في صميم السياسة، وفي العمق وبادق التفاصيل، اريد ان اكتب، ففي بعض الاحيان يحتاج القاريء للصورة كما هي بلا تمويه ولا اشارة، بل تاشير ووضوح كامل.
قبل سقوط النظام العفلقي في العراق كان الشارع العراقي لا يعرف من معارضي النظام إلا المجلس الاعلى للثورة الاسلامية، واحمد الجلبي، والطالباني والبارزاني، وهناك شخصيات لا يعرفهم ( إلا ضليع او خبير بالمعارضة)، وهؤلاء هم انفسهم ايضا نسوا النظام والمعارضة والمقاومة الجهاد فقد استقر في عمل ما في اوربا او في امريكا، وترك( سرسرلوقيات) السياسة، وكان منهم من يعيش في بحبوحة ومنهم من يعيش(نصاب) وعلى المساعدات التي تمنحها اياها قوانين اوربا بعد ان حصل على صفة لاجيء سياسي، المهم استقر وضعه بأي شكل كان.
وكانت الانتفاضة الشعبانية في العراق بعد غزو الكويت وكان وسائل الاعلام لا تتناول إلا اسماء ( محمد باقر الحكيم وأحيانا عبدالعزيز الحكيم والجلبي والكورد) فالحكيم كان يدير الجزء الاكبر من الانتفاضة بواسطة تنظيمات في الداخل ودخول مجاميع من الخارج، اما الجلبي فقد انتقل الى شمال العراق وأصبح يستقبل الشيعة الهاربين من بطش النظام ليعرضهم على وسائل الاعلام العالمية لإيصال مظلومية الشعب العراقي ،ومع صدور قرار تحرير العراق من الكونغرس الامريكي عام 2000 كما اعتقد، ظهرت بعض الاسماء كانت تأتي مصادفة في نشرات الاخبار كأياد علاوي، وجاءت 2003 وكان الشعب العراقي في الداخل ينتظر ويتابع اخبار المجلس الاعلى والجلبي كشيعة، وشاهد الناس السيل البشري الذي امتد من البصرة الى النجف لاستقبال محمد باقر الحكيم، ومع تشكيل مجلس الحكم ظهرت اسماء الجعفري وجواد المالكي وغيرهم، وكانوا لا يعنون للسامع شيء ودارت رحى العملية السياسة، كانت الادارة والصدارة عن الشيعة للمجلس الاعلى والجلبي.
وجرت اول انتخابات فاز بها الائتلاف العراقي الموحد، وكان طبيعي ان يكون المجلس الاعلى هو الاكثر مواقع فيها، لكن رئاسة الوزراء منحت للجعفري من قبل الحكيم، وفعل الجعفري ما فعل مع الكورد وحتى مع الحكيم واستطاع ان (يستميل) الصدريين مرة بتحريضهم ضد المجلس الاعلى، وأخرى باستغفالهم باسم الصدر أي ان الدعوة والصدريين كلاهما من منبع واحد! وأخرى بمنح الاموال او السيارات والوعود بالمناصب.
وجرت الانتخابات الثانية وطبيعي فاز الائتلاف الشيعي فيها، وأرسل الكورد رسالة للشيعة بأنهم لن يصوتوا لحكومة برئاسة الجعفري الذي فاز بفارق صوت واحد عن مرشح المجلس الاعلى عبدالمهدي، في الانتخابات الداخلية للائتلاف التي هدد بها الكثير من النواب والنائبات اذا لم يصوتوا للجعفري من قبل الصدريين.(حنان الفتلاوي- السومرية نيوز2008)
وتم تنصيب المالكي رئيس للوزراء، ولدورتين( ماشفنا غير الضيم بيهن)، يوم الجمعه الفائت حشد المالكي لتجمع في كربلاء، كان هزيل العدد، فالحضور لا يزيد عن(2000) شخص، حمايات وخدم وحشم المالكي والمحافظ وموظفي كربلاء ناهيك عن المنتفعين والانتهازيين وموالي الاقوى! ،،مجموعهم اضعاف هذا العدد ، والمحافظة بكل مواقعها لدولة القانون،اذا حتى (جماعة المالكي ماحضروا وياه!)
وفي المقابل شاهدت تجمع لعمار الحكيم في الناصرية العدد خمس اضعاف ما في كربلاء وقادني الفضول لا ابحث عن الاعداد في ميسان والبصرة وجدت اعداد هائلة حضرت مع عمار الحكيم، رغم ان البصرة هي الاخرى لدولة القانون! الحكيم لا يملك مواقع في الحكومة!.. وليس لديه ما يغري الانتهازيين والنفعيين! اذن كيف استطاع ان يجمع هذه الاعداد، انا افسرها ان الشارع العراقي ادرك معارضي البعث الصدامي الحقيقيين وأصحاب المصلحة في الاستقرار والأعمار والبناء وما سواهما طارئ ويبحث عن الغنائم كما كان ، خاصة وان الجلبي مع الحكيم بنفس القائمة، وكلاهما لسان حاله ينادي المالكي وحزب الدعوة:-
مدري العيب عندك .. مدري عدي
ومدري غلط عدّك .. مدري عدي
مدري اوكف واطالب .. مدري أعدي
واكولن ينصلح ويرد الية
شنفعني الجو يا صحاب .. من خلالي
اخذ ربعي واخوتي .. من خلالي
كثيرة ذيول عبرت .. من خلالي
الزلم واشباههة عبرت علية
اوعي بالضماير ردت .. يوعان
طحت ما شفت واحد شال .. يو عان
بديه وكلت اخوي الجان .. يوعان
مسح حلكة بقميصي وعض ادية
بعد ان اخرجهما من (المولد بلا حمص) كما يقول المثل ولا تفسير لما حصل إلا هذا!!