مما يؤسف له أن الإسلام و رجالاته و نسائه الذين هم مفخرة للعالمين بما قدموه من تضحيات عظيمة أنهم يُشوه تاريخهم و يَطعن بهم مَنْ لا يُميز بين الناقة و الجمل و مَنْ هو عنوان للجهل و التخلف فيأتي و بكل صلافة عين يعتدي على تلك الثلة الصالحة بتهم ما أنزل الله تعالى بها من سلطان فالدواعش دعاة الحرية و حماة الدين يتقولون ببدع و يطرحون الشبهات التي لا صحة ولا حجة لها من الأساس فقد اتهموا الرسول – صلى الله عليه و آله و سلم – بأنه رأى ربه وهذا عين التجسيم و التشبيه الذي يعتقدون به نقلاً عن أئمتهم أعداء الإنسانية، أيضاً فلم يسلم الخلفاء الراشدين من أكاذيبهم و أباطيلهم فليس من المعقول أن الخليفة عمر الفاروق – رضي الله عنه – كان يأخذ القرآن من إبليس وكما يزعمون ؟ كذلك ما فعلوه بالصحابة الكرام – رضي الله عنهم – في طيبة من جرائم بشعة يندى لها جبين الإنسانية و التاريخ بحجج واهية لا نعرف من أين جاءوا بها ؟ و يستمر مسلسل بدعهم و شبهاتهم أساس الفكر التكفيري المتطرف بكيل التهم على نساء الإسلام اللواتي قدمن المواقف المشرفة ومنهن السيدة فاطمة بنت محمد وهي التي كانت تدافع عن الحق و تُدين بدين أبيها و تعمل على تقديم كل ما من شأنه أن يخدم الإسلام و يدفع بعجلته إلى الأمام و اليوم يأتي الغباء و الجهل و المكر و الخداع ممثلاً بدواعش الفكر المتخلف و النهج العقيم بؤرة الفساد و الإفساد ليشوه صورة هذه الجوهرة الفريدة من نوعها فيلصق التهم بها ومن أبرزها أنها خرجت طلباً للكرسي و الجاه و السلطة و أنها بفعلها هذا قد شقت عصا وحدة المسلمين و أنها كانت تحرض على الفتنة، فلو تصفحنا التاريخ لوجدنا كذب و زيف هذه التهم الملصقة بحق الزهراء و أنها بريئة منها كما بريء الذئب من دم يوسف – عليه السلام – فالحقيقة تنافي هذه الترهات الداعشية و تكشف عمق الضحالة العلمية التي يقبعون فيها فهذه السيدة تخرجت من مدرسة النبي محمد و أنها ربيبة البيت المحمدي نشاةً و تربية، فضلاً عن أنها كانت موضع احترام عند المسلمين كافة و خاصة الخلفاء الراشدين و الصحابة الكرام – رضي الله عنهم – حتى أنها كانت الموسوعة العلمية لكل الرواة و كتبت الأحاديث الشريفة وفي هذا الخصوص فقد تطرق المهندس الأستاذ الصرخي في محاضرته (8) بتاريخ 12/8/2016 و التي تأتي ضمن بحوث تحليل موضوعي في العقائد و التاريخ الإسلامي قال فيها : ((خرجت فاطمة – عليها السلام- للاحتجاج على الآخرين بحقّ عليّ -عليه السلام- ومنزلته وأفضليته والوصية بإمامته كما فعل أئمة أهل البيت -عليهم السلام- من بعدها، ولم تكن المطالبة من أجل المنصب والكرسي والسلطة والمال والوزارة ورئاسة الوزراء والمصالح بالرغم من أنّه حقّهم، لكنهم سكتوا عن كل ذلك حفاظًا على السياق العام والمصالح العامة وعنوان الدولة وهيبتها.)) .
https://b.top4top.net/p_1086qxtdc3.png?fbclid=IwAR01oCqZyIBrnP4kh5ixdlE6PuYPb4u2ZIbIeIVpvAp_sr7wp5NWdvkj9I