28 نوفمبر، 2024 3:54 م
Search
Close this search box.

مثقفون عرب يتهمون التخلف الديني بمحاربة المرأة

مثقفون عرب يتهمون التخلف الديني بمحاربة المرأة

أقام الصالون الثقافي العربي بمندوبية جمهورية العراق في مصر بالتعاون مع جامعة الدول العربية ، ‏حلقة نقاشية حول “دور المرأة في ظل التحولات الجارية : المشاركة والإبداع والتغيير”. ‏
وحضر جلسات الصالون مجموعة من الوزيرات من عدة دول عربية هي مصر وفلسطين والعراق ‏والمغرب وليبيا وموريتانيا والأردن بجانب الدكتورة سميرة التويجري المدير الإقليمي لهيئة الأمم ‏المتحدة للمرأة بالإضافة الى نخبة من الشخصيات العامة المصرية وأعضاء الصالون. ‏
وبدأت الجلسة برئاسة السفير د.قيس العزاوي مندوب جمهورية العراق الدائم  بجامعة الدول العربية ‏والأمين العام للصالون حيث إستعرض تأريخ الصالون وكيف تأسس منذ عامين ونشاطاته وما يرمي ‏إليه لتجميع المثقفين العرب وتواصلهم الذي ربما تعرقله السياسة. ولفت العزاوي الى أن الثقافة تجمع ‏ولا تفرق، منوهاً بأن هذه الحلقة النقاشية هي أول تعاون بين الصالون والجامعة العربية وتشكل نقلة ‏نوعية في مسيرة الصالون لأن قضية المرأة باتت تعد من القضايا الأكثر أهمية في تأريخ العرب اليوم. ‏
ومن جهتها أوضحت تهاني الجبالي أن المرأة العربية بلغت سن الرشد منذ عقود طويلة، وأن التحديات ‏التي تواجهها الآن ليست جديدة،لا على المرأة ولا على هذا الشعب العربي، مؤكدة على أن كل هذا إلى ‏زوال. وإعتبرت أن أي هزيمة عابرة لكن الهزيمة الثقافية هي الهزيمة الإستراتيجية وأنه :  ” لولا ‏قدرتنا كمثقفين على إدراك الذات لكانت هزيمة أوطاننا من خلالنا نحن”. ‏
وأشارت الى أن تيار “اليمين الديني” له شكل من أشكال التشدد الواضح، وأن كل قادة هذا التيار وقفوا ‏يهتفون ضدها في ميدان نهضة مصر، وهو ما أشعرها بالسعادة والفخر لأنها حررت هذا المشهد من ‏الشخصنة، لكن وإذا كان موقفها قد سجل هذا التيار فهي بمثابة إنتصار ثقافي لها في مواجهة تيارات ‏التخلف، التي تعامل المرأة على أنها قاصرة ولا تعترف لها بمساواة أو بمقدرة على تحقيق ذات. ‏
أما د. صلاح فضل فقد أشار الى أن وضع المرأة يمكن اعتباره أيقونة للثقافة، وقال أنه متى تحررت ‏المرأة تحرر الإبداع، وأن الفترات الأكثر تحرراً برز فيها الإبداع بشكل كبير، وأنه خلال فترة إزدهار ‏الأندلس كانت أكثر فترات التأريخ الإسلامي، التي أتاحت المجال للمرأة، فنجد كتاب “الإحاطة في ‏أخبار غرناطة” يذكر سيرة 600 شاعرة لهن نصوص في هذه الفترة. ‏
أما د.هيفاء أبو غزالة وزيرة السياحة السابقة بالأردن عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، ‏فقد تساءلت عما إذا كانت الديمقراطية تحتاج المرأة أو أن المرأة تحتاج الديمقراطية ؟ وأشارت الى أن ‏مصطلح الربيع العربي كان الرئيس”أوباما” أول من أطلقه، وأن المرأة في دول الربيع العربي لم ‏تفاجئ العالم فحسب، بل فاجأت نفسها أيضا. ‏
أما وزيرة الشؤون الإجتماعية الليبية السابقة د.مبروكة جبريل فقد تحدثت عن الدور الهام الذي لعبته ‏المرأة الليبية خلال الثورة في بلادها ،حيث كانت توزع المنشورات، وتنقل السلاح، لأن سيارات ‏النساء لم تكن تفتش، كما أنها قامت بدور كبير في دعم الجبهات بالغذاء، وأنها ما زالت تحاول ‏الحصول على حقوقها السياسية، للمشاركة في مسار الديمقراطية. ‏
