18 ديسمبر، 2024 10:43 م

العطل لا تبني المجتمعات والدول..

العطل لا تبني المجتمعات والدول..

كنا ونحن أطفال في الخمسينيات وفي احضان المدارس الابتدائية نشعر بوطأة الدوام الطويل علينا بدروسه الستة التي تبدأ من الثامنة والنصف صباحا حتى الثالثة والنصف عصرا باستثناء ساعة ونصف نذهب فيها الى دورنا للغداء،وان العطلة كانت فقط يوم الجمعة، وفي العمل وكنت في الستينات عامل كهرباء لدى احدى الشركات وكان الدوام الرسمي ثمانية ساعات ونصف، والنصف من وقت العامل للغداء ، وان العطلة فقط يوم الجمعة، وكانت العطلة لثلاثة ايام فقط لعيد الفطر واربعة ايام لا غيرها لعيد الاضحى ، وكان الجيش والشعب يحتفلان بعطلة عيد الجيش ويوم الشجرة عطلة رسمية لاخوتنا الاكراد ، وعطلة تتويج الملك في العهد الملكي ، وبعد ثورة 14 تموز كان الشعب يحتفل بعيدها. وكانت المعامل تنتج والمدارس تدرس والكليات تخرج ، والدوائر تخدم ، وللموظف راتب واحد لا مخصصات فيه ، وهناك الترفيع والعلاوات ، واليوم ورغم الخراب الذي تسبب به الاحتلال كان في العراق بريق الدولة ، وشموخ وبدايات للتحضر ، ولكن ، وهذه
اللكن مهمة ، لانها تشير إلى التراجع في كافة مناحي الحياة بعد قرارات بريمر ومن جاء بعده من الحكام الذين لم يكونوا بمستوى المسؤولية، الذين عطلوا القطاع العام واباحوا العطل للموظفين بشكل مفضوح وعام ، وابتدعوا زيادة العطل الدينية ، وظاهرة ال off الاسبوعية ، والتراخيات الادارية ، التي زادت من ملاكات الدوائر الحكومية غير الانتاجية ، وتناسوا عبارة انتاجية لجهالتهم بالامور الاقتصادية او لامعانهم بتراجع المدنية لحساب الدول الاجنبية ، لتمكين التجارة الاستيرادية ، لصالح قوى سياسية ، وتحولوا بالورش المنتجة الى تجارة موردة ، وعمال البلد الفنيين تراجعوا الى عتالين ، واكثروا من العاطلين ، وحولوا الاقتصاد الى اقتصاد ريعي ، محتواه الرواتب والاجور الحكومية ، اقتصاد الدورة الوهمية، إذا تعطلت الرواتب تعطلت الحياة اليومية ، أي اقتصاد هذا وأية عملية سياسية . كسل وعطل وقلة إنتاج وقلة عمل ، كل هذا والسياسي نائم في العسل ، وأقولها أمامكم بكل صراحة ، وراءكم مقاصد لا يعلمها إلا الله ، وأن من لا يشجع على العمل هو ضد الأديان والملل وان المجتمعات والدول لا تنهض بكمية وإعداد العطل بل بالمثابرة والجد والعمل ،،،، المطلوب انشاء المعامل للقطاع العام والخاص ، واختزال العاملين في دوائر الدولة ، وتوجيههم للعمل الانتاجي ، فالعمل الكتابي لا ينتج الخيرات ، بل على العكس ينتج الكسل والمشاكسات…