أسمع بأستمرار صريحات ووعود وردية من أعضاء البرلمان الجدد حول زيادة تخصيصات˛ أطلاق تتعينات جديدة˛ مع العلم كلنا نعلم أن العراق وقع معاهدات مع مؤسسة البنك الدولي وغيرها من المؤسسات الدولية ˛ حول أيقاف التعينات وتقليل العمالة في المؤسسات الحكومية العراقية كما أننا نعرف أن الأقتصاد الريعي الوحيد الجانب المعتمد على تصدير النفط بنسبة أكثر 90% حسب ما أعلنت وزارة التخطيط في العراق لا يمكن أن يكون أمين العواقب تحت أي ضرف دولي يؤدي إلى هبوط أسعار النفط.
ولم نسمع عن تصريحات عن مشاريع قوانين لزيادة حجم الأستثمار˛ وخلق فرص أستثمارية˛ أكبر وبالتالي تشجيع المستثمرين على الأستثمار في العراق˛ وبالتالي توفر فرص العمل . أو عن قوانين تحل مشاكل الزراعة الكسيحة في العراق˛ والتي هي سبب نشوء الحضارة في العالم ˛وأن مشاكل الزراعة في أرض السواد أدت به إلى أستيراد غذاءه˛ مع دول الجوار التي يقتات بعضها على مشاكله الداخلية˛ وقد ربط أحد المؤرخين الأمن بالزراعة وهو أرنولد توينبي قائلآ: «أن لم توجد زراعة فلايوجد أمن أو حضارة» .
كما لا يوجد أي تحرك حكومي حول تشغيل ( 7000 ) مصنع متوقف في العراق منذ 2003˛ والتي هي من أهم الخطوات لمعالجة البطالة. والأهم من ذلك ماهي خطوات الحكومة في محاربة الفساد المالي والأداري˛ الذي أعده أهم عدو للحكومة والشعب وعلى الجميع أن يعلن الحرب ضده ˛ أن الحرب ضد سرطان الفساد المدعوم محلياً وأقليمياً هي معركة مصيرية أما ننتصر ويأخذ العراق مكانه في المقدمة بين دول الشرق الأوسط وأسيا أو يضيع العراق إلى الأبد.
وعلى زعماء العراق على أختلاف مشاربهم البحث عن نموذج من دول العالم الثالث من الدول التي حصلت فيها نهضة أقتصادية وعمرانية وعلى سبيل المثال لا الحصر سنغافورة ˛أستطاعت في غضون أقل من ربع قرن تحقيق معجزة تنمية أقتصادية أهلتها لتكون النمر الأسيوي الرابع˛ فقبل ذلك لم تكن سوء قاعدة بريطانية. مساحتها (618) كم2في حين مساحة العراق هي (438317) كم2 أي أن مساحة العراق أكبر منها بسبعمائة مرة !
وحجم تجارتها تصل (170) مليار دولار˛ ومتوسط دخل الفرد( 17) الف دولار في السنة˛ وهذا للمواطن العادي في سنغافورة ودخل السياحة فقط (6) مليار دولا˛ر وفي الدولة الثالثة في العالم في الصناعات النفطية˛ على الرغم من عدم وجود نفط ! وتعتبر موانئها من أكثر الموانىء في العالم أزدحاماً حيث مرت في موانئها ( 45 ) الف ناقلة بحرية في عام 1990 والتي تمثل (194) مليون طن من البضائع والتي يتم تفريعها أو تحميلها في (6) ساعات فقط في حين في بريطانيا يستمر الموضوع لأيام وذلك بأستخدام رافعات مبرمجة بالكمبيوتر.
اما النقل الجوي فيقدر( 97600 ) رحلة جوية نقلت (196) مليون راكب إلى جميع أنحاء العالم ولا تمتلك موارد مائية لدرجة أنها تشتري الماء من ماليزيا كما تشتري بـ (30) مليون دولار رمل لأصلاح الشواطىء.
أستطاعت سنغافورة تحقيق تلك المعجزة من خلال الأدارة الحكيمة والتي لاتستخدم النظم البيروقراطية والتركيز على أستخدام الحاسبة الألكترونية فيما يعرف بنظام ((One application أي نظام الورقة الواحدة أي هناك ورقة واحدة يتم من خلالها أنجاز أجراءات الأستثمار لغرض تسهيل العملية ولا تمر الأجراءات في عدة دوائر ومؤسسات ويتم تجنب العامل البشري في كثير من الأحيان فلا يوجد مؤظف يعاني من مشكلة حياتية ويقوم وفقاً لذلك بأستعراض القوة عليك وأذلالك وهناك سبب مهم أخر هو السعي الحكومي والشعبي نحو بناء البلد فياترى هل شاهد أحد مسؤولي بلد في أثناء رحلاتهم المتعددة تلك المظاهر الحضارية؟! وهل فكر أحدهم بتطبيقها في العراق؟!