زيد وعمر أخوة ترك لهم والدهم إرثا كبير، كان عمر يشكو زيدا، لأنه يزاحمه على إستحقاقه ولا يساعده على مصاعب الحياة، بالرغم من كونه يمتلك المقبولية لدى المجتمع، ويتمتع بعلاقات واسعة.
أخذت المنطقة تضع اللوم على “زيدا” وتتهمه بأنه السبب بالتضيق على اخيه، لذلك بقي يشكوا الفقر بالرغم من الخير الذي عنده.
زيد يسمع كلام المنطقة، الذي أصبح هذا الكلام كأنه حقيقية لا نقاش فيها.
في أحد الأيام جمع رجال المنطقة، وقال لهم ليست أنا من أضيق على أخي إنما هو لا يرغب باستثمار الخير الذي عنده.
اعترضت المنطقة على كلام ” زيد” وطلبوا منه إثبات ما يدعي، بالرغم من الإثبات يجب ان يكون من عمر لاتهامه أخيه، لكن ” زيد” وافق على إثبات ذلك للمنطقة.
أخذ ” زيد” سكان المنطقة الى قنطرة” معبر ضيق على نهر” يمر عمر عليه للوصول الى منزله، وأخذ معه كيس ذهب وضعه على المعبر، وما على عمر سوى رؤيته على المعبر واخذه ليبدأ بحياة جديدة.
الشقي عمر، عند وصوله الى المعبر، حدث نفسه وقال لأجرب كيف الأعمى يستطيع عبور هذا المعبر! رفع رأسه للأعلى وعبر القنطرة كالاعمى ولم يرى كيس الذهب.
البصرة بناشطيها متظاهريها، جميع المعترضين على إدارة البصرة من قبل الأحزاب، سيد عمار الحكيم وضع لكم كيس الذهب على بوابة البصرة، وطلب منكم ان تشاركوا بإختيار محافظ بصري نزيه، يستطيع إن ينهض بها ويخلصها من الويلات، التي تعانيها بسبب التجاذبات والصراعات، وكان هذا مطلبكم.
هل ستفعلون كما فعل عمر” وتحاولون عبور هذه الفرصة كالأعمى، من خلال التشكيك والقول من الضامن، ولا نثق، ونحن من يقرر، وغيرها من العبارات التي تفوت الفرصة التي تهيئت.
حقيقة يجب أن ندرك نحن البصريين، أن هناك استحقاقات انتخابية، هكذا هو نظامنا الانتخابي، وان منصب المحافظ من حصة البصرة، حسب الاتفاقات السياسية.
الرجل عمار الحكيم، كان صادق معنا، عندما رشح وزيرين ومحافظ مستقلين من البصرة، ولم يلزمهم بشيء، والدليل ترشيحهم للانتخابات البرلمانية مع احزاب اخرى.
لنستغل صدق الرجل ونلزمه بما الزم نفسه، ونختار محافظ يستطيع ان ينقذ البصرة من بؤسها، وان تعنتنا وانزوينا بحجة عدم المصداقية وغيرها من الاعذار والاشاعات التي سيطلقها مبغضي البصرة، عندها سيأتي محافظ غير مرحب به، او مقبول من قبل البصرة واهلها.
حينها تعود التظاهرات، وهذا يقول مسيسة، وذاك يقول شعبية، واخر يصرخ هناك مندسين، ولا تحصد البصرة سوى زهق ارواح شبابها.