زيارة الرئيس السوداني عمر البشير تحمل في ثناياها دلالات واشارات سياسية ورسالة واضحة، مفادها أن العرب الذين قاطعوا سورية ونظامها بقيادة بشار الأسد، هم الذين يطرقون البوابة الدمشقية، واثبات قاطع أن سورية هي التي انتصرت في الحرب الشرسة على قوى الارهاب والظلام، والتي دامت سنوات طويلة، وتؤكد على فشل المؤامرة الامبريالية والاستعمارية والصهيونية الدنيئة التي قادتها أمريكا وحلفاؤها من انظمة الخزي والذل والعار الخليجية، بهدف تفكيك سورية وتجزئتها واسقاط نظامها وضرب وحدتها الترابية والديمغرافية.
الرئيس السوداني عمر البشير، ان كنا نتفق أو نختلف معه، لا بد من الاشادة بخطوته ومبادرته الشجاعة والجريئة، فهو أول زعيم عربي يكسر الطوق والحصار العربي حول سورية وبشار الأسد، ويقوم بزيارة للقطر العربي السوري، الذي عانى من ظلم ذوي القربى، وظل يحارب ويقاوم وحيدًا في الحرب الطاحنة والتصدي للمؤامرة مدعومًا من حزب الله وايران وروسيا. ولن يكون البشير الزعيم العربي الأخير الذي تطأ رجلاه الارض السورية ويدق بوابة دمشق، وليس من المستهجن أن يكون الرئيس الثاني القادم عبد الفتاح السيسي الذي يزحف نحو سورية، اذ أنه كان يضغط في الآونة الاخيرة لاجل استعادة سورية لمقعدها فيما يسمى ” الجامعة العربية “.
وفي الحقيقة أن الدول العربية باتت تدرك جميعها الإن بعد انتصار سورية في المواجهة العسكرية، وفي معركة البقاء والوجود والصمود، خطيئتها الكبرى بالمشاركة في المؤامرة الحقيرة ضد سورية، تحت حجج وذرائع واهية وواهمة، وعناوين مضللة وزائفة.
وليس بالضرورة أن زيارة عمر البشير تحمل رسالة سودانية أو اشارات من انظمة عربية ذليلة عفا عليها الزمن، فيكفي أن التصريحات التي رافقت هذه الزيارة أكدت من جديد، وبما لا يدع مجالًا للشك، أن سوريا هي قلب العرب والعروبة النابض، وأنها حريصة كل الحرص على العمل والتعاون العربي المشترك في مواجهة أعداء الأمة وقوى الارهاب والتكفير، واعتراف أن الدولة العربية بدأت تشعر فعلًا بأنه لا يمكن القيام بأي عمل عربي مشترك بدون سورية.
وكما عودتنا عروس العروبة ولؤلؤة الشرق دمشق الشام أن أحضانها ستبقى مفتوحة للأشقاء العرب، رغم مواقفهم تجاهها، ورغم عزلتها، ولن تتخلى يومًا عن قضايا المصير العربي، بل هي المدافعة الحقيقية وبشراسة عن هذه القضايا.
وفي النهاية يمكن القول، أن موسم الحجيج إلى دمشق وسورية الشام المظفرة قد بدأ، وزيارة عمر البشير أول الغيث.