17 نوفمبر، 2024 11:20 م
Search
Close this search box.

مدن روت أرضها بدماء أبنائها… وأرضعتهم من علمها!!

مدن روت أرضها بدماء أبنائها… وأرضعتهم من علمها!!

مدن أرضعت وطن وربت أجيالاً،  وأشبعت بطون شعباً وباتت بلا مأوى،  روا الجميع من عذوبة مياهها،  وأذاق الجميع طعم سكر قصبها،  امتازت على الجميع بكرمها،  وأطعمت الجميع من خير أرضها،  تبكي على جروح إخوانها،  وبيديها تضمد جروحها،  هل احدا منكم عرفها،  ورد جميلها او إعطائها حقها،  أنها ميسان مشرق تاريخها. 
إن محافظة ميسان دويلة حكمت في جنوب العراق في الحقبة 129  قبل الميلاد إلى 225  ميلادية واستمرت ثلاثة قرون وحكمها 23 ملكا، وفي العصر الإسلامي أصبحت ميسان من المدن المهمة واشتهرت بخصوبة أراضها وزراعتها.
محافظة ميسان لها تاريخ عريق وكانت مملكة عربية قديمة تشير الدلائل إلى قيامها جنوب العراق في القرن الثاني قبل الميلاد،  و ذلك بعد تفكك إمبراطورية الاسكندر المقدوني، حيث كانت عاصمتها جاراكيس في منطقة البصرة حالياً،  التي أسسها الملك سبانيو او (إسباوسينو) عام 127 ق.م الذي لقب يوسفيوسس،  وامتدت شمالا حتى جنوب بابل في وسط العراق.
وكانت مملكة ميسان تشكل ميناء مهم على رأس الخليج العربي،  حيث سيطرت على الملاحة في الخليج و في شط العرب وأنهار الكارون و دجلة و الفرات.
فان لمسيان تاريخ لا يمكن نكرانه لأنها تزخر بالأدباء،  والمثقفين،  والفنانين،  والمبدعين،  والعلماء،  وبالخيرات،  حيث انها تعتبر أغنى محافظة بالعالم من حيث الثروات وتنوعها وكذلك لها تاريخ مشرف باحتضانها للمجاهدين والرافضين للظلم  ومواجه أنظمة الكفر الدكتاتورية السابقة،  فأعطت مئات الشهداء من أبنائها من اجل الحرية والدفاع عن حقوقهم الشرعية والوطنية ومواجهة الدكتاتورية الظالمة.
ان المحافظة أنجبت اول مؤرخ للتاريخ في العراق (ازادور الكرخي) وكذلك العالم الذري الاستاذ الدكتور،  عبد الجبار عبد الله،  من رؤساء جامعة بغداد في حقبة الخمسينيات وأعقبه الاستاذ الدكتور عالم الجغرافي،  جاسم محمد خلف، وكذلك أنجبت أكثر من (500) عالم في مختلف حقول الحياة كالاستاذ الدكتور،  ماجد السيدولي عالم جغرافيا،  والأستاذ الدكتور جعفر عباس حميدي عالم التاريخ،  والدكتور عبد الجبار العماري. 
محافظة ميسان مازالت تظم المبدعين والعلماء والمثقفين والصحفيين والكتاب المعروفين، والثروات الاقتصادية والقوة العسكرية والعمق الملاحي الذي من شأنه أن يؤصل العلاقات بين الدول المحاذية التي تمر عبر الأنهار التي تشكل معلما واضحا في الجنوب سابقا بوصفه حضارة مائية هائلة اكتنزت بالخيرات الزراعية قديما وبالنفط حديثا، بحيث شكل هذا الامتزاج بين هذين البعدين منطلق أساس لتشكيل أغنى واكبر مصدر حضاري لدولة متكاملة. 
لايخفى على الجميع المعاناة التي واجهتها محافظة ميسان ابان الحكم الدكتاتوري السابق،  حيث قام باعدام العلماء والمفكرين والمثقفين والابطال الذين واجهوا أجهزته القمعية من اجل الدفاع عن الحرية،  حيث عرف ابناء هذه المحافظة بالشجاعة والمواقف البطولية وضحوا بانفسهم من اجل ان ينعم ابناء هذه المحافظة وابناء العراق بالحرية…ِ

أحدث المقالات