17 نوفمبر، 2024 9:32 م
Search
Close this search box.

كربلاء تدير ظهرها للمالكي

كربلاء تدير ظهرها للمالكي

ملفت للنظر التجمع او المؤتمر الانتخابي الذي حضره رئيس الوزراء في كربلاء , حيث بدا الحضور اقل بكثير مما هو متوقع وقد كان لعدسة قناة افاق الخجولة كلمة لم تستطع حبسها رغم محاولاتها على اظهار صورة اخرى غير الواقع , اضافة الى طريقة الخطاب التي تبناها السيد المالكي والمختلفة نوعما  عن لهجته وخطابه السابق في محاكاة واضحة لدور لا يستطيع اجادته او تقمصه على الاقل .ان لفشل هذا المؤتمر دلالات عديدة واسباب كثيرة , كربلاء مسقط رأس المالكي والتي بذل فيها جهدا كبيرا حتى صار يُقرن اسم طويريج بالعوجة (مثال مع الفارق ) .
ان البداية من كربلاء ارادها المالكي لتكون بمثابة الحافز والمسار الذي يجب ان تسير عليه بقية المحافظات من حيث اعداد الحضور , لما له في هذه المحافظة من شعبية نتيجة للأسباب التي ذكرت سلفا , لكن يبدو ان مؤثرات السياسة لا تُبقي للرجال وزنا ومهما اغدقوا فالشعوب لها كلمتها النابعة من ادراكها للواقع وقراءته الدقيقة , ولا يخفى على احد ان مثل هكذا مؤتمرات تعتبر استقراءً ميدانيا لحظوظ القوائم الانتخابية ووفقا لهذا , فأن السيد المالكي لم يرق له هذا الاستبيان الاولي في احد اهم مراكز قوته , فكيف له في مناطق اخرى جرت فيها مهرجانات لأخرين وظهرت بصورة متفوقة ؟؟
اعتقد ان هذا الهبوط الملحوظ سيغير من ملامح الخارطة السياسية في المحافظات وعندها ستكون البداية الرسمية لنهاية عهد طالما كثُر به استخدام كلمة (ازمة ) . ولو بحثنا اسباب هذا الهبوط المفاجئ بعض الشيء لعرفنا جزء من خفايا انكشفت مؤخرا , ففي بداية جميع الازمات كانت النتائج (على المستوى الشعبي ) تحسب للسيد المالكي , فجأة ودون ان يكون هناك حدث جديد تغير الواقع (حسب معطيات كربلاء ) !!! في الحقيقة رغم كون اللعب على ورقة الازمة التي تثير العواطف ناجحة , لكن ما شاهدناه اليوم في كربلاء هو نتيجة لتراكمات مملة للجماهير العراقية التي سئمت الواقع وبدت يائسة من اي عملية اصلاحية ترتقي بالوطن , فكانت تنتظر اللحظة المناسبة او المبرر لتكون في حل من هذا الرجل , ولا يمكن هنا ان نفصل بين هذا وما قالته المرجعية الدينية قبل ايام وعلى لسان الشيخ بشير النجفي الناقم على طريقة ادارة الدولة والفساد المستشري في مفاصلها والفشل الحكومي الذريع المرافق لها منذ انطلاقتها الاولى  , كلمات الشيخ النجفي كانت مقصودة كرسالة الى الجماهير وليس الى الحكومة , واعتقد ان الجمهور الاكثر فهم الرسالة واستلمها كما هي ولم تعد مبررات الفشل مقبولة .

أحدث المقالات