ومن جهتها لاحظت د. ربيعة ذياب وزيرة المرأة الفلسطينية أنه بالرغم من كون المرأة الفلسطينية ‏جزء غير منفصل عن المرأة العربية ، إلا أن ظروفها قد تكون مختلفة مع الإحتلال، مشيرة الى أن ‏هناك سجينات، شهيدات، معتقلات، فالمرأة الفلسطينية حالة من النضال وتحمل المسؤولية، لها دورها ‏الرئيسي في الحفاظ على إستمرارية الثورة الفلسطينية، وحافظت على تماسك الأسر الفلسطينية وعلى ‏الثقافة والذاكرة الفلسطينية، خاصة عبر الأجيال المتعاقبة في الشتات، والتي تحفظ برغم ذلك فلسطين ‏عن ظهر قلب. ‏
أما الدكتورة إبتهال الزيدي وزيرة المرأة العراقية فقد أشارت الى مشاركة المرأة للرجل في التغيير منذ ‏فترة السبعينيات، وبعد 2003 منحت المرأة دورا وفرصة للمشاركة في كتابة الدستور وفي صناعة ‏القرار السياسي من خلال البرلمان وأوضحت أن الضامن الوحيد لحقوق المرأة هو الدستور وتحديد ‏نسبة الكوتة وهي التي سمحت لها ان تحصل على 27% من عدد نواب البرلمان العراقي. ‏
وتواصلت المناقشات حيث اكدت نجوى صادق نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية على أنه جاء الوقت ‏للمطالبة بتشريعات حاسمة وصريحة لإعطاء المرأة حقوقها، عبر تشريعات تكفل لها المشاركة ‏السياسية ولو بقدر 30% من البرلمان ومثلها للقضاء والنيابة العامة، وغيرها من المناصب القيادية، ‏إضافة الى إستصدار قوانين وتشريعات لحماية المرأة من العنف. ‏
وعلى الصعيد نفسه أشارت “بثينة كامل” الى أنها لم تعلن ترشحها للرئاسة المصرية بالأساس رغبة ‏في أن تصبح رئيسة، لكنها كانت بمثابة هجوم على المتطرفين في التيارات الدينية، لإرباكهم، وكان ‏منها أن إعترف”محمد مرسي”رئيس حزب الحرية والعدالة” وقتها، وقال إن الجماعة ليست ضد ‏ترشح امرأة أو مسيحي للرئاسة. ‏
وختم النقاش د.جابر عصفور ببحث مهم عن التحولات الجارية وتأثيرها على المرأة العربية، مشيرا ‏الى نضالاتها عبر التأريخ ونوعية الإنجازات المتحققة التي أصيبت في عمقها بسيادة التيارات ‏الظلامية، ومنوهاً بأن هناك نزعة غالبة على الفكر العربي الإسلامي تحقر من شأن المرأة. وقال إنه ‏ليس هناك إحترام سائد لها، إلا في اللحظات التي غلب فيها الفكر العقلاني وإنتصر، وخلص الى أنه لا ‏تمكين للمرأة سيحدث الآن في ظل غلبة ثقافة التعصب والتطرف السائدة في مصر حالياً.‏
وقد حضر الحلقة النقاشية أعضاء الصالون من بينهم د.يحيى الجمل ووزير الثقافة الأسبق ود.جابر ‏عصفور والناقد د.صلاح فضل ود.محمود العزب مستشار شيخ الأزهر وممثل الأمين العام لجامعة ‏الدول العربية السفير وجيه حنفي الأمين العام المساعد والسفيرة فائقة الصالح الأمين العام المساعد ‏للشؤون الإجتماعية والسفير ناصيف حتي المتحدث الرسمي بأسم الجامعة.  ‏
كما شارك في الحلقة عدد من الشخصيات العامة من بينهم المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس ‏المحكمة الدستورية “سابقاً”، والوزيرة مشيرة خطاب ورئيس حركة كفاية جورج إسحاق وعدد من ‏الفنانين مثل جلال الشرقاوي وعزت العلايلي وعهدي صادق والفنانة صابرين ونادية مصطفى وعدد ‏من السفراء والدبلوماسيين من بينهم بركات الفرا سفير فلسطين بالقاهرة ود.خالد زيادة سفير لبنان ‏بالقاهرة ومحمد سيدي أبو بكر رئيس وزراء موريتانيا الأسبق وسفير بلاده الحالي في مصر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة