كل عام يا ابناء شعبي وانتم تعلقون آمالكم على عام جديد …كل عام يمر عليكم ببؤسه وحرمانه ..وانتم تتمنون منه الأفضل.
كل عام وانتم محرومون من نعمة الله التي وهبها لكم ….ذهبت سنة وأتت سنة جديدة وبابا نوئيل يخاف أن يأتي إلى شوارع المدن العراقية .فبعثت لنا الفاتيكان رئيس وزرائها وهو بحماية دولية يعاتبنا ويهنئنا بأعياد الميلاد لأن البابا نوئيل مشغول في تظاهرات فرنسا
واحتفالات الكرسمس في امريكا بعد انسحابها من سوريا وترك الساحة السورية الساخنة يتقاسمها الجيران ..
أما لسان حال العراقيون فمازالت اخبار المنطقه الخضراء الساخنة وانقسام البرلمان العراقي باختيار بقية وزارات الحكومة تغطي على احداث الشارع العراقي .وبعد أن تم استكمال بعض الوزارات وترك الوزارات الأمنية المهمة لعدم اتفاق الكتل عليها بسبب التناحرات
والانقسامات السياسية في العراق..
كل انتخابات وعام جديد يظهر لنا اسماء سياسية جديدة لانعرف عنها شيء سوى الغنى الفاحش وثروات تفوق الخيال …
سنة جديدة والعراقيون لا يحدوهم الأمل ولو ببصيص من بعيد لانهم يعرفون نفقهم مازال مظلم جداً…
الحكومة الجديدة لاتحمل معها عصا سحرية ولكنها تنتظر من دول الجوار بمساعدتها بتزويدها بهذه العصا السحريه حتى تستطيع أن تحل مشاكل أصبحت شائكة ومتعثرة ..
الخدمات في عام 2019 لن تكون افضل من غيرها وخاصة الكهرباء واعمار المدن المحررة وبالتحديد محافظة نينوى فالخراب سوف يبقى على ماهو عليه .لان الحكومة المركزية قد خصصت من الجمل إذنه ….وإذن الجمل سوف تأكلها السباع قبل الوصول الى ارض
الواقع ….
كل المنظمات الدولية والإنسانية التي زارت مدينة الموصل وحتى المشاهير العالميين ومن ضمنهم الممثلة العالمية انجيلينا جولي تبين أنهم أبواق إعلامية ولم تغير من واقع الدمار والخراب شيء جديد ..وانما قبضو ثمن انسانيتهم من حسابات مساعدات عالمية على
حساب معاناة ومآساة جراح أهالي الموصل..
سوف يحتفل بعض الشباب المخدر بمادة الفيسبوك في ساحات وشوارع بعض المدن وهو يرقصون على نغمات جراح العراق ..عراق السنين الميلاديه الطويلة التي يمر بها الكرسمس يوماً من الأيام ..
شافاك الله أيها البلد من ويلات وصراعات وانقسامات فأصبح الجهل والتخلف ينخران جسدك الطاهر بعد أن كانت بغداد مدينة الإشعاع الثقافي للعالم وأمراض فتاكة جديدة تقتل أبناؤك ..
كل عام اتمنى لكم الخير ولكنني هذا العام اردتكم انتم الخير لهذا العام فلنصلح أنفسنا ونبدأ باصلاح ماذهب منا وعلينا أن نشخص كل الأخطاء فينا .ومن أوليات مهامنا اليوم بث ثقافة المجتمع التي تبدأ من العائلة وتصل إلى المجتمع ..فالامم تتقدم بحضارة شعوبها
والفكر الصحيح الذي يحمله الشعب هو فكر الفرد وليس سياسة الدول .فأغلب دول العالم يرفع شأنها علماءها من أكاديميين ذو كفاءات علمية واطباء جعلوا انسانيتهم مع شهاداتهم ومهندسين يطورون الماكنة من المستحيل ومعلمين حريصين على تعليم التلاميذ من مبدأ
الجهل ظلام والعلم نور لامن مبدأ المدرسة الخصوصيه وضباط في الجيش والداخلية يمارسون حماية القانون بكل نزاهة .وقضاة لايخافون في الحق لومة لائم.وفلاح يعمل ليأكل بعرق جبينه لاينتظر ان ترسل له دول الجوار قوت عياله من الخضراوات والفواكه وسلة
الخبز.وهنا سوف تمثل سياسة الحكومة فقط بعض البروتوكولات المحدودة …
واعلموا أن التغيير في الثقافة المجتمعية مطلوب وواجب علينا .فالارشاد في نفقات الكهرباء وترشيدها وحسن استهلاكها واجب مقدس ورمي النفايات في الشوارع دليل سلبي على العائلة العراقية النظيفة..واحترام الوقت والنظام في دوائر الدولة والعيادات الخاصة وعدم دفع
الرشاوي لأي جهة ابتزازية.كلها من ضمن ثقافة المجتمع..فلنعاهد أنفسنا على تطبيق الأصلح في سلوكياتنا من تصرفات نعرفها أحياناً سلبية ونتعمد الى الخطأ فيها ….
وكل عام وانتم بالف الف خير وانتم الخير لكل عام ….