بصرة النفط والموانئ و النخيل، البقرة الحلوب، حيث تقبع على اكبر بقعة نفط في الشرق الاوسط، توالت عليها حكومات ما بعد التغيير، لم تجني سوى الخراب فيما تطورت محافظات اخرى، كانت تعتاش على نفط البصرة، الان وبعد موجة احتجاجات اجتاحت المحافظة اصبحت ساحة صراع للكتل السياسية.
اصبح الكل يقاتل من اجل المناصب السياسية في المحافظة، وعلى رأسها منصب المحافظ الذي حجز مقعده في المجلس التشريعي، ولكن من الغريب انه لازال متمسكا بالمحافظة، والاسباب مجهولة لعل ابرزها المخصصات التي اطلقت اخيرا للمساعدة في حل المشاكل هناك، اغلب الجمهور البصري طالب بتغير العيداني المحافظ، وما ان حان وقت التغيير الحقيقي، سرعان ما انقلبت الآية فاخرج العيداني رجالاته، وحاصر مجلس محافظة البصرة، وحال دون انتخاب محافظ جديد بحجة فساد المرشح للمنصب! وكانه فسر الماء بعد الجهد بالماءِ، فمن يتهم من بالفساد!، فالمرشح كان من تيار الحكمة التابع لعمار الحكيم، وان عدنا قليلا للمشهد السياسي هناك فان العيداني اسعد هو مرشح التيار ذاته.
فما الذي تغير ان كان الاثنان رشحوا من نفس الحزب! لكن المحافظ الحالي او النائب في مجلس النواب، قد اختلف معهم على عدة امور وتفرد بوحده في المحافظة، الاهم ان رئيس هذا الحزب وضح عدم تمسكهم في المنصب، وهذا ما يثبت عكس كلام من هم وراء العيداني، لم تشهد البصرة في دورته اية إنجازات تذكر، فكل ما هو موجود يعود لسابقه النصراوي الذي يتبع للحزب ذاته او للمحافظين السابقين، اذا المحصلة لما سبق ان اتهام العيداني يفند وتعود الى تعنته بالسلطة، وان المحافظة ادسم من النواب، لكن ما يؤسف ان صراع العمالقة الجاري اليوم في البصرة، الذي يذهب ضحيته بالأخر هو الشعب البصري المتضرر الاول والاخير من هذا الخلاف.
النتيجة ان ما يجري من شد وجذب بين العيداني ومن ورائه والحكيم وتحالفه مع سائرون، لن يعود بالنفع على البصرة، بل سيجر المحافظة الى المزيد من المشادات وممكن ان تتطور الحالة وان تحرق كما قالها المحافظ الحالي احرق البصرة ولن اسلمها، فالحل الامثل والاسمى ما دعى اليه الحكيم هو بتنحي من هو على السلطة الان واختيار شخصية بصرية من الوسط الشعبي ومن يوافقون عليها ابناء الشعب البصري، تأخذ على عاتقها النهوض بحال ام الخير الى الطريق الصحيح للأعمار والبناء.