19 ديسمبر، 2024 2:43 ص

شكرا (ترامب) ، أعطيتَ حكومَتَنا حجمها الحقيقي ، إن كان لها حجم !

شكرا (ترامب) ، أعطيتَ حكومَتَنا حجمها الحقيقي ، إن كان لها حجم !

كُنت – ولا أزال ، من أشد الحانقين والمتحاملين على تصرفات هذا الرجل ، أسوة بكل رؤساء أمريكا ، ورغم هذا ، لا أزال أفضله على طاقم (أوباما – كلينتون عندما كانت وزيرة للخارجية) ، وسبق لي كتابة مقالة على (كتابات) إبان المعارك الرئاسية للولايات المتحدة ، وقبل فوز (ترامب) بيوم واحد بعنوان (لو خُيّرتُ بين كلينتون وترامب ، لأخترت ترامب) ، فزيارته ليلة الثلاثاء الماضي كان لها وقع أمام العالم ، تعادل الملايين من كتاباتنا الناقدة للحكومة التي لا تستحق حتى اسم (حكومة) ، كتاباتنا الناقدة التي لا ولم ولن تلقِ اي إهتمام من قبل المعنيين ، لأن كل أوصافنا لأفرادها مهما كانت قبيحة ومُذلة ونابية هي أوصاف حقيقية وغير مُبالَغ بها ويعرفونها جيدا ، نحن نعرف أن لا حجم لهذه الحكومة منذ زمن بعيد ، وخصوصا بعد الإنتخابات الأخيرة ، وهم يتناحرون كالزعاطيط الخالين من المسؤولية والمواطنة والحرص على بلد ضاع فعلا ، لكن (ترامب) هذه المرة أراد إثبات ذلك بالدليل وأمام العالم ، ونجح في ذلك ، ولكن هل فيهم رجل رشيد يصحى على واقعه النتن والمُخزي ؟ ، أشك في ذلك كثيرا لأن هذه هي بيئتهم الطبيعية .

ترامب لا ينظر إلى كل البلدان التي تقع خارج محيطه ، إلا مجموعة (عقارات) قابلة للبيع والشراء ، تماشيا مع إختصاصه كرجل أعمال ، ترامب لا تهمه سوى الأموال والمصالح ، وقد عبّر عن ذلك مرات عديدة وبكل صراحة ، والدليل الأخير هو حادثة إغتيال (خاشقحي) ، وقد أتته الأستخبارات بأدلّة على تورط محمد بن سلمان المباشر ، لكنه رمى بها جانبا ولسان حاله يقول (لا شأن لنا بالحقيقة) ! ، نعرف جيدا ان هذه هي السياسة الأمريكية الحقيقية لكنها كانت محاطة بأغلفة زاهية الألوان مثل حقوق الأنسان ، والمعايير الإنسانية الأمريكية ، والإلتزامات الأخلاقية وغير ذلك من الهراء ! ، لكن هذا الرجل قال الحقيقة ! ، فأسلافه أخذوا بتقارير كاذبة لنفس الإستخبارات حول إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل ، فتصرفوا على ضوئها ، فكان ما كان .

زيارة (ترامب) الأخيرة رسالة للحكومة تقول فيها (أنتم لا شيء ، أنتم مسخرة وعصابة ومجموعة من الفاسدين والسراق والعوائل المتنفذة ، لستم سياسيين بل مافيويين ، لا تستحقون مجرد إخطاركم بزيارتي) ، والجماعة لا يزالون يتناحرون كاللصوص على السرقات ، إنها أسوأ فترة يمر بها البلد ، فمتى ينفذ السيد عادل عبد المهدي ، تهديده بالإستقالة ؟ أم (الأنسان إذا مَلَكَ إستأثَرْ) !

أحدث المقالات

أحدث المقالات