19 ديسمبر، 2024 8:54 ص

الى جهنم وبئس المصير

الى جهنم وبئس المصير

حين تكررت عمليات هروب السجناء المحكومين بالاعدام والذين هم من قيادي تنظيم القاعدة , كان الصوت البارز هو لوم الحكومة بتأخيرها لعمليات الاعدام وتبنى هذا الصوت الكثير من الكتل والاحزاب المشاركة في الحكومة وغير المشاركة وحتى الاعلام والصحافة ومواقع الانترنت صبت جام غضبها على المالكي وحكومته

الان وبعد تنفيذ عقوبة الاعدام بشكل متسارع لمحكومين منذ اكثر من سنتين والتي كانت استجابة لتلك الصرخات , راحت وكالات الانباء والصحافة وقيادي بعض الكتل ينتقدون هذه الاعدامات ويطالبون بألغائها وخصوصا بعد ان تبنت التظاهرات في المنطقة الغربية هذا المطلب الجديد الذي يعتبر من صلب السلطة القضائية , واضافة له مطلب اخر وهو تسليم قتلة ابناء الفلوجة الذين قتلوا في التظاهرات
واعلن في الاخبار ان العراق قد صنف  ثالث اكبر بلد بالعالم بالاعدامات  وهكذا احتل العراق منصب جديد اضافة الى منصبه السابق كونه من اوائل الدول الفاسدة

ان بلد مثل العراق لابد ان يكون حازم باتخاذ قرارات تردع القتلة والفاسدين , نحن لسنا في بلد مستقر امنيا وسياسيا حتى نطالب بقوانين مخففة وغير رادعة , القاعدة تقتل الابرياءبدون توقف تريد خلق الفوضى والبلبه في العراق وتريد هز كيانه السياسي والاقتصادي وخلق الفتنة الطائفية وعملياتها بتزايد رغم الاعدامات , فهل تريدون ان تتساهل معها الحكومة , كيف يمكن ان تتساهل معها الحكومة وهي تقتل الاطفال والنساء والشيوخ والشباب وتدمر كل شيء يقع بقبضتها , المسأله ليست حوادث فردية يقوم بها شخص مجنون او سادي  بل هي عمليات منظمة تستهدف العراق بأجمعه
علينا ونحن ننتقد الحكومة ان يكون نقدنا بناء ويهدف لمصلحة العراق وشعبه نحن الان اشد الحاجة الى الحزم والضرب بيد من حديد على كل من يستبيح الدم العراقي , تصورا ماذا يحدث لو الغيت عقوبة الاعدام ونحن نعيش هذا القتل اليومي والفساد الذي هتك ميزانية العراق وبالتالي حرم المواطن من العيش بأمان واطمئنان
ان المطالبة بألغاء عقوبة الاعدام الان هو حق يراد به باطل , هو يطالب بمكافئة القاتل على فعله الشنيع , ان ابسط شيء يقال عن الوضع في العراق هي الفوضى المتميزة التي خلفها بريمر , وضع الرجل الغير مناسب في السلطة وطرح المطاليب الغير منسجمة مع الواقع , نعم ان ابسط مايقال ان مطاليب المتظاهرين اليوم تنسجم مع سياسية بريمر الفوضويه , تفاءلنا حين سمعنا بتشكيل وفد من المتظاهرين لمفاوضة الحكومة وتأخر تشكيل الوفد ويبدو تأخيره هو تلبية لبقايا بريمر  انهم يطالبون بالمستحيل وهم يعرفون هذا جيدا لانهم على مايبدو يرفضون المفاوضة مع الحكومة فوضعوا هذا الشرط الجديد الذي لم يكن ضم الشروط السابقة
هنالك من يضع العصا في عجلة المصالحة وتهدئت الوضع المتأزم وطبعا الغاية معروفة وهي تنفيذ مشروع بايدن  في تقسيم العراق وانشاء اقليم السنة
نحن نطالب جميع القوىالسياسية ان تبدي رأيها في هذا الموضوع وفي اي موضوع يطرح , لا ان نكتفي بالقراءة والمشاهدة  يجب ان نقول على الصحيح انه صحيح وعلى الخطأ انه خطأ ويجب ان لانحمل الحكومة اخطائها واخطاء الاخرين  ,  فكلنا نعلم ان الحكومة ضعيفة والوطنية تدعونا  الى قول الحقيقة لا السكوت عنها , نعم الحكومة لديها اخطاء كثيرة وغير قادرة على المضي بالشعب الى بر الامان ولكن علينا بالمقابل ان نقول من يدفع الاخر الى الهاوية  اذا كان بالامكان تغيير الحكومة عبر صناديق الانتخابات , فمن يستطيع تغيير مطاليب المتظاهرين ؟ المتظاهرين لهم مطاليب بعضها مشروع وكنا الى جانبهم  لكن الان مطاليبهم تعدت حقوقهم وهي تطالب الان بعدم قتل المجرمين الذين قتلوا الالاف من العراقيين  هل يعقل هذا , نحن نقول لو ان العراق يعيش وضع امني مستقر ولو كانت الجرائم غير مبرمجة وغير منظمة  لقلنا نعم لنلغي عقوبة الاعدام حتى نكون شعب متحضر وحتى لانسجل في مسابقة اكثر الدول المنفذة لعقوبة الاعدام , اما الان وبهذا الوضع البائس  لا لن تلغى عقوبة الاعدام حتى لو كان العراق  الاول في القائمة الدولية في الاعدامات , مرشحي الانتخابات الذين ينتمون الى قوائم مختلفة كل يوم يقتلون بكاتم الصوت لااحد يطالب بكشف الجناة ولم يطالب بها المتظاهرين ولكنهم يطالبون بالغاء عقوبة الاعدام على المجرمين !!!
نحن مع الحكومة في هذا القرار ومع وزراة العدل  وضد القتلة وليذهبوا الى جهنم وبئس المصير  .

أحدث المقالات

أحدث المقالات