أمنية في الموصل ما عدا العمليات الروتينية ‏واستعداداتنا لتأمين الانتخابات يوم غد السبت”.‏
‏ وكان عزت الدوري نائب رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين هاجم في آخر ظهور له، في ‏الرابع من كانون الثاني 2013، في خطاب متلفز، رئيس الحكومة العراقية الحالية نوري المالكي ‏واتهمه بتنفيذ “مشروع صفوي” لتقسيم البلاد إلى دويلات، وأكد أنه يدعم التظاهرات التي تشهدها ‏محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى ضد حكومة المالكي، كاشفا أنه موجود في محافظة بابل وسط ‏العراق.‏
وعد حديث الدوري الثاني في نوعه خلال تسعة أشهر منذ اختفائه مع باقي قيادات حزب البعث في ‏‏(التاسع من نيسان 2003) وثاني دليل على بقائه على قيد الحياة بعد ظهوره العلني الأول في السابع ‏من نيسان من العام 2012 بمناسبة تأسيس حزب البعث وأطلق فيه خطابا مشابها لخطاب اليوم بما ‏يتعلق بسياسة الحكومة و”تبعيتها لإيران”.‏
وتتهم الحكومة العراقية التي تشهدها محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك، منذ الـ21 من ‏كانون الأول 2012، للمطالبة بوقف الاعتقالات التي تقوم بها “على أساس طائفي وإلغاء قوانين ‏المساءلة والعدالة ومكافحة الإرهاب وتطبيق قانون العفو العام، بان قسم منها مدعوم من حزب البعث ‏جناح عزت الدوري وقسم آخر مدعوم من تنظيم القاعدة ودول خارجية.‏
ويعتقد أن عزت الدوري لديه جناح عسكري ينشط بشكل ملحوظ منذ العام 2007 تحت مسمى “جيش ‏الطريقة النقشبندية” وينشط بشكل كبير في مناطق غرب وجنوب غرب كركوك والموصل وصلاح ‏الدين وديالى والفلوجة، في حين أشارت تقارير أمنية خلال الأشهر الثلاثة الماضية إلى نشاط لهذا ‏التنظيم في مناطق شمال بابل خصوصا بعدما أعلنت السلطات الحكومية وفي 31 آذار 2013 عن ‏اعتقال 12من قيادات جيش النقشبندية في ناحيتي الإسكندرية (50 كم شمال الحلة) وجرف الصخر ‏‏(65 كم شمال المدينة) وبينت وقتها أن “ستة من المعتقلين كانوا ضابطا سابقين في الحرس ‏الجمهوري”.‏

وجاء ادعاء الاعتقال مستغلا لقيام السلطات العراقية بشن حملة تفتيش مساء الاربعاءعلى الدوري ‏المتواري عن الانظار عزة الدوري بعد ورود معلومات عن تواجد في قضاء الدور معقله، في محافظة ‏صلاح الدين.‏
وقال الوكيل الاقدم لوزارة الداخلية عدنان الاسدي “وردتنا معلومات مساء الاربعاء تفيد انه (عزة ‏الدوري) موجود في قضاء الدور”. واضاف ان “قيادة شرطة صلاح الدين قامت بتطويق المنطقة ‏وتفتيشها، لكنها لم تعثر عليه”.‏
وكان اخر ظهور للدوري في الخامس من كانون الثاني/ينايرالماضي  في تسجيل فيديو اكد دعمه ‏للتظاهرات في المدن السنية التي تواصلت لاكثر من ثلاثة اشهر.واعلن حزب البعث العراقي ‏المحظور في تموز/يوليو 202 ان امينه العام عزة الدوري عقد اجتماعا لقيادات الحزب مطلع الشهر ‏الجاري في بغداد، الامر الذي اعتبرته وزارة الداخلية السبت “كذبة من اكاذيب البعث”.‏
وظهر الدوري للمرة الاولى منذ اجتياح البلاد عام 2003 في رسالة مصورة بمناسبة الذكرى الخامسة ‏والستين لتأسيس حزب البعث في الثامن من نيسان/ابريل الماضي، هاجم فيها حكام العراق ودعاة ‏التدخل العسكري ضد النظام السوري.‏
وحدد الجيش الاميركي في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2005 مكافأة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن ‏يقدم معلومات تؤدي الى اعتقال الدوري، الذي كان نائب رئيس مجلس قيادة الثورة المنحل والذراع ‏اليمنى للرئيس السابق صدام حسين.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة