حسنا فعل السيد أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب بدعوته لإستقالة الحكومة وحل البرلمان وتشكيل حكومة مؤقتة تدير عملية الانتخابات، وحسنا فعل قبله السيد نوري المالكي رئيس مجلس الوزراء حين دعا هو الآخر الى انتخابات مبكرة تشكل على اساس نتائجها : حكومة أغلبية سياسية، يرى أنها الحل الامثل لاستقرار العراق.
البلد محتقن، والجميع وصلوا الى طريق مسدود، ومنذ زمن. الثقة مفقودة بين جميع القوى السياسية والدينية، وكل الطرق ستؤدي – ان بقي الوضع على حاله – الى حرب أهلية، أو الى ديكتاتورية جلبتها صناديق الاقتراع وتدعمها قوى اقليمية لا يبدو أنها تريد التخلي عنها مالم تجد بديلا شبيها ومواليا.
دعوة السيد النجيفي تستهدف بالنتيجة التخلص من السيد المالكي، وربما من حزبه أيضا، ودعوة السيد المالكي الهدف منها التخلص من شركاء غير مخلصين – بنظره – ويعرقلون مسيرة ( العزم والبناء ) التي طرحها مؤخرا كشعار في الانتخابات المحلية الاخيرة.
الدعوتان سيتقبلهما الشارع العراقي بترحاب، لان الراغبين في بقاء السيد المالكي يظنون أنه سيكتسح مجددا نتائج الانتخابات ، وسيشكل حكومة أغلبية متناغمة تستطيع أن تحقق حلم الشعب العراقي في الاستقرار والرخاء. والراغبين في ازالته من كرسي الحكم، يعتقدون أن الكتل السياسية الكبيرة تختلف في كل شيء الا في رغبتها في التخلص من السيد المالكي، لذلك فحتى اذا اكتسح فانها لن توافق على توليه القيادة لمرة ثالثة.
القادة الاكراد يعرفون جيدا أن إيران هي من تقرر من هو رئيس الوزراء القادم، لذلك عملوا منذ اجتماع معارضي السيد المالكي في اربيل، على ايصال رسالة الى طهران مفادها ان الاكراد لن يعترضوا على من تختاره القيادة الايرانية من ( التحالف الشيعي ) على ان لا يكون السيد المالكي !
القادة السنة أيضا يعرفون أن ايران هي من تقرر من هو رئيس الوزراء القادم، لكنهم لا يتصرفون على هذا الاساس. اذا تمكنوا من ايصال رسالة لطهران بانهم يقبلون بمن تختاره القيادة الايرانية من ( التحالف الشيعي ) على ان لايكون السيد المالكي، فان الرجل سيعود الى طويريج والى الابد !
في أمان الله