17 نوفمبر، 2024 5:26 م
Search
Close this search box.

مليار مأساة هنا ومليار مسافر هناك

مليار مأساة هنا ومليار مسافر هناك

قرات اليوم خبر مبهر˛ وهو أستقبال مطار دبي للمسافر رقم مليار. وفي نفس الصفحة على شبكة التواصل الأجتماعي (face book) خبر أخر ولكنه حزين وهو رسوب مليون طالب عراقي خلال العام الماضي!أضافة إلى أن هناك مايقدر بحدود (3) مليون طفل لا يحصلون على التعليم بشكل مستمر في العراق˛ كما نسبة الطلبة الذين يستمرون لغاية مرحلة الجامعة لا يزيدون عن 14% فقط وتلك كارثة أخرى.
فأذا كان التعليم في العراق العتبة الأولى للأنسان نحو بناء مستقبله الذي هو لحد هذا اليوم كسيح ويحبو ولا يستطيع حتى المشي ببطىء فمتى يا ترى تنهض بقية قطاعات البلد حتى يأخذ العراق موقعه كبلد ذو ماضي عريق.
وهناك أتذكر السؤال المزمن الذي يدور في خلجات دماغي منذ سنة 2005 ولحد اللحظة وهو ماهو السبب؟ ماهو سبب تأخر التعليم لدينا؟ ماهو سبب أنحدار الواقع الصحي في العراق؟ لماذا هناك (7000) مصنع متوقف في العراق؟ لماذا أنخفضت المساحة المزوعة في العراق بعد عام 2003 من 36 مليون كم2 إلى 12 مليون كم2 ؟
ولا أعرف الجواب هل هو أحتياجنا إلى الناصر صلاح الدين أو القائد الضورة؟ كما حاولت المكائن الأعلامية الأجيرة من بعض القوى السياسية صناعة تلك الأسطورة وزخرفتها بأستمرار حتى تصبح حقيقة لا تقبل الشك أو النقض أستناداً إلى مقولة النازي المخضرم وزير دعاية هتلر جوزيف كوبلز التي تقول: « أكذب ثم أكذب حتى يصدقك الناس عندئذ يكون قد فات الأوان» وقد فات الأوان حقاً.
حيث ضاعت موازنات أنفجارية في العراق وأختفت كسراب في الصحراء وتم سقوط ثلاث محافظات نسبة مجموع مساحتها إلى مساحة العراق بحدود النصف تقريبا بأيدي مجاميع من أبناء االشوارع تلك كانت كانت نكبة كبرى أدمت قلوب ليس العراقيين فحسب بل جميع الشرفاء في العالم.
لقد كانت الأموال متوفرة وبتوفيرها ممكن شراء الخبرات ولكن الحكومات السابقة لم تكن على قدر المسؤولية حتى تستطيع الأستفادة من تلك الفرص لكونها لم تشخص أي هو الخطأ أو مجموعة الأخطاء˛ وهنا أود أن أذكر حكمة لعالم الأجتماع العراقي العلامة علي الوردي (رحمه الله) والتي يقول فيها: « قبل البدء بأعادة أعمار البلاد لابد التفكير بأعادة أعمار العقول العراقية» نحتاج جميعاً إلى أعادة تقيم لكل ما يدور حولنا في خضم هذا العالم المتسارع وأعادة تقييم أفكارنا وتصرفاتنا ووجهات نظرنا حتى نستطيع التخلص من الترسبات التي تعيق مد أفاق تفكيرنا نحو عالم اليوم المعلوماتي.

أحدث المقالات