تواصل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من العرب وغير العرب وفي عالمنا الجديد إلى تحقيق أفضلية للهيمنة على المصالح السياسية والاقتصادية في الدول النامية .
والسؤال الجوهري والمطروح حاليا على الساحتين العربية والدولية والذي يعتبر الأكثر أهمية ومجهول الجواب حتى الآن .
هل ينجح الرئيس الأمريكي أوباما .
حيث فشل غيره من رؤساء أمريكا بحل مشكلة الشرق الأوسط وهل يستطيع كسر الجليد في أزمة العراق .
التي تعد من أطول وأخطر وأكثر أزمات العالم تعقيدا وظلما نتيجة الجرائم الوحشية والمستمرة على الشعب العراقي حيث أن المرحلة التي يمر بها عراقنا اليوم هي طريقة واحد + واحد ـ اثنان = صفر ،
وهي من أسوأ المراحل حيث الفراغ السياسي والتدهور الأمني وظهور الطائفية والمذهبية والعنصرية وحالات التمزق والتفرقة .
ومحاولة تقسيم بلاد الرافدين إلى أقاليم على أساس طائفي وعرقي تحت غطاء الفيدرالية والديمقراطية الجديدة ،
وأن أمريكا وكل قوى الشر الكبرى في العالم تدعي أن الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها إلا بتقسيم العراق إلى ولايات شتى .
وحسب الطوائف متجاهلة أن الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الأعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات هذا البلد .
وتدمير الممتلكات واستشراء الفساد الإداري في أجهزة الدولة المعنية حتى أصبح هذا البلد يتصدر كل دول العالم .
في جميع أنواع الفساد فالأمر خطير جدا يتطلب جهدا وطنيا يستند إلى رؤية صائبة تتعامل مع الواقع العراقي والعربي والإسلامي .
بكل تاريخه وحاضره وبكل ثوابته وخصوصياته كوحدة واحدة متكاملة دوما دول تمييز وأفضلية لواحدة على الأخرى .
أن هذا التعلق الحالم يسلمنا إلى الواقع المر الذي نعيشه الآن .
لو نظرنا نحن معشر العراقيين مرة واحدة إلى حجم أنفسنا ومن يسمع صوتنا وكيف نبدي رأينا ووجهة نظرنا وأفكارنا لما حدث ما حدث .
صحيح وصحيح جدا أن شعورنا الوطني والقومي والعربي لا يزال حيا صلب الحضور وكثيف الانتشار ،
لكن في الوقت نفسه تتعرض جميع مدن العراق الصغيرة منها والكبيرة إلى الإبادة والخراب والدمار والتدويل والتفكير بصوت عال .
بيوت تتهدم ومؤسسات تحرق ، وعقول تنفى وكفاءات تتعرض كل يوم إلى الاغتيال ،
وأشباح الرعب تتحول من مدينة إلى أخرى ومن شارع إلى أخر .
متى سنظل عاجزين عن إيقاف معاول الهدم التي لا تبقي على شيء .. ؟
متى .. ندرك ونعي حجم المؤامرة التي يتعرض لها بلدنا الحبيب المنكوب .. ؟
متى .. نقتنع أن واقعنا لا يغيره سياسيو المرحلة الحالية .. ؟
متى .. نتمكن من خلق موازنة هادئة بين عواطفنا وعقولنا لأننا بعيداً عن تلك الموازنة لن نفلح في وضع الخطوة الأولى على أول الطريق الذي يربط الخطوة بالهدف الذي لا نزال نحلم بالوصول إليه ،
الخطوة الرصينة التي لا تنزلق في متاهات الطريق والمنعطفات
متى .. نتنبه إلى خطورة (الألغام) عفواً الأحكام التي نصدرها دون تحسب تجاه كل التوجهات الرامية إلى إصلاح حال البلد .. ؟
متى .. نمتلك الجرأة نحن العراقيين على التحرر من المجاملات والنفاق الاجتماعي للعديد من الشرائح الاجتماعية التي اتخذت من أساليب الرفض .. ؟
ما تعبر من خلالها عن فشلها وعجزها عن تقديم شيء يدعم مسيرة الإصلاح ويرفدها بفعل إيجابي بناء يؤهلها للانضمام إلى جانب الشرائح الاجتماعية الإصلاحية .. ؟
متى .. نتحرر من الحيز الضيق إلى الآفاق الواسعة الرحيبة لنتمكن من قبول الآراء الحرة الصحيحة بصرف النظر عن عائديه تلك الآراء ومرجعياتها الحزبية أو الطائفية أو العرقية .. ؟
متى .. نحرص على تحمل مسؤولياتنا ، كل حسب موقعه، ونعمل بنية صادقة ، لا تركن إلى صغائر الأمور ، لكي يكمل بعضنا بعضاً ولكي نبني عراقا جديداً ذا كيان موحد يتسع لاستيعاب مختلف الأفكار السياسية والدينية البناءة .. ؟
متى .. تحقق هذه (الأمنيات) موعدها مع الفجر ..؟
فجر التوحد والتآخي والتآلف ، فجر العمل الصادق الدءوب على تحويل (حقول الألغام) إلى ميادين إعمال مخلصة وحقول خصب ونماء ..؟
ومن الله التوفيق ..؟؟