في البلاد الفاشلة مثل العراق يسارع الناس لتشكيل المنظمات والجمعيات المعنية بحقوق الإنسان، ودعم حق المرأة، والتمكين السياسي، وحرية الصحافة والتدريب على الفنون الأدبية، وهي تعمل بالتنسيق مع منظمات نصب عالمية تمول من حكومات غبية في الغرب، أو من مؤسسات إستخبارية تمد نفوذها في مناطق النزاع، ويستبعد الصحفيون المحترفون، والشخصيات العلمية والفكرية، في مقابل صعود القردة والخنازير والحمير من النساء والرجال، ولابأس في أن يكون المسؤول عن المنظمة محترفا في تخصصه، لكنه يشتغل بحرفية لجني المال، فيؤمن وضعه، ويرتبط بمؤسسات دول عربية وإقليمية تحكم المشهد العراقي. فالدول المحيطة بالعراق لاتتعاون مع الشرفاء لأنهم لايبيعون شرفهم وكرامة وطنهم، ولذلك تجد المقربين من تلك الدول هم الأشخاص الذين يبحثون عن المناصب والمكاسب، ولايعنيهم الوطن فهو كلمة زائلة لاقيمة لها في وسط موج عات من التبعية والخنوع للخارج، وحب الشهوات، والرغبة في الحصول على المال بالتهافت على السفارات، وبالتنسيق مع منظمات دولية هي أقرب في وصفها لشركات غسل الأموال يديرها نصابون محترفون.
كنت في أحد شوارع بغداد التجارية، وكنت أحتسي القرفة بسبب البرد، ورأيت عددا من الصحفيين الذين يزورون بغداد، ولايفضلونها، وسلمت عليهم، وسألت أحدهم وهو إنسان محترم عن سبب وجوده؟ فاخبرني: أن هناك مؤتمرا للصحافة الإحترافية تنظمه مؤسسة لااتذكر إسمها في أحد فنادق بغداد، وسالته عن الحضور ومازحته، وقلت: كيف لااكون مدعوا فأنا صحفي محترف، ونسيت نفسي، وسألته: من الحمار الذي نظم المؤتمر فضحك، وقال: أنا… أعتذر ربما اكون أنا الحمار حين اصر على إمكانية نهضة وطن يتصدر الحمير مشهده… بالمناسبة.أثبتت الابحاث العلمية أن الحمار يأتي في المرتبة الثانية في درجة الذكاء بعد الإنسان.. وهذا مايفسر محاولات الكثيرين التشبه بالحمير وإلتقاط الصور معها، حتى أنني إلتقطت عدة صور مع حمار أعجبني.