التصرف المشين الذي أقدم عليه السفير الايراني في العراق، ايرج مسجدي بعد انسحابه أثناء وقفة صمت تكريما لشهداء القوات الأمنية العراقية، والتي أثارت ردود فعل غاضبة في العراق بحيث وصلت الى حد المطالبة بطرده، ليست المرة الاولى التي يقوم بها بهکذا عمل يثير غضب وحنق العراقيين بل سبق وإن هدد مسجدي بمعاقبة العراقيين على أثر العقوبات الامريکية التي فرضت على النظام الايراني والمطالبة بإلتزام العراق بتلك العقوبات.
ايرج مسجدي الذي هو أساسا ضابط في قوات القدس الارهابية الجناح الخارجي للحرس الثوري الايراني وکان أحد مساعدي الارهابي قاسم سليماني، لايتصرف أبدا کسفير لبلد آخر ويحترم الاستقلال والسيادة الوطنية للعراق بل إنه يتجاوز ذلك بکثير ويتصرف في کثير من الاحيان وکأنه فوق القوانين والدستور العراقي وهذا ماجعله يلفت الانظار إليه ويثير حنق وغضب الشعب العراقي والقوى والشخصيات الوطنية العراقية.
مايقوم ويقدم عليه مسجدي من أفعال وتصرفات مرفوضة جملة وتفصيلا، إنما هو تقليد حرفي لمعلمه ومرشده الارهابي سليماني المعروف بعدم إحترامه للسيادة الوطنية العراقية ودأبه الدائم على إنتهاکها بمنتهى الوقاحة، لکن السٶال المهم الذي يطرح نفسه دائما هو: کيف سمحت الحکومة العراقية بتعيين ضابط في الحرس الثوري الذي هو أساسا جهاز إرهابي خصوصا وإنه قد عمل مساعدا للإرهابي سليماني؟ في الکثير من بلدان العالم، يجري رفض تعيين سفير من دولة أخرى فيما لو کانت هناك تحفظات ومآخذ عليه وقد حدثت وتحدث هکذا حالات وإن الدول تقوم تبعا لذلك بتسمية سفراء آخرين، ولکن يبدو إن الامر مختلف مع النظام الايراني ومع العراق في ظل خضوعه لنفوذ وهيمنة النظام الايراني، وکيف لا وإن مشکلة سعي هذا النظام من أجل فرض تابعه فالح الفياض کوزير للداخلية على الحکومة العراقية والذي صار عقبة بوجه تشکيل الحکومة العراقية الجديدة.
النظام الايراني الذي صار يتدخل في کل شاردة وواردة في العراق ويعتبر سبب کل المشاکل والاوضاع السيئة التي يعاني منها هذا البلد، صار من المهم جدا وضع حد له وعدم السماح له بالتمادي أکثر من ذلك، وإن طرد سفيره المشبوه من کل النواحي ايرج مسجدي من العراق يمکن إعتباره خطوة ضرورية ملحة بهذا الاتجاه، من أجل التمهيد لتحديد النفوذ الايراني غير العادي في العراق والعمل بإتجاه إنهائه خصوصا وإن العراق ومنذ أن إستفحل هذا النفوذ فيه فقد صارت المآسي والمصائب تنهال عليه من کل جانب تماما کالشعب الايراني الذي يعاني الامرين منذ 4 عقود ويسعى اليوم بکل مابوسعه من أجل إسقاط هذا النظام والتخلص منه.