17 نوفمبر، 2024 3:51 م
Search
Close this search box.

جمهورية الصدر الكبرى

علينا جميعا أن نعترف صاغرين أن العملية الديمقراطية في العراق أصبحت مشلولة ولا قيمة لها وأن المقاعد البرلمانية التي حصلت عليها الأحزاب والكتل السياسية لا تساوي شيئا أمام مزاج الزعيم الأوحد والقائد الضرورة للعراق الجديد . فمزاج مولانا وقائدنا وزعيمنا فوق كل شيء وعلى الجميع الخضوع له وتغيير الآراء والأفكار وفقا لهذا المزاج المتقلب . فالشخص الذي كان مقبولا من قبله ليتسنم رئاسة مجلس الوزراء أصبح في ليلة وضحاها غير مرغوب به ليشغل منصب وزير الداخلية والسبب يعود الى جوهر المزاج المتقلب . ولو فرضنا جدلا أن الكتل السياسية الأخرى رضخت لتغيير مرشح وزارة الداخلية اكراما لمزاج الزعيم الأوحد فهل سينتهي الأمر وتهدأ جذوة الصراعات مستقبلا . التحليل المنطقي لفلسفة فرض الارادات لا تبشر بمستقبل أفضل مما يجري الآن ، بل ستشهد العملية السياسية ألف معضلة ومعضلة تحت حجج وذرائع كثيرة طالما أن الزعيم الأوحد لا يؤمن الا برأيه ولا يرى الصحيح صحيحا الا وفق ما يملي عليه مزاجه . ولنعترف أيضا أن الملايين من أتباع الزعيم الأوحد لا رأي لهم سوى رأي سماحته ، فان قال الشمس تشرق من الغرب فهم أول المصدقين وأول العاملين بهذا الرأي وعلى الجميع تصديق ذلك حتى لو تم اللجوء الى العنف واراقة الدماء . فما الفائدة اذن من الانتخابات البرلمانية ومن العملية الديمقراطية برمتها . ولهذه الأسباب على جميع القادة وزعماء الأحزاب والكتل السياسية القبول بأحد الخيارين اما الرضوخ التام لجمهورية الصدر الجديدة والانضمام لها دون قيد أو شرط أو الجلوس في بيوتهم لترك العراق يقاد كما تقاد الدابة الضعيفة . وأي اصرار على عدم الرضوخ لجمهورية الصدر الكبرى سيعرض العراق الى فوضى عارمة والى حرب أهلية لا نهاية لها خصوصا أن جمهورية الصدر الكبرى لها قيادات فرعية معروفة بالزعيق والنعيق ومتعطشة للدماء من أمثال صباح الساعدي . ولابد من الاشارة الى نقطة مهمة وهي أن مخابرات الدول المعادية للعراق تحبذ هذه الفكرة وترى أن جمهورية الصدر الكبرى أقصر وأسهل طريق لتدمير العراق التدمير الشامل ، ولهذا فهي تسعى بكل وسائلها لتعزيز سطوة الصدر وموقعه في خارطة العراق السياسية والاجتماعية .

أحدث المقالات