17 نوفمبر، 2024 11:26 م
Search
Close this search box.

كاميرون يستجيب لثغاء نعجة !!!

كاميرون يستجيب لثغاء نعجة !!!

خاض رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون معركة اشد وطأة من معركة الانتخابات  في احد المستنقعات وطمس بالوحل لحد الخصر لانقاذ نعجة طامسة لحد الاذنين ، بعد ان كانت المسكينه تلحق بحمليها  فساقها القدر الى مستنقع عميق وموحل  .
ومن حسن الصدف وحظ النعجة الطامسه في الوحل كان كاميرون يمارس رياضة  المشي  مساءا ، وفي طريق عودته من احد المزارع بالقرب من بيته الريفي خلال عطلة نهاية الاسبوع   بـ اكسفو دشير وجد النعجة تطلق ثغاءات استغاثة فتدخل على الفور لنجدتها دون ان يتردد للحظة واحدة .
شكك البعض بهذه الواقعة وارادوا ان يستلبوا كاميرون هذه البطولة  وسخروا منه على تويتر والفيس بوك . بسبب   نشر الخبر متاخرا بعد ايام من الحادث وقد صادف  الاول من نيسان  ، واعتقدوا  الخبر كذبة نيسان ، واعتقد فصيل اخر  انها  مزحة سمجة وبايخة ولكن دوافع بعض من علق على الخبر لم تكن بريئة ولديهم حسابات يريدون تصفيتها مع الرجل  اويريدون تسقيطه سياسيا ، او انهم من المهاجرين الذين تضرروا من قررات كاميرون في فرضه تخفيضات كبيرة على المساعدات الاجتماعية ومواقفه ضد الهجرة ، بعد ان خربت امريكا والغرب بشكل مباشر اوغير مباشر معظم بلدانهم { الام}  بالتامر او بالحروب او بتنصيب النعاج حكاما عليهم لذا اصبحت لديهم عقدة من النعاج  مماثلة لعقدة أوديب .
على اية حال ودرءا للاقاويل والشائعات المغرضة ، ابلغ المزارع {جوليان توسيان} صاحب النعجة المستغيثة ، صحيفة صن البريطانية عن القصة وباتت بين ايدي القراء في انحاء المعمورة واكدها مكتب رئيس الوزراء البريطاني ودمغ صحة وقوعها ، واشاد بعض العرب قبل البريطانيين ببطولة كاميرون وصراعه  وسط المستنقع الموحل  من اجل انقاذ النعجة المشبعة بالماء والطين بمساعدة حراسه . وقال صاحب النعجة ومن حقه {فالحلال عزيز كما يقول مربي الماشية عندنا } ان كاميرون كان رائعا في انقاذه النعجة وقد تعافت تماما ولله الحمد ، لكن حمليها غرقا ونفقا خلال تلك الحادث    التي هزت الاعلام والضمير الانساني وملئت وسائل الاعلام بالتعليق والتحليل وانشغلت صحفنا الاستقصائية ومواقع الانترنيت ومراكز الدراسات الاستراتجية بها .
لحد هنا نحن لانستغرب من رئيس الوزراء البريطاني هذا العمل البطولي بكل المعايير الانسانية . لانسخر ولانستهجن هذا الفعل لكن بعض  القراء اخذوا يهللون ويكبرون ويثغون للغرب ولقادته وبريطانيا العظمى بقيمها والفارق الكبير بين العرب وبريطانية  وبين تواضعهم وانسانيتهم وبين ما نحن عليه من تخبط وضياع .
تصعب الاجابة هنا او الدخول في نقاش معهم فخيبتنا بحكامنا كبيرة جدا والفارق اكبر ولايمكن لاي رئيس وزراء عربي ان ينقذ نعجة طالما تتلبسه نزعة وعقلية  نعجة . 
وهنا اذكركم بقول واعتراف صاحب السموالشيخ {حمد بن جاسم آلـ ثاني} رئيس وزراء قطر ، الذي قالها بصراحة شديدة في اجتماع الجامعة العربية {نحن  نعاج } وبحضور القادة العرب او من يمثلهم وسكت الجميع من باب الرضا دون اي احتجاج  لهذا الوصف  الحقيقي دون لف ودوران .  والكلام صفة المتكلم طبعا { وما ضمر احد شيئا الا وظهر في صفحات وجهه وفلتات لسانه} وكلامه صحيح مئة في المئة وهو شاهد على العصر بادق التفاصيل والحوادث والمصائب التي حلت في الوطن العربي . وامارة  قطر  تحاول ان تقود التغير والربيع العربي . فعلا  قادتنا نعاج فلو كانت استغاثات فلسطين والصومال والعراق وسوريا  من وطئة الارهاب والحروب التي سببها الغرب المتمثل بكاميرون واسلافه وقتل ملاين البشرعلى يد امريكا  والغرب المتحضر جدا وبالتعاون مع نعاجهم الحاكمة ،  لقامت القيامة . لكن طالما من يحكمنوننا نعاج فمعذورين ان لم يستجيبوا لصراخ بني البشر ، و لم يرف لهم جفن لكل هذه المصائب والمذابح . الغرب وامريكا  على استعداد لذبح مليون انسان  من اجل انقاذ حاكم نعجة او كبش نطاح .
هذا الفرق بيننا وبينهم ، ملاين النسوة يصرخن كل يوم  في معظم الاقطار العربية  والاسلامية من الجوع والمرض  ، ورؤساء الوزراء لازلت تتلبسهم روح النعاج امام هذه الاهوال والاستغاثات المتواصلة دون انقطاع منذ عقود ، واكتفوا ببيانات الثغاء والتنديد والاستنكار ، والجامعة العربية خير مثال بثغاءاتها {بياناتها} منذ 60عام وهي تثغو وتثغو  .
فلا تعجبوا من تواضع رئيس الوزراء البريطاني واستجابته السريعة لثغاء نعجة ستدخل التاريخ من اوسع ابوابه ، وتحسدها كل النعاج العربية الحاكمة. وربما  ستحنط وتوضع الى جنب ابنة عمها النعجة {دولي} في متحف اسكتلندا الوطني في ادنبره .  نشكر كل من اشادة وثغى لكاميرون وانسانيته ودفء حنانه على نعجة استغاثت به ، لانه لايسمع انيين ثكلانا اللواتي ياكلهن السرطان والفقر بسبب ماقامت به القوات البريطانية والامريكية خلال حربهم على العراق و تدمير للبنى التحتية والمستشفيات ومجاري الصرف الصحي والمدارس دون اي وازع اخلاقي او قانوني او انساني .   

أحدث المقالات