لا يبدو في الامر اكثر من غرابة الطرح , حين اعلن السيد رئيس الوزراء عزمه تشكيل حكومة اغلبية سياسية , في تجمع انتخابي للترويج عن قائمة انتخابية تهدف للوصول الى عضوية مجالس المحافظات لا اكثر ولا اقل , ولعل السيد المالكي لا يعلم بأن الهدف الذي جاء به الى منصة الاحتفال هو دعاية انتخابية لانتخابات تتشكل على اثرها حكومة محلية لا دخل فيها لشكل الحكومة المركزية سواء كانت غالبية او اكثرية , وهذه مصيبة , اما لو كان يعلم بذلك وهو المرجح فحينها تكون المصيبة اعظم , المالكي الذي تشكلت حكومته على اساس المشاركة والاشتراك من قبل مكونات الشعب العراقي الممثلة بالبرلمان , لم يصمد طويلا امام اختبار حكومة الشراكة الوطنية فسرعان ما فشل في ايجاد اجوبة ناجحة لأسئلتها التي لم تكن بتلك الصعوبة , فوجدت بقية الكتل السياسية نفسها مبعدة عن الاشتراك في الحكم بعد ان اركنها على دكة الاحتياط , في مباراة تحديد المصير حيث اضطر بعدها الفرقاء ليتفرقوا , غياب الثقة بين اطراف كان يفترض ان تكون ممثلة في الحكم وبين شخص السيد رئيس الوزراء قاد الى فشل الحكومة بمعالجة ملفاتها الموكلة اليها لأربع سنين هي عمر الدورة الانتخابية المشرعة لها , وغياب الثقة هذا هو السبب المركزي لفشل الحكومة المركزية بلملمة وضعها وهو الفعل الحقيقي الذي جعل من بقية الكتل ان تنفض غبار بساط جلستها مع المالكي مطالبه بالكفيل بعد ان يئست من تنفيذ اتفاقياته ووعوده .
الشراكة الحقيقية والشراكة الغير حقيقية ( الكاذبة ) مفردتان بقيتا تراوح مكانهما منذ الفترة الاولى لتشكيل الحكومة باتفاق الكتل السياسية في اربيل , وقد يكون لعلماء النفس الحق حين يفسرون عثرات اللسان بان المرء مخبوء تحت طيه , وهو ما اظهره المالكي حين دعا الى حكومة اغلبية بنغمة انتخابية قد يشتهيها بعض الجماهير , نحن لسنا من دعاة الاغلبية كما لم نكن من اضدادها فالمهم ان تكون حكومة ناجحة بأي شكل وتحت أي مسمى ,
لم يكن المالكي جرئه ليقول قوله هذا حين اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية وحينها سيكون علاوي هو الزعيم وهو ما نقراه بين سطور دعوته.